تحقيقات وتقارير

صلاح قوش الرجل الخطير ونبوءة الترابي


المحاولات الانقلابية لتغيير نظام الحكم في السودان خلال الـ «23» عاماً الماضية والتي اصطلح عليها بـ«المحاولات التخريبية» على كثرتها وقوتها وكثرة عدد ضحاياها جراء ردة الفعل الحكومية إلا أنها لم تثر جدلاً، وتترك تساؤلات كما فعلت الأخيرة التي تسرّبت المعلومات الكافية بشأنها وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة قبل أن يعلنها رسمياً وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال في مؤتمره الصحافي أمس… ومن هنا يبرز السؤال الجوهري: لماذا أثارت هذه المحاولة التي برز فيها اسم مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق صلاح قوش، والعميدمحمد عبد الجليل «ود إبراهيم»، واللواء عادل الطيب «سلاح الإشارة» ،لماذا أثارت دون غيرها كل هذا الجدل، ولماذا حظيت بالاهتمام المتعاظم من وسائل الإعلام العالمية والمحلية، هذا فضلاً عن استحواذها على مساحة واسعة على مجالس السياسة والإعلام، وعامة الناس..وثمة أسئلة أخرى لا تقل أهمية يمكن طرحها في هذا المقام: هل ما حدث حقيقة، أم أنها عملية مفتعلة لتصفية بعض الحسابات الشائكة داخل البيت الإنقاذي؟ وهل صحيح أن للعملية بعدًا خارجياً كما ذكرت الحكومة رسمياً؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟.

للإجابة عن كل تلك الأسئلة يمكن الإشارة ولو عرضاً إلى بعض المعطيات التي يمكن أن تسهم بشكل واضح في الاقتراب من الإجابات الصحيحة، وذلك على النحو التالي:
قوش، الرجل الخطير
أولاً: هذه المحاولة الانقلابية والتي تسمى «التخريبية» ــ في عرف الإنقاذ ــ تختلف عن سابقاتها، حيث كانت الحكومة في كل المحاولات السابقة تتهم جهات معارضة للنظام ذات انتماءات لأحزاب معارضة، الأمر الذي اختلف هذه المرة حيث أشارت أصابع الاتهام بشكل جلي إلى أقوى عناصر الإنقاذ نفسها، والدليل هو اعتقال قوش وهو يعتبر من أخطر عناصر الإنقاذ التي مرت على جهاز المخابرات والأمن، وكذلك العميد محمد عبد الجليل «ود إبراهيم»، وهو من أصلب عناصر الإنقاذ العسكرية، وكذا اللواء عادل الطيب « سلاح الإشارة»، وهناك آخرون أكثر خطورة لم تفصح عنهم الحكومة، ربما لأن ذكرهم لن يكون مفيدًا لها على الأقل في التوقيت الحالي.
نبوءة الترابي
ثانياً: ظهور تلك الشخصيات في المحاولة، واعتقالها له دلالات وأبعاد كثيرة مرتبطة بالإنقسام الداخلي وصراع مراكز القوى داخل المؤتمر الوطني، وهو أمر يؤكد بشكل قاطع نبوءة الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي الذي صرّح قبل أسبوعين بتوقعاته حدوث انقلاب عسكري من داخل الإسلاميين أنفسهم، حيث أشار إلى أنه لو حدث إنقلاب سيكون من الإسلاميين أنفسهم.. ولا شك أن تنبؤات الترابي لم تأتِ من فراغ إذ أن الأجواء الخلافية داخل صفوف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية باتت تنبئ بأكثر من ذلك حيث جعلت الساحة مفتوحة لكل الاحتمالات.
خلافات عميقة
ثالثاً: إذا صح أن قوش وآخرين يرتبون لتغيير النظام القائم، فإن الأمر في مجمله يعكس دلالات خطيرة وهي أن حالة الانقسام داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني أصبحت عميقة جدا إلى الدرجة التي لا ينفع معها الحوار وليس كما قال وزير الإعلام في مؤتمره الصحفي: « محاولة إسقاط النظام أحلام ليس لها سيقان، والتركيبة الحاكمة على أفضل ما يكون وأعلى انسجام، وما يجري لا يشكل تهديداً لسلامة البلاد وأمان المواطنين»… ووزير الإعلام يقول ذلك وكأن اعتقال «13» من المشتبه بهم من بعض ضباط القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات والمدنيين، وعلى رأسهم الفريق أول صلاح عبدالله »قوش« واللواء عادل الطيب والعميد محمد إبراهيم »ود إبراهيم« أمر طبيعي ..!!!.
اغتيالات سياسية
رابعاً: ثمة دلالات أخرى وهي أن ما حدث يشير إلى أن أجواء الصراع بين النخبة الحاكمة في البلاد إذا ما استمرت على ما هي عليه، فإنه لم يُستبعد حدوث إاغتيالات سياسية، وتصفيات لبعض الشخصيات في مقبل الأيام، طالما أن الخلاف بلغ ذروته ودفع البعض إلى التفكير في الانقلاب العسكري، ومعلوم أن مثل هذه المغامرات ليست نزهة أو طريقاً مفروشاً بالورود، إذ لابد من ضحايا محتملين، وهو أمر أيضاً تعززه بعض التنبؤات التي تشير إلى أن نهاية حكم الإسلاميين في السودان سيكون فيما بينهم.
خامساً: أما من حيث التوقيت فإن العملية اُختير لها توقيتاً حساساً للغاية، وهو التزامن مع مرض الرئيس البشير، والشائعات التي انطلقت في هذا الصدد، واستعداد وتسرع بعض الإسلاميين في اختيار خليفة للبشير، هذا فضلاً عن إسقاطات مؤتمر الحركة الإسلامية الذي كانت ربما نتائجه معروفة لدى المتهمين بالمحاولة ربما ربما…


