تحقيقات وتقارير

القواعد العسكرية الأمريكية في السودان والعالم


[JUSTIFY]أن تطلب دولة ما مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من الدول أن تكون لها قاعدة عسكرية في بلد ما فذلك من الأنباء التي قد لا تدخل في حيز الغرابة بغض النظر عن الرد الذي تتلقاه من البلد المعني، ولكن الغريب حقًا أن يسعى بلد ما لتكون أراضيه موطنًا لقواعد عسكرية أجنبية وبالرغم من أنها لم تكمل العامين منذ انفصالها عن السودان وبروزها كأحدث دولة في عالم اليوم تقدمت دولة جنوب السودان بطلب لواشنطون لتكون هي المضيفة لقاعدة عسكرية للطائرات الأمريكية بدون طيار«درون»على غرار إثيوبيا والنيجر وفقًا لمجلة «فورين بولسي» الأمريكية التي أضافت أن الإدارة الأمريكية تدرس طلب جوبا التي سبق لها أن تقدمت بطلب مماثل لاستضافة قيادة القوات الأمريكية بإفريقيا «آفريكوم» الموجودة حاليًا في شتوتغارت بألمانيا قبل أن نمضي في توضيح مواقع القواعد الأمريكية في القارة الإفريقية وغيرها نشير إلى أن مصطلح قاعدة وفقًا للناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد يدل على أن القاعدة تشكل قوة عسكرية ضاربة متعددة الأغراض العسكرية.

ويشير سعد في حديثه لـ«الإنتباهة» إلى أنه في حال وجود اتفاقية دفاع مشترك بين دولتين فإن طلب أي طرف منها للآخر باستضافة قاعدة عسكرية له تكون معقولة وفي حال عدم وجود تلك الاتفاقية يبقى الطلب غريبًا وفسر طلب جوبا لواشنطون بأنه محاولة لتهديد دول أخرى ــ تحاشى تسميتها ــ وذلك من خلال الإشارة إلى مدى ارتباطها وقوة علاقتها مع دولة كالولايات المتحدة، وحول القاعدة العسكرية للطائرات بدون طيار أضاف أن مثل تلك الطائرات التي تستخدم في التجسس ويتم توجيهها إلكترونيا لا تحتاج لقاعدة خاصة لأنه بالإمكان إرسالها عبر قواعد متحركة أو أن تكون مدرجة ضمن القواعد العسكرية الأمريكية التي تشمل قاعدة جوية لكل أنواع الطائرات ومنها الطائرات بدون طيار.
وعدد سعد كلاً من مصر ويوغندا واسرائيل من الدول التي تستضيف قواعد عسكرية لواشنطون. ويتفق الفريق طيار الفاتح عبدون مع سعد في ان انشاء اي قاعدة عسكرية في بلد معين يسبِّب إخلالاً بامن المنطقة عمومًا وذكرا ان قواعد امريكا بإفريقا توجد في يوغندا واثيوبيا.
تفاصيل القواعد الأمريكية : مصدر خاص فضل حجب هويته اطلع «الإنتباهة» على الكثير من خبايا تفاصيل قواعد أمريكا حول العالم موضحًا انها تقدر باكثر من الف وثلاثين «1030» قاعدة وعرف القاعدة العسكرية بانها منطقة تمركز لقوات تؤدي عمليات عسكرية محددة، واضاف ان القاعدة العسكرية تاخذ صفتها بحسب الموقع الذي هي فيه، فهناك قواعد جوية واخرى برية وثالثة بحرية على المسطحات المائية، واشار الى ان بعض قواعد امريكا البحرية من الضخامة بحيث يكون طاقمها البشري مكونًا من خمسة آلاف فرد ما بين ملاحين ومهندسي اتصالات وخبراء عسكريين، وقال ان القواعد تصنف مابين الرئيسية والثانوية، واوضح المصدر ان إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في احدى الدول بالنسبة لامريكا ليست بالشيء السهل فتكاليف الإنشاء تضمن في الموازنة العامة بل وتؤثر عليها عددًا من السنين واضاف أن امريكا في الوقت الراهن ليست في وضع يمكنها من إنشاء قواعد عسكرية جديدة فإنشاء القواعد مكلف جدًا من حيث الاسناد الاداري المتمثل في الوقود والإعاشة والتمويل والمركبات وإمداد الذخائر واستدل بحديث الرئيس الامريكي باراك اوباما مؤخرًا عن عزمه تخفيض القوات الامريكية في افغانستان.. سبب آخر ساقه المصدر لضعف الاتجاه لإنشاء قواعد جديدة هو التطور التقني الكبير الذي يشهده العالم اليوم والذي يسمح بمراقبة العالم لحظة بلحظة بواسطة الاقمار الصناعية فضلاً عن تطور اسلحة الصواريخ مثل توم كروز وتوم هوك الذي تقارب تقانته تقانة الطائرات بدون طيار فلديه طاقة للانطلاق لمسافات بعيدة كما ان الوقود المستخدم فيه مشابه لوقود الطائرات ويشتمل على عقل إلكتروني قادر على تصحيح مساره مضيفًا ان الصاروخ قبل انطلاقه من موقعه يزود عبر برنامج إلكتروني باحداثيات الموقع الذي انطلق منه واحداثيات الموقع المستهدف بواسطة تقنية الجي بي إس، وفي السياق اشار لضربة مصنع الشفا التي تمت بصوريخ توم هوك.. وبخصوص القواعد العسكرية الامريكية في إفريقيا اوضح المصدر ان اعدادها ليست كبيرة باعتبار ان القارة لا توجد بها دول قوية عسكريًا لذا فهي لا تحتاج لعمل عسكري ضخم فيها فضلاً عن ان امريكا تسيطر على القارة عبر حكومات دولها على النقيض من ذلك الدول الكبرى في قارة اوروبا التي توجد بها قواعد امريكية مثل المانيا وكوبا في امريكا اللاتينية، واضاف ان العلم بوجود قاعدة عسكرية ممكن سواء كانت كبيرة او متوسطة او صغيرة ولكن غير المسموح به هو المعلومات الخاصة بطبيعة القوات الموجودة بها او تفاصيل تسليحها.

