فدوى موسى

فتوا وفلفلوا


فتوا وفلفلوا
الحكومة والحركة والمعارضة والمواطن يحتاجون «لقعدة جبنة بالتأكيد ليست حبشية» مع بعضهم البعض فوق ما تبقى من أرض.. على «برش الحقيقة».. تعرض فيها الحكومة ما تريده من الزاهد الفقير لله «محمد أحمد» وتتيح للمعارضة فرصة ممارسة أبجديات التعارض.. والمعارضة محتاجة لهذه «القعدة» لمعرفة موقعها بين ما يدور وما سيأتي.. وحالة الجفاء واللعب من بعيد لبعيد ما بين الحركة والحكومة والمعارضة تقع في رأس المسكين المواطن.. وأبلغ حالة «حالة إنسان جنوب كردفان الآن».. «وبالبلدي البسيط المواطن يطالب بأن تجد الحكومة طريقة لحلحلة اشتباكاتها مع المعارضة ومع الحركة دون أن تمس أساسيات حياته التي يسعى فيها لوحده ويقوم عليها لوحده.. وأخيراً بات يموت عليها لوحده».. «اقعدوا فتوا.. وفلفلوا وشوفوا أخرو شنو»..

المجتمع القادم

أشياء كثيرة بدت متبدلة هذه الأيام.. ما عادت أخلاقيات المجتمع هي بل تغيرت أبسط المفاهيم المتعلقة بالترابط الإنساني وصار الناس أحرص على المصالح والمنافع من العلائق والوشائج.. والحسابات الدقيقة لتفاصيل الحياة صارت ممكونة ومشبعة بنَهمٍ وشفقة على استبانة الفائدة المحسوسة على حساب العمق والمعنى العميق.. في مجتمع اليوم صارت هناك إمكانية لتجاسر الصغار على الكبار والسفيه على الحكيم.. والوضيع على النقي.. ولا تستغرب أن جاءت المذمة من ناقص لتثبت لك بعض من كمال.. فماذا عن مجتمعنا القادم في ظل ترتيبات البيت الكبير ووهن الأطراف في كنف النزاع بين الأجيال.

يسألون الناس:

لا تعجب أن وجدت الكثير ممن كانوا يوماً يشار إليهم بالبنان يرفلون في حالة اليسر والبساطة، وصاروا اليوم في حالة تستدعي الحسرة والألم ما بين حمل الروشتات والمطالبة بالعلاج والدعم وتبدل الحال.. فما بال الحال تبدل لدرجة «قهر الأعزاء ووضعهم في خانة الأذلاء».. ولكن مبلغ الألم أن ترى عزيز قوم في هذه الأيام يسأل الناس إلحافاً فلا يعطوه.. بل إن بعض أعزاء قومه وجد ميتاً في طرف أحد الأسواق نتيجة لحالة جوع شديدة أثرت على كل بدنه.. قد لا يصدقني البعض ولكنها حقيقة بكل شواهدها ووري صاحبها الثرى وحسرة في قلوب أهله وعشيرته.. فهل نلوم الأيام.. حكامها.. سلطانها.. أم هي الأقدار خيرها وشرها..

آخر الكلام:

هل.. هدأ الكل من روعه الزائد هذه الأيام.. ودخل الكل في حالة «فتوا.. فلفلوا.. وغيرو.. ولا تسألوا.. الحالة العامة تقول الحراك دائم والتوقعات قادمة فقط.. لطف العزيز..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]