د. عبير صالح

صحتك بالدنيا .. رمضان الكريم


صحتك بالدنيا .. رمضان الكريم
هلّ علينا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. وكل عام وأنتم بخير.. ولكن هناك وقفات صحية ووصايا طبية لابد أن نأخذها بمحمل الجد حتى يكون لنا رمضان شهر صحة ونشاط وعطاء.

– إن الصوم صحة للأبدان وراحة للأنفس وهدوء للبال.. ولا تتحقق هذه النتائج المرجوة صحياً ونفسياً إلا باتباع التعاليم الصحية، وإليكم فوائد الصوم الصحية بصورة عامة:

1. الصوم فيه صحة للأبدان والأذهان والقلوب، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «صوموا تصحوا» رواه الطبراني.. فجسد الإنسان مهيأ لقبول الصوم الذي فرضه الله تعالى من غير ضرر يقع عليه، بل توجد منافع روحية وصحية.

2. الصيام يؤدي إلى تقليل الكوليسترول والدهون الثلاثية ويزيد الدهون الحميدة في الدم.

3. إتاحة الراحة الفسيولوجية لجميع أعضاء الجسم ويعيد للجسم حيويته ونشاطه ويقي من الأمراض الجسدية والنفسية.

4. تقوية الذاكرة وتحسين أعضاء الحس.

5. تفادي الإصابة بالنوبات القلبية والدماغية، حيث وجد أن الصيام يقلل من قدرة كريات الدم على التجمع ويقلل أيضاً من لزوجتها، وهذا مفيد لمرضى أمراض الشرايين.

6. يقوي جهاز المناعة والكبد، حيث يجدد الجهاز المناعي نشاطه وخلاياه عن طريق الصيام، ويعد هذا الجهاز الخط الدفاعي للجسم ضد أي ميكروب أو فيروس، والكبد يعمل على تنظيف الجسم من السموم بإبطال مفعولها الضار وتحويلها إلى مواد نافعة مثل اليوريا وأملاح الأمونيا وغيرها.

7. وسيلة للشفاء من الأمراض الحادة مثل القيء والإسهال.

8. يحسن من الحالة الصحية العامة لأمراض التهاب المفاصل والروماتيزم وحب الشباب والتهاب الجيوب الأنفية.

9. يعمل على انتظام حموضة المعدة ويؤدي إلى شفاء وتحسن جدارها المخاطي والتخلص من الالتهابات والتقرحات، كما أنه يعالج عسر الهضم وسوء الامتصاص والتهاب القولون المزمن.

10. علاج السمنة والأمراض الناتجة عنها، حيث يقوم بإنقاص الوزن الزائد.

11. الصيام ينظم عملية الإخراج من القولون العصبي والإسهال المزمن وحالات الإمساك.

12. يحسن من حالات الأمراض الجنسية، كما أنه مفيد لبعض حالات العقم لأنه ينشط الهرمونات الجنسية والأنثوية، ويحسن أداء هرمون الذكورة.

13. الوقاية من الأورام في بداية تكوينها، حيث إن الجوع يحرك الأجهزة الداخلية للجسم لمواجهة الجوع مما يجعل الجسم يزيل الخلايا التالفة والضعيفة في الجسم، ويجعل الجسم يستعيد حيويته ونشاطه.

14. الوقاية من الزيادات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية والأكياس الدهنية.

15. يفيد الصيام الشخص السليم، حيث يعمل على حمايته من مرض السكري، إذ أنه يخفض معدلات السكر في الدم إلى أدنى مستوياتها، وبذلك يعمل على إعطاء البنكرياس فرصة للراحة.. «البنكرياس يفرز الأنسولين الذي يعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم».. وعندما يزيد الأنسولين المفرز من البنكرياس يصاب البنكرياس بالإرهاق ويعجز عن القيام بأدائه على أكمل وجه، وبالتالي تزيد نسبة السكر في الدم ومن ثم مرض السكري.

