ثقافة وفنون

الفضائيات وأثرها على الأطفال


ظلت القنوات الفضائية المستقطب الوحيد بلا منافس للأطفال مما تقوم به من تقديم لبعض المسلسلات والأفلام المُثيرة وأفلام الكرتون جعلتهم يدمنون بهذه الفضائيات مما تبثه من مواد وهم حبيسون داخل الغرف وأمام شاشات التلفاز التي أصابت معظمهم بضعف النظر والعمى وإنحاء الظهر والغضروف وكل هذه الأمراض ناتجة عن الغزو الإلكتروني الذي ظل مُحكِم القبض على أطفالنا تماماً وجعلهم لا يبذلون روح المقاومة من أجل تحرير أنفسهم من تلك الفضائيات بالرغم من إنها تضيف جوانب إيجابية كثيرة منها التعليم والتربية والتنشئة والتثقيف والترفيه والتسلية والوعي السياسي والاقتصادي وكل هذه الإيجابيات لم تفلح إلا في جعل الأطفال أسيرين خلف الشاشة البلورية ومقسمين أوقاتهم حول الفضائيات مرة هنا وتارةً هناك وكل هذا العبث والانحراف من الطريق المستقيم لأطفالنا الصغار وهم باحثون عن المتعة لأنفسهم وترويحها والخروج من جو الاكتئاب وآفة الفضائيات تصول وتجول داخل منازلنا مما تسبب في جعلهم يفشلون أكاديمياً لأنهم لم يستخدموه في الاتجاه الصحيح وأغلب الأسر بعيدة عن أطفالها التائهون الضائعون في زحمة الزمن الصعب.

الفضائيات تضيف عليهم الحصار عبر موادها التي تبثها عليهم من (مصارعة) وغيرها وهم مروراً في الطريق من المدرسة إلى البيت يتناقشون ويتجادلون حول (البطل الفلاني والمصارع العلاني) تفرغوا له تماماً وتركوا الواجب عليهم من دروس وفي مقطع إحدى الأغاني السودانية كان يردد فنان الأغنية حيث يقول: ((كِبروا الصغيرونين خلاص.. خايفالم الطبع الكعب… الخ)). كأنها لم تقصد بالرسالة التي أرسلتها المرأة لزوجتها المغترب ترك أطفاله وهم صغار وتطلب منه العودة لأنهم كبروا ومحتاجون لرعايته حتى لا يضيعوا في زحمة الزمن وكأنها تقصد الفضائيات لأنها جعلت معظم الأطفال متأخرين في الدروس وآخرين يكونون بلا أدب وبعض آخر يصبح الفشل حليف لهم منذ أن طلت هذه الثورة الإلكترونية.

بقلم/ عثمان أحمد البلولة ملاح
جامعة أمدرمان الإسلامية كلية الإعلام قسم الصحافة