تحقيقات وتقارير

ابوجا والاتحاد الافريقي .. العودة للجذور


[ALIGN=JUSTIFY]تحركات كثيفة تحدث الآن في اطار ايجاد حل سياسي لازمة دارفور من اطراف عديدة ، ووسط هذه الترتيبات يجري تحرك آخر من مجوعات اخرى تمثل الحركات الموقعة على اتفاقية ابوجا ممثلة في السلطة الانتقالية لولايات دارفور لتثبيت اتفاق ابوجا والاسراع في انفاذ بنوده وآلياته المختلفة ليكون اساسا للاتفاق القادم مع الحركات التي لم توقع عليه، وفي اطارهذه الترتيبات ووفقاً لتوصيات ملتقى أهل السودان لحل مشكلة دارفور، أجرى وفد من مجلس السلم والمصالحة بالسلطة الانتقالية لولايات دارفور برئاسة مبارك حامد علي زيارة مهمة الى اديس ابابا مقرالاتحاد الافريقي كأول زيارة رسمية خارجية بتفويض كامل من كبير مساعدي رئيس الجمهورية مني اركو مناوي وموافقة من حكومة الوحدة الوطنية ويضم الوفد ابراهيم احمد عبد الكريم مدير ادارة الاتحاد الافريقي ود. يوسف بخيت ادريس مستشار الامين العام لمفوضية السلم والمصالحات وحسين ابكر صالح مدير ادارة المصالحات.
ووفق مراقبون فأن اطراف ابوجا التي زاد تمسكها بالاتفاقية الآن لن تسمح بحلول تتجاوز الاتفاقية أو الموقعين عليها، واشار ذات المراقبين الى ان التحركات الجارية الآن وعلى رأسها مساعي مناوي للمشاركة في صنع السلام القادم لا تخرج عن هذا الاطار.
ومجلس السلم والمصالحة بالسلطة الانتقالية مكلف بمتابعة اهم بنود الاتفاقية الخاصة بالسلم الاجتماعي والمصالحات وتطبيع العلاقات بين القبائل ورتق النسيج الاجتماعي ونشر ثقافة السلام بين اهل دارفور، التقت قياداته بمفوض الأمن والسلم الافريقي رمضان العمامرة في اديس ابابا الاسبوع الماضي للتباحث والتفاكر في مجالات التنسيق والتعاون المستقبلي وتوحيد الرؤى والجهود فيما يختص بخطوات عملية السلام في دارفور، الى جانب لقاءات اخرى مع عدد من المسؤولين في الاتحاد الافريقي منهم المستشار السياسي للاتحاد السفير نكاها ستانيسلاس وسفير جنوب افريقيا باديس ابابا، وزيارة اللجنة الاقتصادية الافريقية التابعة للامم المتحدة.
مبارك حامد علي رئيس الوفد حرص خلال لقاءات على اهمية المشاركة في اجتماعات الخاصة عن دارفور وايضا المشاركة في الزيارات الميدانية الداخلية في دارفور وفي اللقاءات الخارجية، ودعا للتفاكر حول قيام مؤتمر للمانحين الافارقة من اجل سلام دارفور والمساعدة في تدريب دعاة السلام الى جانب بحث قيام منبر امني لحدود دارفور الغربية وبحث مشكلة النازحين واللاجئين وفقراء المدن خاصة قضايا الامن والتعويضات والاعمار والتنمية والعودة الى الدورة الاقتصادية الريفية، واشراك النازحين في الحوار حول السلام والقضايا التي تهمهم.
وطالب حامد من المسؤولين الافارقة بالتعاون المشترك مع مكونات السلطة الانتقالية خاصة مجلس المصالحات في الاتصال وتكثيف الجهود للتحدث الى الحركات غير الموقعة للمشاركة في مفاوضات الدوحة الى جانب تكملة قوات اليونميد كما هو مقرر، وتفويضها لاداء مهامها الامنية والتعامل بشدة مع مهددات الأمن بالمنطقة، ودعا الاتحاد الافريقي لمساهمة فعالة والمساعدة في قيام عدة مشروعات اعدها المجلس لتثبيت السلام في دارفور منها «24» برنامج مصالحات و «30» مشروعاً تنموياً و «60» مشروعاً آخر لتثبيت السلام مع اختيار منطقتين بشمال وجنوب دارفور لتنفيذ نموذج أمني لتوطين النازحين كمقدمة جاذبة للعودة الطوعية.
وما اشار اليه حامد يعتبر اجمالا دعوة صريحة لمتابعة لصيقة من الاتحاد الافريقي للاهتمام بالاتفاق الذي جاء بوساطته، ولتذكيره بأهمية المحافظة عليه في ظل جهود اخرى قد تمس جوهرالاتفاق وعدم تركه لمتغيرات المرحلة.
المسؤولون الافارقة استفسروا الوفد عن الاوضاع الامنية في المنطقة خاصة بعد اتفاق المصفوفة بين مناوي وعلي عثمان في الفاشر وأكدوا على أهمية التعاون مبدأ خاصة فيما يتعلق بمساعدة النازحين، وأكد العمامرة مفوض الاتحاد الافريقي ان الاتجاه الآن هوالاستفادة القصوى من اتفاق ابوجا مع اضافات جوانب ايجابية اخرى. وقال نسعى الآن لاقناع غير الموقعين ووجه وفد السلطة الانتقالية بشرح اتفاق ابوجا وسط قطاعات دارفور المختلفة واشار الى انهم سيهتمون اكثر بحفظ الامن وزيادة اعداد الشرطة الامنية في المخيمات وعلى الطرق الكبيرة والعمل على محاربة الجريمة، وأكد في ختام حديثه ان الاتحاد الافريقي سيكون قريبا من الجميع ولن يكون في صف المتفرجين.
عموما الاتحاد الافريقي حتى بعد ان ادمجت مهمته في دارفور مع الامم المتحدة الا انه ما زال الجهة الوحيدة والاولى التي يلجأ اليها موقعو ابوجا بعد ان تغيرت اتجاهات المجتمع الدولي في حل الازمة بعيدا وتخطت افريقيا الى المحيط العربي.
أميرة الحبر :الراي العام [/ALIGN]