16. علاج الأمراض الجلدية، حيث إن الصيام يقلل نسبة الماء في الدم ومن ثم الجلد، مما يعمل على زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض الجرثومية المعدية، والتقليل من حدة الأمراض الجلدية الموجودة أصلاً مثل مرض الصدفية، ويقلل من أمراض البشرة الدهنية مثل حب الشباب، حيث مع الصيام تقل إفرازات السموم التي تسبب الدمامل والبثور بصورة مستمرة.

17. الوقاية من داء النقرس، حيث إنه ينتج من زيادة حمض اليوريك الذي ينتج عن الإكثار من أكل اللحوم الحمراء، فيترسب هذا الحامض في المفاصل ويؤدي إلى تورمها واحمرارها ويسبب الآلام الشديدة.

18. وفوق هذا كله الصوم تجربة روحية عميقة، حيث إنه يرقى بالإنسان إلى السمو الروحي والرؤية بوضوح أكبر، والتقمص في ملكوت الله واستنباط الأفكار البناءة التي تصلح للإنسان دنياه وآخرته، فتصوم العين بغضها عن ما حرم الله النظر إليه، ويصوم اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة، وتصوم الأذن عن الإصغاء إلى ما نهى الله عنه، وتصوم البطن عن تناول الحرام، وتصوم اليد عن إيذاء الناس، والرجل تصوم عن المشي إلى الفساد فوق الأرض، وتتجه كل أعضاء جسم الإنسان إلى الله خالق السموات والأرض، داعية متذللة لخالقه

الســكري.. ورمضــــــان! :
– قبل كل شيء.. على مريض السكري ان يستشير طبيبه الخاص قبل الصيام، وذلك لأن حالات مرض السكري تختلف من شخص لآخر، كما أن تناول أدوية السكري بأنواعها تخضع لتغيير في نظام الجرعات والمدة بين كل جرعة وأخرى، بالإضافة لاختيار أنواع معينة من الأغذية، لذا فاستشارة الطبيب مهمة جداً قبل الصيام، وذلك حتى يتجنب المريض المضاعفات الصحية الخطيرة التي قد تودي بحياته.

– يختلف مرضى السكري عن بعضهم البعض، فالعمر والوزن وطبيعة العمل وطول فترة المرض ونوع السكري ووجود أي حالات صحية أو اعتلال صحي آخر مصاحب لمرضى السكري، كلها عوامل مهمة في تحديد نوع العلاج الأمثل.

– من خلال السطور القادمة عزيزي القاريء أحاول تقديم بعض النصائح البسيطة التي تعينك على صيام الشهر الكريم من دون متاعب صحية.

– شهر رمضان شهر يتغير فيه نمط حياة مريض السكري إلى طبيعة أخرى غير التي كان عليها قبل الشهر الكريم، فقبل شهر رمضان كان يسير وفق برنامج غذائي معين، ووصفة علاجية معينة تؤخذ في أوقات محدودة وبجرعات محددة، ومن التغيرات التي تطرأ على المريض التغير في عدد الوجبات والامتناع عن الطعام إلى فترة طويلة.. الخ

– في البدء سنلقي الضوء على تعريف مرض السكري: هو ارتفاع في نسبة السكر بالدم، وهو حالة مزمنة ينتج عن نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين والذي هو عبارة عن هرمون تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكر في الدم للدخول إلى خلايا الجسم، حيث يتحول إلى طاقة تساعد الجسم على الحركة.

– عندما يقل الأنسولين في الجسم، فإن السكر يزيد في الدم ولا يستطيع الجسم الاستفادة منه، ولذلك نراه يظهر في البول.

حسناً.. لنتحدث قليلاً عن أعراض السكري: إن مدى شعور المريض بأعراض ارتفاع السكر يختلف من شخص لآخر، لذلك توجد صعوبة في معرفة نسبة السكر في الدم من خلال الأعراض الظاهرة وهي:

– كثرة التبول.

