زهير السراج

احذروا الليشمانيا ..!!


احذروا الليشمانيا ..!!
* يقيم مشروع نقل المعرفة عبر الخبراء السودانيين العاملين بالخارج- ( توكطن ــ TOKTEN) التابع لبرنامج الأمم المتحدة للتطوير الإنمائي ( UNDP) فى الساعة الحادية عشرة من صباح الغد (الثلاثاء، 6 يونيو 2011 م) بمقر البرنامج بشارع الجامعة- جلسة تعريفية عن أثر مرض الليشمانيا على السودان، وتقييم المخاطر والطرق المنهجية فى مجال الصحة البيئية، وهما موضوعان فى غاية الأهمية؛ حيث ان مجموعة امراض الليشمانيا التى تنقلها (الذبابة الرملية) صارت أخطر مهددات صحة الانسان فى السودان؛ بسبب انتشارها فى مناطق واسعة بالبلاد، بعد ان كانت محصورة فى السابق فى مناطق معينة فى الجنوب والشرق، كما ان المشاكل البيئية والأمراض المرتبطة بها فى تصاعد مستمر فى السودان..!!

*كلنا نذكر- إن لم نكن أو أحد أفراد أسرتنا قد أصيب- الوباء الكبير لمرض الليشمانيا الجلدية الذي انتشر فى الخرطوم ومناطق واسعة من البلاد فى عام 1986 وأصاب فى الخرطوم وحدها ما لا يقل عن (خمسة عشر الف) مواطن من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، والإثنيات، ولم يفرق بين غني وفقير، إلا انه كان أكثر انتشارا فى المناطق المحيطة بالنيل بسبب كثافة وجود الناقل، وكانت تلك هي المرة الأولى التي انتشر فيها بشكل وبائي بولاية الخرطوم وتسبب فى الكثير من الرعب والهلع لدى المواطنين خاصة ان القروح والدمامل التى يحدثها فى الجلد تأخذ وقتا طويلا حتى تشفى، كما انها قد تصيب الانسان فى مناطق حساسة مثل الوجه، وتحدث ندوبا تظل موجودة مدى الحياة، كما انها فى غاية الخطورة لمرضى السكرى والايدز واصحاب المناعة الضعيفة وقد تؤدي الى الموت إذا قادت لحدوث مضاعفات..!!

* وباء الليشمانيا يحدث عادة فى شكل دورات زمنية مرتبطة بالتغيرات المناخية وحركة السكان (النزوح) ..إلخ، ويرجح بعض الخبراء ان الخرطوم وامتداداتها شمالا وجنوبا (الشمالية والجزيرة) باتت مهيأة لحدوث دورة وبائية جديدة حيث شهدت فترات جفاف طويلة فى السنوات الماضية ثم كثافة فى هطول الامطار فى العامين الأخيرين، بالإضافة إلى ازدياد معدلات الهجرة والنزوح إليها؛ هرباً من الظروف المعيشية السيئة فى الأقاليم، الأمر الذى أوجد الظروف المثالية لانتشار المرض بشكل وبائي..لا أحد يعرف بالضبط ماذا يمكن ان يحدث ولكن كل شيء محتمل، خاصة ان ظهور حالات فردية او (تحت إكلينيكية) لم يتوقف مما يعني ان الانتقال النشط ــ Active Transmission ــ لم يتوقف، مما يستدعي أخذ الحيطة والحذر للقضاء على الناقل وكبح جماح المرض..!!

* فضلا عن ذلك فإن الأنواع الأكثر خطورة من المرض ( مثل الكلازار أو الليشمانيا الحشوية، وهو مرض قاتل ان لم يجد التشخيص والعلاج فى وقت مبكر) لا تزال تسجل ارتفاعا ملحوظا فى عدد الإصابات فى مناطق عديدة وغير تقليدية، وهو مؤشر خطيرلما يمكن ان يحدث فى المستقبل القريب؛ خاصة مع ازدياد حدة وارتفاع معدل الإصابة بمرض الايدز الذى يهيئ الفرصة لانتشار واستفحال الأمراض الأخرى ..!!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] الاخبار، 6 يونيو 2011