نادية عثمان مختار

ثورة السكر ..تحريض في وضح النهار !!


ثورة السكر ..تحريض في وضح النهار !!
هل يعتبر محرضا من حاول انعاش ذاكرة الشعب وتذكيرهم بثوريتهم ورفضهم للخنوع والخضوع لجبروت الحكومات واستغفالهاعلى مر الحقب السياسية في السودان!؟ ليستلهموا من ذلك التاريخ نفحاته العطرة ويهبوا هبة رجلواحد وامرأة واحدة؛ رافضين لسياسات الحكومة التي تسير في طريق تجويع الشعب وإصابته بجميع الأمراض، خاصة مع مسألة اختفاء السكر وغلاء أسعارها في شهر كريم، أحوج مايكون فيه الشعب لكوب عصير محلى ببعض السكر ليعوض جسمه مانزفه من عرق طيلة النهار سعيا وراء لقمة العيش الحلال ؟!
هل يعتبر حقدا طبقيا لو أن مواطنا استنكر على الحكومة استمتاعها بجوالات السكر وارتواء جسدها بالعصائر الطبيعية والمياه المعدنية؛ بينما كثير من مواطني هذا البلد لا يجدون مايسد الرمق ؟!
هل يعتبر مدانا من دعا الشعب لثورة (السكر) والخروج للشوارع في مسيرات هادرة تتوجه مباشرة للقصر الجمهوري للمطالبة بتوفير السكر وتنزيل سعره وتدعيمه، مع باقي مواد استهلاكية كثيرة يعيش عليها المواطن المحدود الدخل والمعدوم الدخل؟!
هذا الشعب خرج عن بكرة أبيه في مظاهرات لظرف مشابه في حقب سياسية مضت بخيرها وشرها، فهل يصبح خروجا على نواميس البشرية خروجهم الآن، معبرين عن سخطهم بوسائل سلمية علها تكون مجدية في توصيل صوت من مورس عليهم القهر والإخراس؛ كلما استنهضوا حنجرتهم ليقول ( لا) في وجه من قالوا (نعم) !!
الناظر للحال يشعر بأن مؤامرات عديدة تحاك بليل ضد هذا الشعب يحيكها، ويتقن (خياطتها) مسؤولون في هذه الحكومة التي أشعر ان بعض أفرادها ماجاء الا لإذلال الشعب السوداني ( الفَضَل) وكأن بينه وبين الشعب ثأر بايت؛ واجب القضاء !!
لو لم يكن الأمر كذلك فلماذا لانسمع بمسؤول حكومي يخرج للناس بما يبشرهم خيرا، ولو في مأكلهم ومشربهم وهو أضعف الإيمان ؟!!
لو ان الحكومة موجودة على وثير الكراسي من اجل الشعب كما يقولون، فلماذا لا يعمل احدهم على ما يشيع البهجة في نفوس الشعب بأقل الأشياء الممكنة، كتوفير سلعة السكر في الاسواق وتخفيض سعرها بما يناسب جيوب شعب أرهقه الغلاء الفاحش في كل شيء؟!
السكر هذا (الاختراع) الذي كان متوفرا في بلادنا ذات المصانع الوفيرة في هذا المجال كان يتغنى به المطربون في تفاصيل عديد من الأغنيات العالقة بالذاكرة والراسخة في وجدان الشعب السوداني وأشهرها ماتغنى به العملاق عبد الكريم الكابلي حين قال ( سكر سكر سكر وحاة عينيا سكر واكتر) ! بل ان فنانا آخر يدعى حمد البابلي كان مطمئنا لعدم اختفاء السكر وندرته لدرجة ان (شتته) تشتيتا للطيور حين تغنى بقوله (حم حم حم ياحمام شتت ليك سكر) !!
اذا كان السكر في السابق يتم تشتيته للحمام وفي الوقت الحالي لا يجده طفل يصوم يومه ليقطع بمائه صيامه فحق لي التحريض وليكن مايكن .. !!
ياجماهير الشعب السوداني اخرجوا للشوارع فالوقت مؤات لثورة (سكر) قوية ربما أسهمت في تشتيت ( الحمائم) و(الصقور) !!
و
كملتو سكرنا..سكرنا كملتو !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/7
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]