نادية عثمان مختار

سيادة أدب ( المغارز) وشماتة الحكومة !!


سيادة أدب ( المغارز) وشماتة الحكومة !!
حروب من نوع آخر تدور رحاها بشكل موسمي وتزدهر في بعض الأيام وأظنها تزيد في موسم الخريف !!
حروب نعرف معظم أخبارها وضحاياها من الصحف الراصدة لتفاصيلها ومن بين ذلك مشاكل (الصحفيين) أنفسهم وصراعاتهم ومعاركهم التي يدور بعضها في غير معترك للأسف !!
صراعات لا أول ولا آخر لها، ومنافسة لا تمت للشرف بصلة نراها تتسيد الساحة هذه في كل حين، بدءً بشركات الاتصال، ومرورا ببعض الشركات المؤثرة ولا نقول انتهاء ببعض زملائنا في المهنة من كتاب الأعمدة المحترمين والذين نعول عليهم لتعديل المعوج وتقويم الملتوي!!
تصفية حسابات بعضها شخصي ولا نقول لا تهم القاريء في شيء؛ ففي الحقيقة أن ثقافة تصفية (الخاص) في العام التي انتهجها بعض حملة الأقلام رسّخت حب الاستطلاع لدى بعض القراء الذين باتوا يطالعون هذه الموضوعات بشغف ولو من باب كسر الملل وإرضاء نزعة الفضول وحب
(الشمارات) التي يوجد ولو (حبة) منها داخل كل منا!!
كنا في السابق وأيام الصبا الأول نتلهف لقراءة مجلات وصحف (أخبار النجوم) في الفن والسينما والثقافة والسياسة والرياضة أيضا، لنعرف ما هو الجديد الذي سيقوم به النجم المعني كل في مجاله؛ ثم ظهر بعد ذلك الاتجاه للكشف عن ما هو (خاص وشخصي جدا) في حياة هؤلاء النجوم، بعدما وجد أصحاب المطبوعات أن ذلك من شانه رفع نسب التوزيع بصورة كبيرة، فأصبحوا يهتمون بالكم غض النظر عن الكيف وما تحتويه إصداراتهم من مواد ومدى نفع الناس بها أو خروجهم منها صفر اليدين والعقول!!
هنا في السودان بات لدينا ما يمكن تسميته بـ (أدب المغارز) في كافة أوجه الحياة وفي كل الأماكن التي يديرها البشر حيث تسود أجواء المؤامرات والغيرة والتنافس غير الشريف، والمكائد التي تصل حد الأذى المعنوي وربما المادي أيضا!!
البعض وحتى وقت قريب كانوا يحصرون كل ألوان وفنون (الضرب من الخلف) وأساليب التعامل الغير حميدة في أوساط بعينها، على رأسها الوسط الفني ويليه مباشرة الوسط الإعلامي بكافة أشكاله المقرؤة والمرئية، ولكن بالتركيز على المرئية!!
ولكن اليوم لم يعد الوسط الإعلامي وحده مرتعا للمشكلات والمصائب وفنون الكيد و(المغارز) ولكن الكثير من الأوساط أصابها الداء بما في ذلك أنبل المهن كالطب والتمريض مثلا!!
بعض الخلافات لم ينفع معها التداوي، فتجدها وقد تفاقمت واخذ العناد بناصية الأمور فيها حتى تم كامل الانشقاق والأمثلة على ذلك كثيرة!!
الانشقاقات لم تعد ظاهرة مقصورة على السياسيين فقط إذن!!
الطريف والمؤلم في ذات الوقت أن تجتر في ذاكرتك عزيزي القاريء مقاطع الشاعر الذي صاغ كلمات تقول (كل الأحبة أتنين، أتنين) والتي يمكن تحريفها في وقتنا الحالي لتصبح (كل الأعداء أتنين، أتنين)!!
وكمثال على العداء وليس الحصر هناك شركات الاتصال (عين ويماني) وناس الشاي (الحمامتين والجدادتين) و(الفنانين والشعراء) (والغنايات والفنانات) ؛ أما زملائي الصحفيين (عيييييك) !!
بعض خلافات الصحفيين على وجه الخصوص تسعد الحكومة أيما سعادة ولسان حالها يقول (اللهم إلههم بأنفسهم وخلافاتهم عن التحريض على إسقاطنا وفسادنا وحياتنا يا رب العالمين) !!
و
الدنيا مصالح والآخرة أعمال !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/5/28
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]