حوارات ولقاءات

مريم الصادق : نريد أن تكون الإنتخابات حرة ونزيهة وعادلة بطريقة معقولة


[ALIGN=JUSTIFY]قفزت الدكتورة مريم الصادق المهدي بالوثبة العالية من وجهة نظر البعض داخل أجهزة حزب الأمة، ولكن آخرين يرون أن مجاهدات الدكتورة مريم هي التي أوصلتها الى موقعها كأمينة للإتصالات بحزب الأمة منذ أن شاركت كطبيبة ضمن قوات التجمع التي حاربت الإنقاذ بأحراش الجنوب.
ورغماً عن أن الدكتورة مريم تمثل صوتاً نسائياً عالياً يحمل كل مواصفات المرأة المقاتلة، إلا أنها تحتفظ بصورة وطابع المرأة السودانية الأصيلة زياً .. ومظهراً … (آخر لحظة) إلتقت بالدكتورة مريم الصادق وناقشت معها العديد من قضايا الراهن السياسي، خاصة ما يهم حزب الأمة وعلى رأس ذلك بالطبع ملتقى أهل السودان والتراضي الوطني والإنتخابات وغيرها من المحاور:-

حوار: غادة أحمد عثمان – تصوير: سفيان البشرى

هناك تسريبات من أن حزبكم يتخوف من ألا يكون أعضاء مفوضية الإنتخابات التسعة محايدين وأن الشركاء قد يفرضونهم عليكم كتيارات سياسية.. فهل أستشاروكم لتقديم أي مقترحات؟!

– نعم بالتأكيد ولسنا وحدنا، بل نحن والقوى السياسية ونحن ومفاوضاتنا معهم ولكن بالنسبة الينا حتى بموافقتنا على قانون الإنتخابات وعلى العلات التي ذكرناها فيها وتحفظاتنا في بعض بنوده نعتقد أننا نريد أن تكون الإنتخابات حرة ونزيهة وعادلة بطريقة معقولة.. وبالتالي نعلم أن هناك مشاكل وتحفظات عملية في أن تكون الإنتخابات حقيقية في إطار النداء بإنتخابات معقولة قبلنا هذا القانون، ولكن قلنا بصورة واضحة لا لبس فيها لدينا موقف أساسي فيمن سيكونون شاغلي مفوضية الإنتخابات ومدى إستقلاليتهم عن الدولة وحيدتهم ولكن هذا لا يعني أنهم بلا ألوان سياسية، كما أنه ليس لدينا تحفظ على الألوان السياسية ونعتقد أن كلام إنسان غير حزبي في السودان هذه صعبة وستدخلنا في نوع من الخداع والكذب على أنفسنا، نحن شبعنا كذباً كسياسة مركزية ونعلم أن كل السودان لديه ألوان سياسية إلا القلة.. والتي لا تأتي في نسبة مئوية كعدد كامل، وهذه ليست مشكلة بالنسبة لنا، بل نحن نتحدث عن أناس لم يمارسوا العمل الحزبي بصورة صارخة، فلا يمكن مثلاً أن يأتينا الأمين العام لحزب مثلاً ويقولون لنا إنه عضو، ولكن المهم جداً أن الإنسان الموضوعي صاحب الدراية والكفاءة هو المطلوب ونثق في وطنيته.. وكل الأحزاب أحزاب وطنية.. وثانياً أن يكونوا مستقلين عن الدولة، وهذا شيء مهم، وذلك حتى لا يكونوا مأسورين للحكومة والتي هي في النهاية مكونة من أحزاب وبنسب لا علاقة لها بتمثيلهم في الشعب واذا وجدت أي تأثيرات من هذه الحكومة للمفوضية هذه الأخيرة ستفقد جدواها.. ولابد كذلك أن يكون عندهم التفويض لكي يقوموا بكل مهامهم المطلوبة منهم بصورة كافية وبعد ذلك التمكين المالي واللوجستي ما (يقوموا وهم حبال بلا بقر).. ويقولون لهم أعملوا، بل تكون عندهم إمكانات كافية ليؤدوا مهمتهم، وهذه بالنسبة لنا أساس ولا زال الخط الأحمر بالنسبة لحزب الأمة والذي يقول الكلمة الأساسية في مدى جدوى الإنتخابات من عدمها، إنها تكون إنتخابات مجدية.
ما تعليقك على مذكرة التفاهم التي وقعها الإمام في جنيف مع الترابي في شهر ونصف وهل التوقيع كان صدفة أم مرتباً؟!

– ليس لديَّ فكرة عنها.
هل يمكن أن يقود حزبكم وساطة لرأب الصدع بين الوطني والشعبي وينجح فيما فشل فيه الإسلاميون؟!

