أمينة الفضل

اماديرا قصة لم تنتهي بعد


أماديرا قصة لم تنتهي بعد!!!
ثمة أمر ما يدعوني للمتابعة رغم رهقي وتعبي الواضح من زحمة العمل نهاراً وتلبية بعض الدعوات لحضور ندوات وورش عمل، جدولي ملئ بالبرامج لكن رغم ذلك ثمة أمر ما يدعوني للمتابعة هل استطيع ام اتمرد على ذلك الإحساس الجارف بالمتابعة، مع أولى خطواتي داخل المنزل شعرت بصداع عنيف يطرق ابواب رأسي لم استطع مقاومة هذا الطرق المتواصل والمزعج أمسكته بكلتا يدي أغمضت عيني ، حاولت الإسترخاء فشلت، لكن كوب من الشاي الخفيف لا يضير… رغم ما بي كنت التهم الأوراق التي أمامي التهاماً كأني اسابق الزمن قبل مجئ الليل ليداهمني النوم رغماً عني وهذا ما لانملك تجاهه شئ النوم أمر حتمي كما الموت الم يقال ان النوم موت هو كذلك،، ثمة امر ما يدعوني لمتابعتها وسبر أغوارها وكشف خباياها تلك المرأة الهجين فائقة الجمال تلك المرأة القوية التي إستطاعت ان تخفي مشاعرها الحقيقية وتظهر خلاف ذلك حتى تحافظ على بيتها وعلى رجل تعلم خيانته وعبثه خارج منزل الزوجية،،، ورغم قصة حبها التي عاشت تفاصيلها لحظة بلحظة الا انها وضعتها في ركن قصي من قلبها وأغلقت بالمفتاح عليها حتى لا تنسرب لخارج إطارها وتكون قد خانت مثلما خانوها لكنها حافظت على تلك المساحة ما بين حبها الخفي الذي لم تصارح به أحد ومابين بيتها وطاعتها لزوجها ربما بسبب الكبرياء الذي يشعر به الإنسان حال تعرضه لهزة او غدر من شخص لا يتوقع خيانته، بحيث يجعله يذهب حتف أنفه لمصيره المجهول، هو رجل عادي لكنه استغل السلطة والنفوذ والمال فبنى بيتاً ينافق به المجتمع الذي يقدس المظهريات الزائفة جدرانه من زجاج تتساقط عند أول ضربة حجر صغير ربما لا تتعثر به ان وطئت عليه ورغم حزمه وجديته داخل منزله ليعطي إنطباعاً آخر الا أنه خارج المنزل يتحول لشخص ربما تجد ان أقل مفردة توصفه بها هي أنه جلف ومستهتر، هي تعلم حقارته لكنها تحافظ على بيتها كحال السواد الأعظم من نساء بلادي المغلوبات على أمرهن، حينما تفوح رائحة فساده المنتنة يفقد نفوذه الذي يستمد منه تلك القوة للإستمرار في عبثه وسخريته من الآخرين متجلبب ببذته العسكرية يصيبه الشلل مترافقاً مع الذهول لهول ما قوبل به بعد إخلاصه ووفائه لقادته لكن هل يبقى الزمان على حاله، ذهبت به للقاهرة لعلاجه مما أصابه وفي لحظة من لحظات يأسها نسيت عشرين عاماً من حياتها دفعتها ثمناً لحياة متناقضة وغير مستقرة نفسياً تركته وعادت للبلاد رغم توسلاته ودموعه التي ذرفها بعد إحساسه بالضعف والقهر ، وهي في غمرة ذكرياتها اذا بصرير باب يجاهد لينفتح وهي تقاوم لكنه كان أقوى منها خرج من خلف ذاك الباب الحب الذي عمدت لإخفائه ونسيانه إكراماً لحياتها الجديدة، انقبض القلب ومن ثم إزدادت الضربات قوة وعنف فها هو أمامها لم تغير فيه الأيام سوى شعرات بيضاء زادته وقاراً جاءها يهرول لن اتركك مرة اخرى بعد الآن لن ادعك تهربين مني ،، لربما يفرح الشخص برؤية من يحب ويتمنى ان يظل معه طوال عمره ولكن لأن الحياة لا تعطي كل شئ فقد أخذته منها في اللحظة التي كانت تتأهب فيها للبقاء بجواره للأبد عصفت بها الحياة وتركتها كورقة شجرة يابسة تتقاذفها الرياح في يوم عاصف.. رغماً عني سقطت دمعتان وكأنهما تحاولان فضح مشاعري وأحساسي بقهر هذه المرأة والتي ربما كانت مثل الكثيرات من اللاتي عمدن للحفاظ على بيوتهن رغم ما يعانينه من غدر وخيانة وظلم الرجال،،، نعم بكيت لمصير أماديرا تلك المرأة النخلة الأبنوسية اللون التي لم يقف أمام حبها إختلاف المكان والزمان ولا اللون والمزاج،، وحزنت أكثر للظلم الواضح الذي تعرضت له الكاتبة والروائية أميمة عبدالله صاحبة الرواية التي تم حظرها من دخول البلاد والتداول فلماذا تم حظر الرواية وكيف تنمو الثقافة ويذدهر الفكر اذا كان سيف القمع مسلطاً على خيال الكاتب .. اذن لن يبقى الا ان نحلم فقط ،،،، عزيزتي اميمة اين وجدت هذه الأماديرا ..

أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]