تحقيقات وتقارير

صحافيو دولة الجنوب .. قصص الرعب بطعم الدم


[JUSTIFY]كتب مادينق نغور الصحافي الجنوبي على موقع هفينغتون البريطاني مقالاً بعنوان «الصحافي بدولة الجنوب من القمع إلى الاغتيال». قال فيه إن الصحافيين فى دولة الجنوب يجب عليهم الاختيار بين الموت أو ترك المهنة بأمر قوات أمن إدارة الرئيس سلفا كير، التي وضعت قانون الصحافة والمطبوعات فى سلة المهملات منذ عرضه على البرلمان لإجازته، ليصبح الصحافيون ضحية حملات القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب بعد أن جعلت جوبا حماية منسوبيها في الحركة الشعبية قضية أمن قومي من الدرجة الأولى، وفى الوقت الذى كانت فيه عمليات القتل تستهدف أفراداً لأسباب سياسية، أصبحت جوبا تمارس القتل الممنهج ضد الصحافيين بغية إخراس صوت الحقيقة. ويسرد مادينق تجربته الشخصية مع قوات الأمن عندما كان يعمل مقدماً للبرامج فى إذاعة راديو بخيتة الكاثوليكي قائلاً: «لقد كنت أقدم برنامج (استيقظي يا جوبا) الصباحي الذي يهدف إلى مناقشة الوضع السياسي الراهن عبر مختلف الطيف السياسي الجنوبي، وبعد فترة وجيزة من توقيع اتفاقية التعاون المشترك أمرت قوات الأمن مدير القناة بالاختيار بين البرنامج أو القناة، ومن ثم قامت قوات الأمن بعقد اجتماع دوري لوسائل الإعلام المحلية والصحافيين باستثناء راديو بخيتة، وبعدها نقل لي زملائي أنه تمت محاكمتي غيابياً وطلب منهم أخذ العبرة من برنامج «ووك أب جوبا»، وبعد مدة قصيرة طلب مني أصدقائي الجلوس مع بعض ضباط الأمن المسؤولين عن ملفي لحل القضية ودياً، غير أنهم أحالوني إلى رؤسائهم الذين هددوني قائلين: «نحن لدينا أوامر باغتيالك حال لم تتعاون معنا، خاصة وأننا نعرف أصدقاءك وأين تسكن»، وفى اليوم التالي حذرني الجيران قائلين إنهم رأوا رجلاً يلبس حُلة رجال الأمن يحوم حول منزلي، وفعلاً قضيت الليلة فى استديو الإذاعة وبعد تقديم الحلقة فى أكتوبر ذهبت إلى المطار مباشرة، وكانت هذه الطريقة التى غادرت بها بلدي. وبعد شهر واحد تم اغتيال إسحاق إبراهيم بطلق ناري فى الرأس، واكتشفت لاحقاً أنني كنت ضمن قائمة الموت التى ترأسها إسحاق إبراهيم. وبعد أسبوع من الحادثة وجد أحد النقاد الصحافيين رسالة تهديد كُتب عليها «توقف عن الكتابة أو أنك ستحصل على هدية ذكرى إسحاق إبراهيم»، وعندما فتحها وجد رصاصة لا تزال عالقة على قطعة لحم متعفنة بين فكين، وفى الأسبوع الماضي اعتقلت قوات الأمن محرر الأخبار بتلفزيون دولة الجنوب بسبب رفضه مسح لقطات محددة لمادة محفوظة فى الإرشيف، حيث قام رجال الأمن بحبسه فى غرفة دون توضيح سبب اعتقاله، ومن ثم لفقوا له تهمة نشر لقطات سيئة للرئيس، بالرغم من أنه لا يغطي دائرة الرئيس. وأنهى مادينق مقاله قائلاً إن قمع الصحافة لا يهدد فقط بانهيار الديمقراطية، بل بانهيار كامل الدولة، فى وقت حذرت فيه منظمات دولية وإقليمية من الأوضاع المتردية لحرية الإعلام وسلامة الصحافيين والإعلاميين، حيث أكدت منظمة «صحافيون بلا حدود» وجود مخاطر حقيقية تهدد الصحافة والصحافيين بدولة الجنوب بسبب غياب القوانين التى تنظم العمل الصحفي وعمليات القتل والتعذيب والازدراء التى يواجهها الصحافيون من مسؤولي الحركة الشعبية الذين ما زالوا يديرون الحكومة بعقلية رجال العصابات، فيما طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» جوبا باتخاذ إجراءات فاعلة لحماية حرية الصحافة والصحافيين فى تقريرها السنوي قائلة إن الصحافة فى الدولة الوليدة سجلت تدنياً مريعاً فى العام 2012 وتراجعت «12» مركزاً عن ترتيبها السابق. وأشار التقرير إلى استدعاء قوات الأمن لخمس رؤساء تحرير صحف ومحرريين وأمرتهم بعدم الكتابة عن رسائل الفساد التى أرسلها الرئيس سلفا كير للمسؤولين الفاسدين بالحركة الشعبية، والتحقيق فى تهم الفساد التى طالت كلاً من الأمين العام باقان أموم وزير المالية الأسبق وغيره من المسؤولين الذين طالبوا الصحف بمبالغ ضخمة كتعويضات عن إشانة السمعة، كما طالبت المنظمة جوبا بمقاضاة الجناة المتورطين فى الهجمات ضد المتظاهرين والنشطاء والصحافيين إضافة إلى إجازة قانون الصحافة والإعلام لحماية حقوق الصحافيين.

صحيفة الإنتباهة
إنصاف العوض[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. liAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAAr if from diffirent prospecttive SUDANESE MADIA it could be true cause THE OWNNER IS the most hater for SOUTH