– الله أعلم، هم أنفسهم يحتاجون لشيء كهذا ولكن لا أعتقد أن حزب الأمة يمكن أن يقوم بشيء كهذا، لأن المشاكل القائمة بينهم هي حول السلطة وتنازعات فيها.. وهناك ملفات سرية كثيرة بينهم لم يكشفوها للآخر، وبالتالي المشاركون معهم في عملية الإستيلاء على السلطة والإنقلاب، هم الذين يستطيعون أن يعملوا وساطات، لأنهم جزء من الملفات العلني منها والسري.
الى أي مدى تأثرت علاقاتكم العائلية بالسياسة وخلافاتها، حيث كان لمبارك الفاضل موقف من إتفاق التراضي الوطني؟!

– بالنسبة للعلاقات الأسرية نحن مسلمون ونتحرى أن نكون ملتزمين بتعاليم ديننا، وبالتالي صلة الرحم محور أساسي ولا أحد يتهاون فيها.
أكدت كريمة الإمام عبد الرحمن الأستاذة فاطمة المهدي أنهم عاشوا مع والدك كل المرارات أيام عهد مايو وأبريل، ولكنهم لم يتذوقوا معه أي حلاوة، فهل إقصاء الإمام لأسرة الإمام عبدالرحمن من الحزب كانت مقصودة أم هي الظروف التي جعلتهم بعيدين عنه؟!

– طبعاً السيدة فاطمة المهدي هي الأدرى بما عاشته من مرارات وما نعمت به من خيرات ولست في محل مغالطة معها ولا أرد على أي معلومات تفضلت بها، لأنها عاشت ظروفاً لم أعشها ولا شهدتها وهي المرجع ولكن الوضع الوجداني عموماً لأسرة الإمام المهدي ولأسر الخلفاء ولكل قيادات المهدية وضع وجداني قوي ولا يتغير عبر الزمان والمكان، وبالتالي أعتقد شخصياً اذا ما برز منهم أي رجال أو نساء في أي موقف للحزب سيجدوا الترحاب، لأننا في المقام الأول حزب سياسي ويسعى لإستقطاب الناس فما بالك بأناس لدى أسرتهم وأسلافهم إرث في تاريخ هذا الحزب وبالتأكيد سيكون معنى قوياً جداً، وهذا هو سبب قوة هذا الحزب والذي يجمعه فكر يستمع اليه الناس ويستنيرون به ولكن أيضاً تجمع العاطفة لعلاقات طويلة متجذرة ولإمتداد وإرث تاريخي.. وفي كثير جداً من أسر وأعضاء الحزب تجدين عندهم إرثهم الشخصي في هذا الحزب عبر أمهاتهم وآبائهم وأجدادهم وجداتهم، وهذا يشكل كثيراًً من القوة الأسمنتية التي تزيد من الترابط، وكذلك ما يربط الناس في العالم واحد من ثلاثة أشياء وهي الفكر والموقف العاطفي والمصلحة الواحدة.. ونحن نعمل لأن تكون هذه الثلاثة هي الروابط بيننا، ولذا حزب الأمة في غالبية عمره عاش في نظم تعمل على إجتثاثه من الجذور ولم تفلح، بل في كل العهود كانت تزيده تمدداً جغرافيا وزمانياً في الأجيال الجديدة وبالتالي كل من عنده إرث في هذا الحزب تكون عنده رغبة الإنتماء والشعور بالملكية الشخصية.. وبالتأكيد أن أسماء أبطالنا وقوادنا في تاريخ الحزب يجدون مكانة وجدانية، ولكن هذا لا يعني أنهم بموجبها يتقدمون أو يتأخرون واذا كان فعلهم الذاتي جعلهم يتقدمون بصورة أو بأخرى فلا يوجد إنسان ينكر عليهم ذلك إلا كوني بنت الصادق المهدي، فعندها سينكر عليك (قالتها ضاحكة)، ولكن بالنسبة للآخرين فأعتقد أنه ولأنها أصبحت تعبئة سياسية- قصة بنت الصادق المهدي- مع أو ضد ولكن هذه في طبيعة الأمر طبيعة بشرية وشعور بالوفاء طبيعي ولكن هذا هو واقع الأمر وهذا جزء من ديمقراطيتنا عموماً الأنصار.
أبناء كثير من القيادات ومكوني الحزب وبالذات أسرة الإمام المهدي كبيرة والحمد لله متمددة في كل أنحاء السودان وقبائله وكان ذلك مقصوداً من المهدي وأسرة المهدي المتمثلة في أبنائه وبناته المباشرين بالدم وكذلك أبناء وبنات أخوته وأبناء الخلفاء، فهؤلاء بينهم تمازج كبير ولكن ما شاء الله أنا لا أعلم حتى كم هو عددنا وربنا يحفظهم ويجعل ما بينهم دوماً عامراً، ولكن هناك بعض منهم إتخذ سبل سياسية أخرى ومنهم من هو شيوعي وآخرون أنتموا للحركة الإسلامية وللحركات العربية كحركة البعث القومي على إختلافهم وفي الحركة الشعبية وغيرها من التيارات السياسية السودانية، وبالتالي هذه المسألة مفتوحة لهم ولا توجد حصرية سياسية وكذلك منهم من كون حزب أمة آخر، وهذا فعل سياسي موجود الآن وهذا واقع والإمام عبد الرحمن هو راعي الحزب ومؤسسه وبالتأكيد وضعه متفرد في تاريخ الحزب وكيان كل المنتمين اليه وأبنائهم عندهم مكانة خاصة من هذا البعد ولكن خياراتهم السياسية لا يحجر عليهم فيها وهم الذين يحددونها.