– زيادة العطش وكثرة شرب الماء.

– الشعور بالجوع.

– نقص الوزن.

– الإرهاق والتعب.

– زوغان البصر.

– بطء التئام الجروح.

– تقلصات في العضلات.

وإليكم بعض الأسباب التي تؤدي إلى ظهور أعراض الارتفاع في نسبة السكر في الدم:

1. منها تناول كمية كبيرة من الطعام.

2. قلة الحركة أو عدم القيام بالتمارين الرياضية المعتادة.

3. عدم أخذ علاج السكري.

4. المرض أو الإصابة بالتهاب حاد.

5. الوقوع تحت ضغط نفسي.

ü النصائح الخاصة بصيام مرضى السكري على حسب نوع مرض السكري:

ü هناك نوعان لمرض السكري:

النوع الأول: سكري الصغار: وتكون نسبة الإصابة به قليلة «10% تقريباً»، ويحدث في سن الطفولة والشباب تحت سن «25» سنة، بسبب القابلية الوراثية والجينية المسؤولة عن الاستعداد للإصابة من أحد الوالدين، بالإضافة إلى توافر بعض العوامل التي يعتقد أنها تساعد على حدوث الإصابة، مثل إصابة الطفل بالتهاب ما وخاصة الفيروسات، فيكون البنكرياس عاجزاً تماماً عن إفراز الأنسولين، وهذا النوع معتمد كلياً في علاجه على الأنسولين، وأيضاً بعض كبار السن الذين يتناولون الأقراص لفترة طويلة، وبذلك فقدت هذه الأقراص فعاليتها ويمكن تحويلهم أيضاً إلى الأنسولين.

– وبالنسبة لمريض السكري الذي يعتمد في علاجه على الأنسولين، فإنه يحتاج لتناول طعامه مباشرة بعد أخذ الجرعة، فإن لم يأخذها ينقص السكر في الدم ويؤدي هذا إلى غيبوبة نقص السكر.

– وفي هذا النوع قد أجمع اختصاصيو الباطنية والغدد الصماء والسكري على أن الصيام لمريض السكري المعتمد في علاجه على الأنسولين يمثل خطراً على حياته، أما إذا كان لابد من صيامه «أصر على الصوم وخاصة كبار السن»، فيجب أن يأكل قبل أخذ حقنة الأنسولين وأن يذهب إلى طبيبه قبل بدء الصوم ليقلل له الجرعة المعتادة ويقسمها له على حسب وضع الصيام الجديد، وهذا المريض يجب أن يكون مستوى السكر في الدم لديه منتظماً ولا يعاني نقصاً على الأقل خلال شهرين قبل رمضان.

وهناك حالات يمنع فيها الصوم منعاً باتاً:

– المرضى الذين يعانون من مضاعفات السكري مثل أمراض القلب «قصور الشريان التاجي»، والشرايين المخية أو الطرفية والفشل الكلوي، وكذلك المريض الذي يأخذ جرعتين من الأنسولين في اليوم، والمرضى الذين تكرر لديهم حدوث غيبوبة السكر، وأيضاً من تتباين لديهم قراءات السكر في الدم قبل وبعد الإفطار «غير منتظم»، وكذلك الحوامل والأطفال والمرضى الذين أصيبوا بمضاعفات مثل الحامض السكري الكيتوني أو غيبوبة السكري.

النـــوع الثــاني من سكـــر الكبـــار

– ويصيب البالغين سن الأربعين مع وجود بعض الاستثناءات، وترجع الإصابة به إلى مقاومة الجسم للأنسولين أو قلة إنتاج الأنسولين، فهذا النوع غير معتمد في علاجه على الأنسولين، ولكن على الحبوب الخافضة للسكر وقد يتغير بمرور الزمن أيضاً إلى الأنسولين، ويعامل مثل معاملة النوع الأول.

