عبد اللطيف البوني

الصين ,, تاني تجي الـ…. ؟


الصين ,, تاني تجي الـ…. ؟
اشتهرت الصين في تعاملها مع دول العالم الثالث أنها لا تتدخل في الشئون الداخلية لا بل ليس لديها أي أجندة غير الأجندة الاقتصادية المتفق عليها بلغة السوق، وليس في قاموسها أشياء مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية البيئة والذي منه، فالصين هي ذات نفسها معرضة لوابل من الانتقادات مما يسمى بالمجموعة الدولية في سياستها الداخلية المتعلقة بتلك الأمور لكن في تقديري أن الصين لا تريد المزج بين السياسة والاقتصاد وتعمل بسياسة بارك الله فيمن من نفع واستنفع، ويدعم قولنا هذا أن الصين لها ايديلوجية سياسية معروفة وهي الايدلوجية الشيوعية الماركسية اللينينة بنسختها الماوية وكان يمكنها أن تسعى لنشرها بحكم أنها قوى عظمى، لكنها تعمل بقاعدة عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير.
تأسيسا على على هذه الركيزة في سياستها الخارجية نجحت الصين في إقامة علاقات اقتصادية متينة مع كثير من دول العالم الثالث ومن ضمنها السودان لا بل للسودان مكانة مقدرة في استثمارات الصين الخارجية ولم تتأثر علاقات السودان مع الصين بتغيير الأنظمه فيه من عبود الذي افترع تلك العلاقة إلى البشير مرورا بالنميري وغيره من الحكومات الحزبية لقد كانت هذة العلاقات وما زالت في تصاعد مستمر ووصلت قمتها في الشراكة النفطية ، لم تقف في طريقها حتى محكمة الجنايات الدولية
بعد انفصال الجنوب كان يمكن أن تمضي العلاقات الصينينة الشمال سودانية عادية وتبدأ الصين مشوارا جديدا مع دولة جنوب السودان ولكن لسوء حظ الصين أو البلدين أن النفط الذي أصبح أهم بند في هذه العلاقة منقسم بين البلدين فالآبار في معظمها في الجنوب بينما التكرير والخط الناقل والموانئ في الشمال، وبالتالي لكي تستمر الصين في جنيها لثمار استثماراتها النفطية لا بد من أن يكون هناك اتفاق بين البلدين وأي خلاف بينهما في هذا الأمر سيكون المتضرر الأكبر فيه الصين، ومن هنا يمكن أن نفهم السبب الأساسي لزيارة السيد يانغ جيه تشي للسودان وسعيه بين الخرطوم وجوبا.
بعيدا عن التصريحات الدبلوماسية الناعمة يمكننا أن نتكهن لا بل نجزم أن الشغلانة كانت فيها (كواريك ومد اصبع) فالنعومة الصينينة الظاهرية لا بد لها من أن تختفي لتحل محلها الخشونة و(ياهو دا السودان يخشن الما بتخشن) لن تعتصم الصين بسياستها القديمة وعدم التدخل في الشئون الداخلية والذي منه، لقد وجدت نفسها ترسم خطا أحمر للدولتين بحل خلافاتهما أو على الأقل الابتعاد بها عن النفط ولسان حال الصين هنا الدجاجة الصغيرة الحمراء (النفط نفطي استخرجته وحدي ورحلته بخطي وصدرته لنفسي) لدولة الجنوب حق الآبار ولدولة الشمال طريق المرور (وما دايرة أي تلاعب تاني في الحتة دي) كروت ضغط الصين على الخرطوم واضحة جدا ، سياسية واقتصادية ودبلوماسية ، كما أنها لا تعدم ما تضغط به على جوبا لا بل يمكن أن تهدد جوبا بالشمال فحكومة الجنوب تسعى جاهدة لعزل الخرطوم وهدم سور الصين الذي تتكئ عليه كما أنها في حاجة لقروش الصين الكاش فأمريكا والغرب يبيعانها الكلام والتدخل في الشئون الداخلية والذي منه . الأمر المؤكد أن السودان بشقيه قد أخرج الصين من طورها القديم وجعلها تتدخل في أخص الخصوصيات وكل الذي نتمناه أن يكون السيد يانغ تجاوز البترول ودخل في كل الحاجات التانية الحامياني.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]