فدوى موسى

عين داخل الشعب


عين داخل الشعب
كثيراً ما أقف محتارة أمام فكرة أن يكون القائم على أي أمر كبير فرداً مطلقاً.. وفي بعض الكتابات التاريخية وقفت على «أيام على دينار» وكيفية الإدارة فيها لما ارتبط في ذهني بكثير حديث وأقوال عن هذا السلطان – كتب «د. يواقيم رزق» عن فترة على دينار «أن حكومته كانت حكومة الفرد المطلق الذي تمتع بالسيادة العليا على كل الدولة غير ملتزم بمبدأ الاستشارة بل ولم يعترف به معتمداً على الشريعة الإسلامية في الإدارة والمال كما أنه استخدم جهازاً للمخابرات ذا كفاءة عالية ليكون عيناً له في داخل شعبه.. ولعل الذي دفع (علي دينار) إلى هذا الأسلوب هو أنه لم يكن يثق في أحد ومن ثم كان يلجأ إلى العنف في قمع أي تيار معارض له ولم ينج من هذه الشدة أحد حتى أقاربه.. وكان يلبس ختمه الذي يبصم به خاتماً على أصبعه»…. وقفت عند هذه الكلمات في حق أن تكون متسلطاً وتقصي الآخرين لتكون محوراً يدور حوله البقية في انهزام وقهر.. ويبدو أن النهج هذا أصبح الأمثل لكثير من حكام اليوم على نطاق كبير.. حيث يستشف ذلك من إجراءات عدم الثقة المتمثلة في القمع والعيون التي تتلصص على الشعوب وتفعيل أجهزة المخابرات لتعمل بكفاءة عالية الشيء الذي انتهجه (علي دينار) سابقاً بات اليوم بنداً من بنود اقتحام العين على الشعب.. فقط تبقى أن يتحكم هؤلاء في ما ليس في مقدورهم حجبه عن الشعب – لا حول ولا قوة إلا بالله.

ü أبكي يا عيون ..مادام علاج مافي!

ü تصدق بالله عزيزي القاريء إنني أجد بعض السلوى في قراءة العبارات المكتوبة خلف السيارات «ضهرية العربات».. في ذلك اليوم والكون أصبح أمامي خرم إبرة من موقف تعرضت له وأحسست حياله بالضيق الزائد وعفو خاطري فرت مني دمعة.. دمعتين.. لا بل شلال دموع… وفجأة أرفع رأسي وأنا اتموضع في المركبة العامة لأجد أمامي هذه العبارة «أبكي يا عيون ما دام علاجك مافي».. ولسان حالي غلب وكادت أن تفتر مني ضحكة خلاف ما احمل من مشاعر محتشدة في لحظتها وحينها… وظلت خواطري خلف «ضهر» العربات لعلها تخرج من إطار الحزن الذي طوقها… وتمر العربات أمامي.. «حصاد الغربة»… «تحسبو لعب».. «نتلاقى في اللفة».. «أفو.. أخو البنات»… «فاتت عليك».. «داخل والناس مارقة».. «وسط اللمة منسية».. «الفاتن خلهن أقرع الواقفات».. «البينا عامرة» «فول وطعم 100».. «واقفين تحننوا وراكبين تجننوا».. «أطرح الهم وأضرب الهمبريب».. «أنا بحب…»… «خال فاطمة».. «أخو العزبات».. دي شغلة ما شغلتنا والظروف جبرتنا».. «أنت المهم والناس عموم ما تهمني»… «أمرك يا حلو».. «قائد ما بنقدر».. «أضبط الزمن»… «خليك مع الموجة»… «المضطر يركب الصعب»… «أتانينا».. «أديس أبابا»… «التامبيرة»… «وين يا دبيرة»… «الجماعة ديل»… «هناي ويا هناية»… «أمسكو الخشب» «قدمي بمسكو عليّ».

آخر الكلام

وتظل العين ترصد على عليلها.. ورمد مرضها.. لعلها تفجر بؤرة عين إنسانها وتطلق عنان لزوايا الرؤى وتضحمل قنوات الدموع وتنفرج البراقة فرحاً ووعداً وتمني.
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]