فدوى موسى

ذمتي والوطن


ذمتي والوطن
قبل عام ونيف بدأت في أداء الخدمة الوطنية بحس وطني داخلي، لا أقول متقمص من الواقع، ولكنه صادق.. يوم الثلاثين من يونيو من العام السابق تسلمت أمر تحرك على النحو التالي «بسم الله الرحمن الرحيم.. وزارة الدفاع.. الخدمة الوطنية ولاية الخرطوم.. شؤون المجندين.. التاريخ 30/6/2010م النمرة «خ و/وخ/ش م أ» أمر تحرك نمرة «بدون».. مجند فدوى موسى.. عليكم مغادرة منسقية الشؤون الإدارية إلى منسقية المرأة.. وذلك بغرض أداء الخدمة الوطنية.. تاريخ القيام 30/6/2010م.. وسيلة السفر «المواصلات».. السلاح «لا يكن».. الذخيرة «لا يكن».. المستندات «أمر تحرك» وعند مقابلتكم للسيد المنسق عيلكم أخذ التعليمات الأخيرة منه.. أقر بأن التعليمات أعلاه قد تليت علينا وسنعمل بموجبها.. توقيع المجند «فدوى».. منسق شؤون المجندين «….».. ويمر العام وقد أديت التعليمات التي تليت عليّ على مدار العام حسب القرار.. وقد وجدت من منسقية المرأة الفهم الذي جعلني أودي واجبي بالشكل الذي يتناسب مع إيقاع الوطن بداخلي.. وانقضى.. وجاء يوم إبراء الذمة من أداء الخدمة الوطنية وهكذا تسلمت ذات «الفورمة» «… عليكم مغادرة منسقية ولاية الخرطوم إلى الشؤون الفنية.. بغرض إنهاء مدة الخدمة الوطنية تاريخ القيام «…» وسيلة السفر «المتاحة».. السلاح «لا يكن».. الذخيرة «لا يكن».. المستندات «…».. وعند مقابلتكم للسيد منسق الشؤون الفنية عليكم أخذ التعليمات الأخيرة منه.. أقر بأن التعليمات أعلاه قد تليت علينا وسنعمل بموجبها.. توقيع المجند «فدوى».. واليوم أنا براء من ذمة الخدمة.. وتحتج دائماً صديقتنا «آمنة السيدح» على عبارة «إبراء ذمة من الخدمة الوطنية» باعتبار أن فكرة الإبراء للذمم تكون من السوالب وليس الإيجابيات.. ورغم بعض عناء احتملته من منسقية الإجراءات بالمقرن بعد إتمام الخدمة إلا أنني اليوم سعيدة بأدائي للواجب الذي هو مفروض وحتمي.. ويجب أن أهمس في أذن الإخوة الذين يعملون مباشرة مع الجمهور المتعامل في إطار إجراءات الخدمة الوطنية.. نظموا أنفسكم حتى تأتي الإجراءات بالشكل الأمثل ولا يضطر المجند «للمساسكة والانكسار» أمام لخمة الإجراءات».. والواضح من هذه الإجراءات أن هناك دائماً أوراق مفقودة لذا يجب أن يحرص المجند على ترك نسخة من أي مستند بطرفه لأن الأوراق والمستندات بطرف الإجراءات قد تأثرت حتى بالمطرة الأخيرة.. نحن لا نريد أن نحمل الإجراءات بعض التقصير ولكن فقط عليهم ترتيب الإجراءات وتنسيقها.. وأخيراً شكراً لكل مواطن سوداني شاب وشابة وعامل وعاملة يحتمل عام الخدمة الوطنية.. وهو يرى الوطن في منعطفه التاريخي يذهب ثلثه و تنتاش موجة الغلاء أوصاله والحكومة تتركه في مواجهة الصعاب ولا يملك إلا أن يرفع يده صوب السماء ويؤدي الخدمة الوطنية حتى لا تغلق عليه مداخل البحث عن العمل أو الهجرة وترك البلد «قفا».. أخص بالشكر منسقية الخدمة بولاية الخرطوم ممثلة في كل أفرادها بدءاً من الأستاذ «عصام الدين ميرغني» والأستاذة «مها التجاني« والأستاذة «علوية مبارك» إلى أخوتي المجندين والمجندات وكل من يسهم في منظمومة العمل فيها.. فقد احسسنا بجهدهم الثر في المعسكرات وتنظيمها وروعة مشاركة منسقية المرأة في عريشة الأمهات ومشاريع تنمية المجتمع وبرامج الختمات والذكر واجتماعات المحليات واختزنت ذاكرتنا بمجهودات كبيرة يقومون بها بلا كلل.. نتمنى أن يأتى اليوم الذي يبرمج فيه تاريخ التجنيد منذ تاريخ الميلاد ويتمنى المواطن متى يأتى دوره لأداء الواجب «فهل هذا ممكن»؟.

آخر الكلام:

شئنا أم أبينا تظل للوطن ذمة في أعناقنا.. نؤديها أو لا نؤديها «نحن والذمة».
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]