دكتورة مريم في أمريكا سخر الإمام الصادق المهدي من التيارات الكبرى وقال إن المقارنة بين حزبكم والإتحادي معدومة مما أوجد موجة من الغضب في أوساط الإتحاديين ما تعليقك؟! – أقول لك مرة أخرى بأننا لسنا ردة فعل، فلو كنا ننظر للسباق لمن هو حولنا أو أمامنا ومن يحازينا لم نكن حزب الأمة الذي أنتمي اليه وأعمل فيه، وهذه الحادثة إفتعالية وأنا كنت هناك شاهدة عصر، وهذا الحديث عارٍ تماماً من الصحة لم يذكره الإمام في صلب محاضرته، إنما احدى الأخوات الإتحاديات في واشنطن قالت رأياً محدداً وهو أنها تعتقد أن رؤساء الحزب الإتحادي والأمة والشيوعي يجب أن يبعدوا عن القيادة، لأنهم أصبحوا كباراً في السن وأنه لا يوجد فعل ديمقراطي وكذا.. فقال لها الإمام الصادق في معرض رده إنه يتحدث عن حزبه وإن لدينا عدداً من المؤتمرات ونستعد لمؤتمرنا السابع وإن لدينا فعلاً يومياً ونذهب في التعبيئات السياسية وسط جماهيرنا وزياراتنا ولدينا ندوة منتظمة تعمل كشكل الرئة للحركة السياسية.. وتحدث هكذا في أنه كشخص لا يتحدث عن الآخر . وقال إن إختياره تم بصورة ديمقراطية بإختيار الناس عبر مؤتمر وإنه بالنسبة اليه يعمل مجهوده لكي يتصل بالناس ومتابعة كل ما يدور في السودان وأن يكون لديه عطاء وغيره.. وهو تحدث عن نفسه ولكن هي من المقعد بدأت تتحدث بصوت مسموع عن الحزب الإتحادي الديمقراطي.. حيث قال لها أحدهم إنكم لا مشكلة لديكم، حيث أن عندكم مؤتمر المرجعيات، فهي التي بدأت تتحدث.. ولكن للأسف الأخ ممثل الحزب الإتحادي الذي أصدر التصريحات لم يكن موجوداً وقت المحاضرة والتي كانت في واشنطن، بل كان في نيويورك حسبما علمت من ناس الحزب هناك بعد إتصالي بهم إنه لم يكن موجوداً، بل قام أحد الحاضرين بعمل تلخيص له بما سمعه وتابعه.. وكما يقولون آفة الأخبار رواتها.. وللأسف دون تحرٍ قام بذلك.. وحقيقة نحن بالنسبة لنا إخوتنا في الحزب الإتحادي الديمقراطي إخوة أعزاء في الحركة السياسية السودانية.. ونحن الحزبان اللذان نشأنا سوياً في الأربعينيات وساهمنا في الإستقلال ونعتز بكل قياداتهم، وعلى المستوى القاعدي يشاركون معنا في كل المستويات وبيننا تواصل وعلاقات إجتماعية ورحمية كبيرة ونحترمهم لأننا أصلاً في السودان وما يميزنا هو إحترام بعضنا البعض ولا زلنا وسنظل كذلك أبداً أبداً.. سيحافظ عليها حزب الأمة والحزب الإتحادي الديمقراطي، وبالتالي مثل النهج الطلابي الأرعن والذي أوفده لنا البعض سيظل فقاعة وستزول ونأمل أن سوء التقدير الذي حدث سيجد محله في أنه كيف أن قياداتنا على كل المستويات وهي على تواصل سياسي واقتصادي حيث أن شكل الفعل الذي بيننا على أي علات إتصفنا بها في السابق.. وما جاء اليوم عبر السياسة والأحزاب الصفوية من فعل الفجور والخصومة ظل وسيظل محل شجب وإستياء كبيرين منا.. وأعتقد جازمة أنهم لن يجرونا إلى مثل هذه التعاطيات.. ونحن أكيد نأمل لإخوتنا في الحزب الإتحادي الديمقراطي كل الخير، لأنه بصلاح القوى السياسية كلها وكل بمفرده سيصلح السودان ونأمل أن كل ما لديهم من إشكاليات يجدوا لها