صحيفة الانتباهة


تعليق واحد

  1. الناس دى خرفت عقولها ول ايه الحكاية بالضبط
    مين قال لكم ان للشيطان نبوءات مين يعرف يمكن كمان بكرة حتقولوا انه يعلم الغيب
    الحكاية وما فيها كما اوضحتها بالامس ان التراب والمهدى لهما ولحزبيهما
    يد فعالة فى طبخة المؤامرة ولكن بشرط ان يقوم الباقون بالتنفيذ وهم يظلوا لاحس وصوت لابعاد الاتهام عنهم اذا ما فشلت المؤامرة وسقطوا فى قبضة السلطة

  2. ياجماعة احترمو عقل الماطن السودانى يعنى معقولة قوش اقوى رجل مخابرات فى افريقيا وليس السودان وود ابراهيم يكونو بالسذاجة دى ومنو البقبض عليهم …الليمبى ؟ سبحان الله والله مهازل

  3. [SIZE=5]اتمنى ان نسمع اي كلام محترم يخدم الوطن لا تصفية الحسابات مهما كان اي انسان بحب الوطن بيتقاضى عن الصغائر واعجبني اليوم حديث الضابط المحترم المسؤول والفاهم تاور كافي قبل قليل تمت استضافته بقناة الشروق وخص المزيع الكلام عن ما يدور حول شخصية قوش مدير الامن السابق وعلاقته بامركا كان رده رد عقلاني رد محترم لرجل محترم بكل زكاء وشطارة قال نترك الامر للتحقيق لكن لا نعتقد ضابط بهذه الرتبه ان يميل ويخضع لامركا كلام مسؤول وعقلاني دلالة على معرفته بالاعلام [/SIZE]

  4. الجهاز الصغير دا الشايلنو فى جيبكم دا ح يضيعكم كلكم الموبااااااااااايل اعملو حسااااااابكم انه اخطر سلاح

  5. كلام الوزير مسرحية سيئة الإخراج ، ماهى علاقة مرض الرئيس الذى ظهر قبل وقت قصير بمخطط ظلت أجهزة الأمن تتابعه منذ فترة طويلة !!! إلا يكون مدبرى الإنقلاب يعلمون الغيب …
    نأمل أن تحترم الحكومة عقولنا وعندما تكذب أن تخرج الكذبة بطريقة مقبولة …

  6. الحكاية دي كلها وراها الترابي – وستثب الايام لكم ذلك – كيف يتبنأ الترابي ان لم يكن قد حرض من يوالونه من الاسلاميين داخل المؤتمر الوطني = لن يستقر السودان الا باستقرار الترابي في جوف الارض – ونسأل الله أن يعجل بذلك – فقد والله أذي السودان والسودانيين من ولادته عليه من الله ما يستحق عاجلا _

  7. هؤلاء من جماعتك ياخبيث وأكيد حزبك وراء المحاولة التخريبية هذه وصلاح قوش وود ابراهيم من جماعتك ونأمل بأن تكون لك يد في هذه الحكاية وتتم محاكمتك وإعدامك وإراحة الشعب السوداني منك ياخبيث ؟ أنت لا تريد للسودان أي خير بدليل أنه خليل ابراهيم وحركة العدل والمساواة هي جناحك العسكري ؟ أين ستذهب من الله يوم الحساب وأنت المسؤول عن كل ماحدث ويحدث بإسم حركة العدل والمساواة في السوان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