قواعد أمريكا في العالم العربي للولايات المتحدة الامريكية اكثر من الف وثلاثين «1030» قاعدة عسكرية حول العالم وتتنوع ادوار القواعد مابين القيام المهام العسكرية المباشرة واعمال الدعم اللجوستي والقيام بعمليات حفظ السلام تحت مظلة الامم المتحدة، وفيما يلي القواعد الامريكية الموجودة في الدول العربية ان اكبر عدد للقواعد العسكرية الامريكية بدولة العراق إذ يبلغ عددها خمسًا وسبعين « 75 » قاعدة اشهرها اربع «4» قواعد توجد في منطقة الطليل بالقرب من مطار بغداد وفي مدينة الناصرية بينما توجد الثالثة على الحدود العراقية الاردنية، اما الرابعة فموقعها على حدود العراق مع تركيا واتفق معي محدثي على ان هذه القواعد تمثل الاحتلال الامريكي غير المعلن للعراق وليس الامر بغريب، فالعراق كان محتلاً امريكيًا منذ دخولها للعاصمة بغداد في حربها مع نظام الرئيس صدام حسين على إثر زعمها بوجود اسلحة دمار شامل بالعراق وهو الامر الذي اعترفت واشنطون بخطئه لاحقًا.
وفي الكويت توجد قاعدة الفرقة الامريكية الثالثة مشاة «المجوقلة» اي انها فرقة قوامها المركبات. اما المملكة العربية السعودية فتضم عددًا من مراكز القيادات العسكرية منها قاعدة الامير سلطان التي تحتكم على «5000» خمسة آلاف جندي ومركز قيادة القوات الجوية الامريكية الاقليمة وبها ثمانين طائرة مقاتلة «80» وخمسة آلاف «5000» جندي. اما قطر فبها قاعدة السيليا «جوار فضائية الجزيرة» التي تعتبر مركز قيادة وتضم ستمائة «600» فرد نظامي وهي مركز لقيادة القوات الامريكية المسلحة اضف لذلك قاعدة العديد التي تضم اطول مدرجات طيران على مستوى العالم.

