نادية عثمان مختار

صفية الصديق ؟! .. إنت تستاهل يا ( مهمد)


صفية الصديق ؟! .. إنت تستاهل يا ( مهمد)
ليس بحسابات ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما) وإن كان ذلك جائزاً ومشروعا ًولكن بحساب الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه ، وكشف وجوه وخبايا عن أخلاقيات أناس لا يتسنى للجميع معرفتهم إلا من عاشرهم ؛ ففي الأمثال يقال ( فلان بتعرفو) (أي بعرفو) فيسألونك (عاشرته) فتنفي فيقال
( يبقى ما بتعرفه) !!
إذن (العُشرة) هي مقياس عمق المعرفة بالناس !!
المعركة المحتدمة بين صحيفتنا الغراء (الأخبار) و اتحاد الصحفيين، لم أشأ التدخل فيها بخير أو شر هجوماً أو دفاعا ؛ فكلا الطرفين قادرين على إدارة خلافهما بالصورة التي يرونها !
وإن كنت أعتقد أن لجوء (الأخبار) لساحات المحاكم للرد على ما أسماه الأستاذ لطيف بـ ( ادعاء الفاتح واتحاده) ، هو رد- رغم عنفه- إلا انه رد (الواثق) من نفسه وعدالة قضيته !!
ما يهمني في الموضوع كلمة حق أردت قولها للكشف عن شخصية (خفية) للأستاذ محمد تظهر في وقت الشدة ؛ ووقت اللين !!
ففي الشدة أراه ذلك اللاذع المداد؛ ولكن بكل موضوعية ، فهو لا يسكت عن ما يراه حقه، ويدافع عن مواقفه بكل ما أوتي من إصرار !!
أما مواقف (اللين) فهي تتجسد في صورة (محمد) الإنسان الشجاع في غير ضعف، والقوي في اعترافه بالخطأ دون أي (لولوة) أو خجل !!
أنا لا أكتب عن الأستاذ محمد لطيف هنا من باب ( شكارتا دلاكتا) بحسبان أنه رئيس مجلس إدارة (الأخبار) ، ولكني اكتب بكامل الضمير عن رجل عرفته وعملت معه شهورا قبل أن يأتي الأستاذ إدريس حسن رئيسا للتحرير، وأغادر أنا الصحيفة (غاضبة) لأسباب تحريرية !
حتى جاء اليوم الذي هاتفتني فيه صديقتي وزميلتي لينا يعقوب لتطلب مني مقابلة الأستاذ لطيف، وكان ذلك بعد مغادرة الأستاذ إدريس للصحيفة، وبعد ذلك هاتفني الرجل بنفسه وطلب مقابلتي لإيضاح اللبس الذي حدث، وأدى للخطأ في حقي (تحريريا) !! رغم انه لم يكن (رئيس التحرير) وقتها! وبالفعل ذهبت واستمعت لحديثه فوجدته كبيراً- كما عرفته- ولم يتوان في أن يقدم لي اعتذارا (لطيفاً) يشبه نبل أخلاقه ، مما جعلني أعود فورا وبغير شروط لهذه المؤسسة المحترمة (الأخبار) و أقول محترمة بالفم المليان إنصافا لكل من يعملون فيها من صحافيين أقل ما يمكن أن يقال عنهم أنهم (ممتازين) وهم إضافة للصحافة بدءاً برئيس التحرير بالإنابة ( لصغر سنه) وليس لقلة كفاءته عادل حسون، وانتهاء بأصغر متدرب !!
تحدثت عن مهنية زملائي الذين اعتز بزمالتهم في الأخبار ولتكتمل الصورة أسمح لي أن أحدثك عزيزي القارئ عن زميلتي (صفية الصديق) كنموذج آخر مشرف ليس في مهنيتها فحسب؛ ولكن في أخلاقها وكامل شفافيتها وشجاعتها فهي قد صارحتني يوما بمحض إرادتها قائلة ( نادية انتي لمن جيتي ماحبيناك وعاملناك كعب)!
سألتها ولماذا .. وكنت قد أحسست بذلك فعلا .. فقالت لي ( كنا قايلنك حاتكوني من الصحافيات الفاكنها في روحهم البجونا من بلاد برة ويتكبروا علينا وعاوزة أعتذر ليك)!!
هذه هي صفية؛ الفتاة (النحيفة) جسدا ، (البدينة) علماً وأخلاقاً وشجاعة وشفافية !!
( الخواجية) التي ذهبت مع الأستاذ لطيف لدار الاتحاد لـ (خير تمناه لهم وما تمنوه له) !! قالت له: (إنت تستاهل يا مهمد)
نعم ..(أنت تستاهل يا مهمد) لأنك تنادي بالشفافية وتمليك المعلومات للصحفيين وتُُصر على أن تحلم بـ (مدينة صحفية فاضلة) ولكن !!
و
الما بعرفك يجهلك !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/5/30
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]