– وهذا النوع سواء كان معتمداً في علاجه على تنظيم الغذاء فقط أو الحبوب في علاجه، يمكنه الصوم إذا تم تنظيم مستوى السكر والوجبات الغذائية بمساعدة الطبيب المختص، فمثلاً يمكن تناول الحبوب مع وجبة الإفطار إذا كانت حبة واحدة، أما إذا كانت الحبوب تستعمل مرتين في اليوم فيجب تناولها مع الإفطار والسحور، مع مراعاة تقليل الجرعة اليومية بواسطة الطبيب، وهذا يختلف باختلاف الدواء سواء كان طويل أو قصير الأمد، مع مراعاة أعراض نقص السكر، في هذه الحالة يمكن تقليل جرعة السحور أو إيقافها إذا حدثت أعراض نقص السكر تحت إشراف الطبيب المختص.

– بالنسبة للمرضى الذين يعتمدون في علاجهم على تنظيم الغذاء فقط دون استخدام أدوية لمرض السكري، فهؤلاء يمكنهم الصيام مع مراعاة الالتزام بتنظيم نوعية وكمية الغذاء والفحص الدوري لمستوى السكر في الدم.

المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها مريض السكري في الصيام؟

– النقص الشديد في نسبة السكر في الدم، وهذا قد يحدث في حالات عدم تناول وجبة السحور أو القيام بمجهود عضلي وذهني أثناء الصيام، فيجب على المريض أن يلتزم بقياس نسبة السكر في الدم في خلال شهر رمضان كله، فإذا شعر بأعراض انخفاض السكر فيجب عليه الإفطار فوراً والذهاب للطبيب مباشرة.

وأعراض نقص السكر الشديدة هي:

– الرجفة والعرق الشديد والدوخة وزيادة ضربات القلب وزغللة العيون.

– الزيادة الشديدة في نسبة السكر بالدم: هذه الفئة تتميز بالإفراط في تناول الطعام في رمضان والعصائر المحلاة، مع الإهمال في أخذ الجرعة المناسبة.

– نقص السوائل في الجسم والجفاف.

إرشـادات

الارشادات العامة لمريض السكري في رمضان

– تجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة العامة لمريض السكري لتحديد الجرعة المناسبة للأدوية.

– الإكثار من تناول السوائل بين الإفطار والسحور وفي صورة مشروبات كشوربة اللحم والفراخ والعدس والخضروات وعصائر الفاكهة الطازجة.

– فمثلاً: يتناول كمية من السوائل أولاً وتكون نسبة السكر بها قليلة جداً قبل صلاة المغرب، ثم يقوم لأداء صلاته ويعود بعدها لاتمام إفطاره.

– يجب التعجيل بالإفطار وتأخير السحور لأقصى حد ممكن، ويجب على الصائم تقسيم طعامه إلى أربع وجبات وهي:

(الإفطار، السحور، ووجبتين خفيتين بينهما).

– تجب مراعاة أعراض نقص السكر وتناول العصير فوراً في حالة حدوثه.

– تجنب السكر والملح والأغذية المالحة، أحرص على تناول البقوليات والخضروات والفاكهة وخبز الردة، لأن هذه الأطعمة تقيك شر الإمساك وتعطي إحساساً بالبشع وتبطيء ارتفاع نسبة السكر بالدم.

– تجنب الرياضة القاسية والمجهود العضلي أثناء الصيام، وتجنب تناول الكثير من الشاي والقهوة والإفراط في الأكل في السحور.

خلاصة:

– عزيزي القاريء مريض السكري.. إن سياسة التجريب في الصيام غير منطقية لمرضى السكر.. قال تعالى: «… ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة…» البقرة «195».

– وقال تعالى: «… ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً» النساء «29».

– وقد أجمع العلماء على أن الصوم إذا كان يزيد في العلة أو يبطيء الشفاء أو يحدث عاهة دائمة أو يذهب منفعة عضو ما، فإن الإنسان يُعفى منه.

صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة – 2011/8/11
[email]lalasalih@ymail.com[/email]