اما الأسطول البحري الخامس لأمريكا فمقره بالمنامة عاصمة دولة البحرين وبسلطنة عمان تستقر قاعدة جوية تضم طائرات قاذفات «اي تي تي ون» وفي الإمارات العربية المتحدة توجد قاعدة جوية تعتبر مستودعات متعددة الأغراض للدعم اللجوستي إضافة لمراكز السفن الحربية الكبيرة. اما مملكة الاردن فتضم اثنتين من القواعد الجوية هما قاعدة الروشن وقاعدة وادي المربع وتحتكم هاتان القاعدتان على طائرات مقاتلة ووحدات بحرية استكشافية كالوحدة 22… اما الجمهورية العربية المصرية فتضم عددًا من القواعد التي يستخدمها الجيش الامريكي للتزود بالوقود والدعم اللجوستي، وتوجد القواعد في منطقتي قنا وراس نباس على البحر الاحمر، ويشير المصدر الى ان الوجود الامريكي في مصر جاء تحت ستار القوات الاممية المتعددة الجنسيات في صحراء سيناء وفي المملكة المغربية الهاشمية توجد عدد من القواعد بالاتفاق مع المملكة وتشتمل تلك القواعد على نقاط اتصال وتطل القواعد على البحر الابيض المتوسط وعلى المحيط الهادي وتشتمل على مراكز تدريب عسكرية وذلك في مناطق ابو كاديلو وسيدي يحيى اما نقطة اتصال منطقة قنيطرة فهي خاصة بالقوات البحرية.

قواعد أمريكا بالسودان: وعن السودان يخبر المصدر ان الرئيس السابق جعفر محمد نميري منح الامريكيين تسهيلات لاقامة ثلاث قواعد في مدينة الفاشر على الحدود مع تشاد، وفي دنقلا على الحدود السودانية المصرية إضافة لقاعدة بحرية في سواكن بالبحر الأحمر ولا تزال اثار المعسكر الامريكي «الكمباوند» قائمة الى اليوم بسواكن، ولكن هذه المشروعات لم تكتمل جراء الاطاحة بحكم نميري في ثورة ابريل 1985..

القواعد بدول القرن الإفريقي وفيما يلي دول القرن الافريقي ومنها جيبوتي فتضم منذ العام 2002 قاعدة ليموني التي تلتها مقدم حاملات الطائرات «مونت لتني» وبها حوالى 1500 فرد والحاملة الأخرى «يو اس اس» ويترواح منسوبوها ما بين « 1900 ــ 2000» فرد. وفي الصومال كانت هناك قاعدتان عسكريتان في ميناء البربير و في مطار مقديشو وعلى إثر سقوط الرئيس سياد بري وسيطرة الإسلاميين على البلاد تم نقل القاعدتين الى جيوبتي ومن ثم صارت الاخيرة مقرًا لـ «قوة العمل المشتركة للقوات الامريكية» في القرن الإفريقي ومهمتها تتمثل في مراقبة المجال الجوي والبري لست دول افريقية هي «السودان واثيوبيا وارتريا وجيبوتي وكينيا واليمن» اما كينيا فبها قاعدة ميناء ممبسة البحري وقاعدة نابلوك.

وعن جزر القمر فهناك قاعدة امريكية قيد الإنشاء هي قاعدة مورون وهي وفقًا للمصدر قاعدة ضخمة جدًا امكاناتها تسمح لها باستقبال جميع انواع السفن الامريكية الحربية فضلاً عن مخازن الأسلحة النووية. وفي دولة ليبريا هناك قاعدة ميناء مينروفيا وللقوات الأمريكية اتفاقية كفلت لها حقوق استخدام المطارات الليبرية خاصة مطار روبرت فيل.

وفي اقصى جنوب القارة حيث دولة جنوب افريقيا لأمريكا الحق بموجب اتفاق مع جنوب افريقيا في دخول جميع الموانى الجنوب افريقية خاصة قاعدة «ريتشارد كي» البحرية وقاعدة ميناء سايمون سترون وثالثة بديربان بينما توجد محطة مراقبة في الكيب تاون فضلاً عن مدرسة خاصة لبحارة الغواصات والسفن. كما توجد قاعدة امريكية في كل من نامبيبا ب «يولفيش تي» و جزر سيشل التي تبعد نحو 1600 كيلو متر من ساحل إفريقيا الشرقي، في الاتجاه الشمالي الشرقي لمدغشقر على المحيط الهندي وفقًا لموقع ويكيبيديا الالكتروني.

صحيفة الإنتباهة
ندى محمد أحمد[/JUSTIFY]