الفاتح جبرا

والله سؤال


والله سؤال
بالأمس ذهبت إلى صالون (إدريس الحلاق) ليُهّذِبَ لي ما تبقى من شعيرات متناثرة على جانبي الصلعة .. وإدريس إضافة إلى أنه متابع لمجريات (رأسي) وما شهده من تطورات وتدهور مريع منذ أن كان غزيراً مستديراً (آفرو) وحتى أصبح علي الحديدة أقصد (الجلدة) فهو متابع أيضاً لما أكتب من مقالات في الصحف ، ما أن جلست على الكرسي حتى بادرنى إدريس قائلاً :
– الكلام الكتبتو يا أستاذ فى مقالك الأخير ده صاح يا استاذ؟
– ياتو كلام ؟
– بتاع الزول وزير الدولة وفى نفس الوكت مدير شركة
– أيوه صحيح يا إدريس
– طيب مش ممكن الحاجة دى تعمل مشكلة !
– كيف يا إدريس
– أفرض شركتو دى وقع ليها عطاء من الوزارة وقالوا مدير الشركة والوزير كممثل للوزارة يوقغوا العقد في إحتفال أها يعمل شنو ؟
قلت في داخلي (والله سؤال!) .. ولاننا أصبحنا نعيش فى عالم اللا معقول ونتفرج على (مسرح العبث) عدت بذاكرتى إلى الوراء حيث تلك (الأفلام السينمائية) التى كانت أدوار البطولة فيها لتوأم ونسبة لتعذر وجود توأم متشابه وكمان (ممثل) فقد كان المخرج يقوم ببعض الخدع السينمائية والتى تجمع بين (الممثل) ونفسه كتوأم في لقطة واحدة !
ولأن الإحتفال بتوقيغ هكذا عقد لابد أن يكون فى احد الفنادق الفاخرة وعلى الهواء أمام كاميرات الفضائيات فلا مجال (للخدع السينمائية) ولابد للسيد الوزير وللسيد المدير (اللي هو ذاتو) أن يجلسا على الكراسي ويوقعا العقد ويتبادلان النسخ ثم يتصافحان !
طيب دى تجى كيف؟ أقول ليكم :
– آلو .. شركة (السقف المرفوع) للإنشاءآت !
– نعم
– معاك سكرتارية معالى الوزير (حسن شربكة)
– مرحب
– بالله لو ممكن بس تبلغوا السيد المدير العام (حسن شربكة) تقولو ليهو الإختفال بتوقيع العقد بتاع (الأبراج المنهارة) مع الوزارة خ يكون الساعة ستة مساء بكرة فى فاعة المؤتمرات بفندق (السندس الأخضر)
بعد نصف ساعة :
– آلو .. سكرتارية معالى الوزير؟
– نعم
– معاك سكرتارية السيد (حسن شربكة) المدير العام لشركة (السقف المرفوع) !
– مرحب
– بالله لو ممكن بس تبلغوا معالي الوزير موافقة المدير العام على توقيع العقد بكرة الساعة ستة مساء فى فاعة المؤتمرات بفندق (السندس الأخضر)
فى تمام الساعة السادسة تمتلئ قاعة المؤتمرات بفندق (السندس الأخضر) بكاميرات الصخافة والفضائيات ،على المنصة كرسين من خلفهما شخصان يرتديان (فل سوت) ويحمل كل منهما (ملف العقد) ،
يحضر معالي الوزير وسط تصفيق القاعة ، يلقي كلمة فصيرة مرحباً بمدير شركة (السقف المرفوع) ، ثم يتحدث عن كفاءة الشركة وعن شفافية فوزها بالعطاء فى ظل منافسة شريفة متمنيا لها دوام (الفوز) وفي هذه اللحظة يقوم الشخص الذى خلفة بإعطائة (ملف العقد) ليقوم بالتوقيع عليه وسط تصفيق الحضور .
وسط (عدم) ذهول ودهشة الحضور ينتقل معالى الوزير من كرسيه ليجلس على الكرسى الآخر مبتدراً حديثة بشكر معالى السبد الوزير ومجهودات وزارته في إشراك (القطاع الخاص) فى عملية تعمير (تدمير) البلاد مؤكداً حرص الشركة على تنفيذ ما أوكل إليها على الوجه الأكمل خاتماً حديثة بأن من أخذ الأجر حاسبه الله علي العمل بعدها يقوم الشخص الذى خلفة بإعطائة (ملف العقد) ليقوم بالتوقيع عليه وسط تصفيق الحضور .
هنا خيث من المفترض أن يقوم الطرفان بمصافحة بعضهما البعض (وطبعن مافي طريقة) فقد قام (سعادتو) بشبك يديه الإثنتين بعضهما البعض ورفعهما في الهواء إلى أعلى وسط ترديد الحضور :
– هي لله .. هى لله والتى لم تتوقف حتى أمسك مذيع الحفل الذى كان يقف على المنصة بالمايكرفون :
الآن أيها السادة الحضور فى ختام هذا الحفل كلمة الجهه المضيفة .. كلمة إدارة سلسلة فنادق (السندس الأخضر) يلقيها السيد رئيس مجلس الإدارة والمدير العام
– وهنا يتقدم (حسن شربكة) نحو المنصة !!

كسرة :
– لم أفق إلا على صوت إدريس : يا أستاذ ليا ساعة بقول ليك (نعيماً) إنتا سارح وين !!
– أجبته بعفوية : ما فى سؤالك يا إدريس !!

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]


‫2 تعليقات

  1. ابداع احترافي لكن ما ينقصه هو اها اخبار خط هيثرو شنووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