آليات لتجاوزها.. وأكيد بحصاد تجربة كبيرة وحصيلة تجذر جغرافي وتاريخي كبير وأنا لست منزعجة لمثل هذه الأشياء وصحيح أن هناك بعض القيادات أحياناً تشذ في التصريحات دون تحرٍ دقيق لما دار، ولكن أنا على يقين من أن إخوتنا في الحزب الإتحادي الديمقراطي في كل مواقعهم وبالذات على المستوى القاعدي في الأرياف والقرى والمدن يشاركون معنا، فنحن لم نعقد نشاطاً قط إلا وشاركوا معنا بصورة فيها وصال سوداني أصيل وإحترام متبادل ليس فيه رهبة ولا رجاء، بل فيه إحترام وأخوة سودانية صافية. لماذا بدأت الأحزاب تتجه غرباً وتطلب العون السياسي والمادي، حيث أنك قلت إن الأحزاب لن تقف متفرجة عندما تحين الإنتخابات ما لم تجد الدعم من الشريكين؟!
– لم أكن أتحدث عن هذا فقط، بل أكثر من ذلك ولو كان مجرد عون كهذا لا مشكلة، ولكني أتحدث عن أن السودان الآن مكان صراعات كبيرة سياسية وإستراتيجية واقتصادية في مجال الأمن الغذائي والبترول والمياه، ونحن في وضع متقدم لا يستهان به وصحيح أننا بواقع السياسات الحالية أصبحنا محل هوان ، ولكن نحن لسنا (هينين) في السودان وحتى أنني أتحدث عن شركات كبيرة، لأن مسألة الدول هذه قضية علاقات دولية، بل في هذه المسألة ستفتح أبواباً خطيرة ينبغي ألا نفتحها لبعضنا البعض.. وأما عن حديثك في كوننا نتوجه غرباً، فهذا هو إتفاق الشريكين يا أستاذة غادة وأونميس مكلفة برعاية الإنتخابات ومراقبتها، وبالتالي هي ليست محل لغط وهذه من الجوانب التي يمكن أن تكون شديدة الإيجابية لو تمكنا من أننا نستفيد منها ولكن الغرب عموماً عندما نتحدث عن مجال الديمقراطية الليبرالية التي نتحراها اليوم في إنتخاباتنا التي نأمل في أنها تنعقد.. نأمل وهم لديهم مؤسسات كبيرة وعندهم مؤسسات تعمل على الدعم الديمقراطي وهو يعمل على تدريب الأحزاب ورفع كفاءة كوادرها وتدريبهم بالمعارف والمهارات في مختلف المجالات.. والأهم من ذلك أن لديهم الأدوات التي يمدون بها هذا الدعم عبر منظمات كبيرة وعندهم الرغبة، ولذلك تجدين عندهم هذه المسألة ولكن مثلاً في حديثنا مع اليابان وحديثنا الذي نأمل أن نعقده مع الهند ومع كثير جداً من الدول في المشرق، والتي لديها تجربة ديمقراطية نأمل أن تساهم أيضاً في مسألة الدعم الإنتخابي للأحزاب السياسية فقط، حيث أننا ما لم نتأكد من أن لدينا مجتمعاً مدنياً قوياً ومساهمته متفق عليها.. وحقيقة الإنتخابات القادمة ستكون قليلة الفاعلية والجدوى، ويمكن أن يكون هناك عامل ضعف كبير وبالتالي نحن نتحرى مثل هذا التدريب والدعم للجهات الإدارية المشرفة على الإنتخابات والقائمة عليها والأحزاب السياسية حتى تكون بأقوى صورة وللمجتمع المدني ليكون رقيباً على هذه المسألة ويساهم فيها وفي تصنيف الأحزاب وللإعلام السوداني وللقوات النظامية التي ستشرف على هذه المسألة وللجهات القضائية، وبذا التدريب الذي نحصل عليه من الجهات التي لديها قدرة نأمل أن تمد يد العون بالتدريب لقطاعات كبيرة وعلى رأسهم المواطنون وهم في الآخر أصحاب الشأن والذين سيذهبون ويلقون بالأوراق لمن شاءوا بوعي.[/ALIGN]