رأي ومقالات

الأزمــــة الــقـادمـــة !


[JUSTIFY]بدأت الارهاصات تترى بإعادة ترشيح الرئيس مرة أخرى، وقد بدأ بالتصريح حول هذا الموضوع نائب رئيس الجمهورية وتلاه صلاح كرار في صحيفة المجهر.. إذا أردنا طرح السؤال وبطريقة صحيحة لكان كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان فكل إمرئ وإن طال مقامه يوماً على آلة حدباء محمول، نعم يذهب الإنسان ويبقى المنهج الذي يسير الحياة!!.. فأي منهج أقام النظام؟! وأي بنيات أساسية أرسى لتقوم عليها البنيات الاقتصادية والمشروعات الإنتاجية؟!

أهل الاقتصاد يريدون رفع قيمة العملة بأفواههم لا بإنتاجهم وكبرت كلمة.. إنتاج الذهب وهو الإنتاج الوحيد المتبقي وضع له بنك السودان سعراً أقل من السعر العالمي، ولو كنت في مكان البنك المركزي لوضعت تسعيرة أعلى لأحصل على المزيد من الذهب الذي يعطي العملة البائرة المنهارة قوة كبيرة، فمادام البنك المركزي يطبع العملة بلا رصيد يحميها، فإن احتياطي الذهب الذي يملكه البنك المركزي هو ما يعطي العملة القوة التي افتقدتها، ويحاول البنك المركزي إضفاء هذه القوة بالقرارات الواهمة التي تحدد سعر صرف الدولار..!!
وبهذه السياسة يضيع الذهب وكذلك الدولار وبقية العملات ذات القيمة..!! وسؤال هذا الناس كيف لبيد..؟ أي من سيحكم السودان لا كيف سيحكم السودان..؟

أنظر إلى السكة الحديد فتحتبس الكلمات في الحلق وتحل مكانها العبرة المؤلمة، رغم أن السودان تشكل سياسياً بفضل السكة الحديد التي ربطت بين أصقاعه اقتصادياً واجتماعياً وحتى سياسياً، فالاقتصاد هو ترياق الوحدة السياسية..!!

عندما دخل الاستعمار السودان كان يمتطي صهوة قطار، وقد لعب القطار دوراً اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً في ربط السودان ببعضه البعض، فأصبح القطار ضرورة لا غنى عنها، وبقاءه سائراً على خطه يعني بقاء ما تبقى من أرض السودان ورغم ذلك يفرض السؤال الخطأ نفسه من سيحكم السودان؟.. وحتى تنضبط السكة الحديد تم تأسيسها على النظم العسكرية فقد تولى إدارتها منذ العام (1897) مديرون برتب عسكرية عالية كان أقلها رتبة عميد وحتى العام (1957م) أي بعد الاستقلال بعام.. كذلك كانت السكة الحديد أكثر المؤسسات انضباطاً في مواعيدها، وهكذا شأن السكة الحديد في معظم بلدان العالم تحمل الطابع العسكري ولم يكن نميري مخطئاً حين حاول إرجاع السكة الحديد إلى ما كانت عليه ولكنه لم يستوعب الأمر كاملاً، وتغلب عليه الجهلة حتى غاصوا بها إلى هذا الدرك السحيق!!. كيف لبلد أن ينمو وقد توقف شريان اقتصاده المتمثل في السكة الحديد.

وليذكر لي من يمسك بزمام اقتصاد البلاد لماذا يرقد خط السكة الحديد الذي يمر بالقضارف نائماً في سبات أبدي وهي من مناطق إنتاج الغذاء؟ وليبرر لي لماذا توقف خط الدمازين بل أزيل بعضه في مسافات طويلة ولم يعد له وجود رغم أن النيل الأزرق من أكبر مناطق إنتاج الغذاء في السودان؟ وليبرر لي لماذا تحدث المجاعات في مختلف أرجاء السودان والإنتاج في تلك المناطق لا يجد الناقل الذي ينقله؟
ورغم ذلك يفرض السؤال الخطأ نفسه من سيحكم السودان؟ وحواء السودان لم تعقر بعد!!. والسودان لا يحكمه شخص فانٍ، إنما يحكمه منهج باق بقاء الحياة، وهذا ما فشل فيه النظام كل الفشل، وقمة الفشل تجلت في آخر المؤتمرات الذي انتهى بمحاولة انقلاب عسكري من داخله، وتمخض الجبل فولد صراعاً سياسياً محموماً تجلى في السؤال البغيض من سيحكم السودان!!. قبل أن ينتقل رسول الإنسانية عليه أفضل الصلاة وأجمل التسليم قال للأمة في حجة الوداع تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي!! أي ترك لنا المنهج.. فماذا ترك لنا النظام؟ انهيار اقتصادي أزمات سياسية بدأت بتفتيت البلاد، حروب تأكل الأخضر واليابس، محاولات انقلابية من داخله وصراع داخلي محموم على السلطة، ولا أحد يهتم لكل هذا، والاهتمام الأكبر من سيحكم السودان.. ويا سبحان الله!!

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. لقد أشبعتنا في مقالك هذا نظام..نظام..نظام..إني أسألك بالله هل ما تعيشه الآن في السودان يمكن أن يطلق عليه كلمة نظام؟!