تحقيقات وتقارير

الطلاب السعوديون في الجامعات السودانية .. شعور بالإلفة والطمأنينة


اختار عددٌ من الطلاب السعوديين الجامعات السودانية كوجهة لدراستهم سواء على صعيد البكلاريوس أو الدراسات العليا، حيث كانت إلى وقتٍ قريب جامعات البلدان الغربية أكثر الجهات التي يقصدها الطلاب الخليجيون عمومًا والسعوديون على وجه الخصوص نظراً لما عُرف عن هذه البلدان من ثراء يعين الجامعات الغربية المتعطشة للتمويل وتأمين مصادره بكافة السبل، ولكن يترتب على ابتعاث الطلاب العرب من بلدان الخليج مبالغ مالية باهظة مع أن معظم الاختصاصات التي يذهب لدراستها هؤلاء الطلاب، موجودة أصلاً في البلدان العربية، حيث يمكنهم نيل أرفع الدرجات، وبمستويات علمية لا تقل عن تلك الموجودة في الدول الغربية، مع فارق القدرات والإمكانات والبنيات التحتية المتوفرة لدى جامعات الغرب، فضلاً عن التاريخ الطويل والخبرة، وبحسب التقرير الذي أصدرته الملحقية الثقافية بسفارة المملكة بالخرطوم الذي غطى الفترة ما بين 15/7/1433هـ إلى 15/1/1434هـ فقد بلغ عدد الطلاب السعوديين في ثلاث جامعات سودانية هي الخرطوم الجزيرة والنيلين حوالى 76 طالباً وطالبة.. (نافذة مهاجر) أجرت استطلاعاً وسط الطلاب السعوديين من داخل جامعة الخرطوم فإلى ما أدلوا به:
٭ في البداية تحدَّث الطالب ناصر بن حمد الحوثل القادم من المدينة المنورة ويدرس بكلية الطب السنة الخامسة قائلاً: بعد إكمالي المرحلة الثانوية، وبعد اطلاعي على دليل الابتعاث بالجامعات العالمية اخترت أن أكمل دراستي بلندن، وبالفعل غادرت إلى هناك، وبعد أن مكثت ثلاثة أشهر لم أتأقلم على هذا الوضع هناك، على العلم أنني ذهبت من أجل أن أبحث عن جامعة تكون بمستوى عالٍ من تدريس المواد خصوصًا في الطب للسمعة الجيِّدة التي يمتاز بها الطب هناك، ولكني لم أرتاح نفسيًا للمكوث بلندن خصوصًا أنها بلد مفتوحة وهممت بالعودة إلى أرض الوطن وبعدها اخترت السودان ومكثت به أسبوعان قبل الدراسة وأحسست براحة نفسية، ومن خلال اطلاعي على حال جامعة الخرطوم عن كثب قرَّرت الدراسة، وأيضًا لأن السودان دولة جارة ومسلمة وأنا على علم بطيبة أهلها من خلال وجودهم معنا بالمملكة، فهذا شجعني كثيرًا على السودان وعن محل إقامته قال ناصر إنه يقيم مع صديق والده، وزاد في حديثه أن من أجمل الأشياء التي جذبته بالسودان هي طيبة شعبه وتواصله في الأفراح والأتراح، وما زال السودان محافظًا على قيمه الجميلة من زيارة الأهل والأقارب على الرغم من الهجمة الإلكترونية الطاغية، واصفًا الوجبات السودانية بالجميلة والشهية، مضيفًا أن من ألذ الوجبات السودانية التي يفضلها (القراصة بالدمعة والتقلية) وعندما يذهب إلى الأهل يفتقدها بشدَّة ويشتاق للعودة، مشيرًا إلى أنه بجانب دراسته نواصل أهلنا بالأعياد الوطنية بالاحتفال كما نمثل السعودية في اليوم الإبداعي السنوي باليوم الوطني السعودي، مشيدًا بجامعة الخرطوم وكفاءة الأساتذة المتفوقين مما يكسبها موضعها الأساسي بين جامعات السودان، وفي ختام حديثه شكر ناصر مشرفة الطلاب الوافدين الأستاذة فائقة إسماعيل التي كانت بمثابة الأم.
٭ ومن ناحيتها أشادت ظبأ عبد الإله إحدى الطالبات الوافدت من الرياض بالمملكة العربية السعودية وتدرس بكلية الطب المستوى الخامس بالدور التعليمي لجامعة الخرطوم وهي جامعة عريقة ضاربة بسمعتها في جميع أنحاء البلاد العربية والأوربية، ومن هذا المنطلق تحمس أهلي بدفعي لجامعة الخرطوم لنيل شهادة مرموقة في دراسة الطب، وأشارت إلى أن الدراسة بالسودان قمة في التميُّز والفخر، وأوضحت أنها على مشارف التخرج، وأنها ستشعر بالحنين لهذه الجامعة التي طالما أحبتها، وأضافت: أن الجامعة أكسبتها الكثير من الثقة من خلال تقديمها للسمنارات العلمية وسط الطلاب، وزادت ظبأ أنها تعلمت من زميلاتها السودانيات الاجتماعيات خاصة الونسة.. مضيفة أن السودان بلد قريب من القلب وسرعان ما يشعر فيه الغريب بالإلفة والطمأنينة إلا أن السكن بالداخلية له صفة جميلة ظللت أتباهى بها وسط أهلي بالمملكة من اللهجة السودانية (يا زول وقد أصبحتُ سودانية 100%).

عرض: عائشة الزاكي
صحيفة الانتباهة


‫4 تعليقات

  1. [SIZE=6]الاخوه والاخوات السعوديين يستاهلون كل خير وربنا يوفقهم في بلدهم الثاني [/SIZE]

  2. للطيبة ولا لانه يمكن بالدفع تحصل على الشهادة كما يقول الكثيرون هنا ،،

  3. كان عندنا جامعة ولا اقول جامعات ؟
    بعد تعريب المنهج والمقرارات فقد السودان الرياده فى الدول العربيه والخريج من جامعة الخرطوم المبتعث الى اوربا للدراسات العليا تقدم له العروض و الاغراءات للبقاء و العمل فى الدوله المضيفه ؟
    اليوم يواجه عراقيل وعدم الاعتراف بالشهادة ويعود اى مقاعد الدرس لكى يتعلم الانجليزيه ؟
    اما السعوديون مرحبا بكم بين اخوتكم و لكن ستجدون الوظيفه بعد التخرج و لكن لن تجدوا ابتعاث خارجى الا بعد كورس لغة ايضا .