نادية عثمان مختار

صراع الأفيال وإرهاب ( القبائل) !!


صراع الأفيال وإرهاب ( القبائل) !!
بعد سرعة تغيير العملة في البلاد بأخرى باهتة لا لون لها ولا رائحة؛ أكد كثير من الناس انها قابلة للتزوير نسبة لضعفها وسرعة إخراجها ! ورغم ذلك ومع اقتراب انتهاء تبديلها، وبعد انقضاء حرب العملة بين السودان ودولة السودان الجنوبي، ظننا و(بعض الظن اثم) أن الأوضاع ربما تهدأ قليلا بين الدولتين ليعطوا الإشارة والضوء الأخضر لانسياب حركة البضائع والتبادل التجاري الذي يصب في مصلحة الدولتين وترابط علاقتهما وجودة جيرتهما مؤديا بها الى الأمام ولكن !!
مؤسف ذلك الخبر المنشور في صحيفة الشرق الأوسط السعودية ومفاده كما جاء في السياق ( دخلت الخرطوم في مرحلة جديدة من الحرب الاقتصادية مع دولة السودان الجنوبي، وشددت على استخدام العملات الأجنبية لأول مرة في التعامل بين الشمال والجنوب، فيما أعلنت قبيلة شمالية احتجاز قطار في طريقه إلى جوبا، وأكدت أنها لن تسمح له بالعبور إلا بعد توقيع اتفاق مع الخرطوم يسمح بعبور حركة البضائع)!!
عملات أجنبية في التعامل بين الشمال والجنوب في الوقت الراهن من عمر الدولة الوليدة إجراء تعسفي لا معنى له من الحكومة في الخرطوم، ولا مغزى سواء التشدد وإبراز العضلات بحسبان ان في ذلك تخويفا وإرهابا لدولة السودان الجنوبي لتمرير أجندات بعينها في الوقت الذي ينشد فيه المواطن العادي من التجار، ومن لهم مصالح من الشماليين في الجنوب خاصة التجار الذين خسروا الكثير بسبب رعونة اتخاذ القرارات السيادية، دون ترو ودون استصحاب مصالح المواطن الجنوبي والشمالي المغلوبين على امرهم في الحسبان، وفي ذلك رعونة حكومية كبرى لو تدرون !!
ثم من هي تلك القبيلة الشمالية التي ورد ذكرها في الخبر والتي قامت باحتجاز قطار في طريقه الى مدينة جوبا، وتأكيدها انها لن تسمح له بالمرور الا بعد توقيع اتفاق مع الحكومة في الخرطوم يسمح بمرور البضائع ؟!
اي قبيلة هذه التي انتزعت لنفسها (حق الفيتو) وأصبحت تتصرف كحكومة لحالها يا ترى ؟
ام ان الحكومة قد منحتها هذه الصلاحيات غير المحدودة دون ان يدري بالأمر أحد ؟!
تصرف مثل هذا من تلك القبيلة المعنية لابد انه تصرف فردي، إلا انه تصرف مرفوض دون شك وفيه الكثير من الهمجية و( البلطجة) والخروج على القانون والفوضى المؤسسة !!
اذا كان في داخل الحكومة من أعطى (القرين لايت) لتلك المجموعة لتوقف قطارا محملا بالبضائع ومكدسا بأموال الناس ومصالحهم فعلى الوطن السلام؛ لأن هذه ستكون أولى ملامح الانفلاتات والخروج عن القانون، والتي إن بدأت فلن تبقي ولن تذر، وسنجد بعد ذلك ان القبائل تتصرف وفق رؤيتها أو رؤية من حرضها لتصبح كل قبيلة حكومة في داخل السودان، وبعد ذلك لن تكون الحسرة على حال الاقتصاد الضائع والعلاقة المتوترة بين السودان ودولة جواره المنفصلة حديثا، بل سيتسع السرادق ليكون العزاء جماعيا على كل ماتبقى من الوطن !!
و
لا عزاء للحكومة !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/15
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]