هنادي محمد عبد المجيد

التيسير والتعسير


التيسير والتعسير
رمضان كريم وكل عام وأنتم بعافية وسعادة وخير كثير ، ونقول اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك,كما نقول أن الدين يسر ورفق ورخص,ومن البر الأخذ بالرخص,والرخص هي المواضع التي يسرها الله لنا وجعل تنفيذها والعمل بها من البر به,ونتكلم اليوم عن التيسير بكل معانيه.
والتيسير هورفع المشقة والحرج عن المكلف بأمر من الأمور,لا يجهد النفس,ولا يثقل الجسم,والتيسير سمة ظاهرة في الدين تتجلى في:عقائده وعباداته ومعاملاته وأخلاقه,ومن يسر على الناس أمورهم يسر الله أموره,فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه,قال الله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)وقال تعالى (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين,فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون,وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون)وقال تعالى (فأما من أعطى واتقى,وصدق بالحسنى,فسنيسره لليسرى)وعن أبي هريرة رضي الله عنه: <أن أعرابيا بال في المسجد,فثار اليه الناس ليقعوا به,فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:<دعوه وأريقوا على بوله سجلا من الماء,فانما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين>وعن أبي موسى رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال:<بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا>وقال الحسن البصري رحمه الله:”كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسر اثنين”وقال الرسول صلى الله عليه وسلم قال:<من لا يرحم لا يرحم>ما جعل التيسير على الناس بعضهم بعضا من الرحمة والرفق والتكافل,وفي المقابل الصفة الأخرى التي بها تكتمل الصورة وهي صفة التعسير:والتعسير هو أن يشدد الانسان على نفسه وعلى غيره في امر الدين:بالزيادة على المشروع,أو في أمر الدنيا بترك الأيسر ما لم يكن اثما,قال تعالى (ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا,قال لا تؤاخذني بما نيست ولا ترهقني من أمري عسرا)قال تعالى (واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين,قالوا أدع لنا ربك يبن لنا ماهي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون,قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين,قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي ان البقر تشابه علينا وانا انشاء الله لمهتدون,قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون)وعن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <ان الدين يسر ولن يشاد الدين أحد الا غلبه,فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة-أي السير أول النهار-والروحة-أي السير بعد الزوال- وشيء من الدلجة-بتشديد الدال وضمها:أي السير آخر الليل->وعن سعيد بن أبي بردة عن ابيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا وأبا موسى الى اليمن فقال:<يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا>وقال شيخ الاسلام ابن تيمية:”والغلو في الدين عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال”وما يميز ديننا الحنيف أنه عرف بيسره ومرونته وسعته ,لذلك فالتعسير دليل على ضعف العقل وسبب لتسلط الشيطان على الانسان وهو طريق الانقطاع عن العمل .اللهم أعنا على صيام رمضان وقيامه وتدبر حكمته , رب يسر ولا تعسر , اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]