رأي ومقالات

عبير زين : السُني الضوي .. قامةُ تنحني تواضعاً!


لمْ أعرف بأنّ النجومَ تمشى على سطحِ البسيطةِ إلا حينما إلتقيتهُ، ولم أُدرك بأن الشموخُ يُصاحب البساطة إلا عندما حدثتُه، رجلُ يطاولُ السماءً قامةً ويفوقُ السنابلَ الممُتلةُ خشوعاً، يحملُ قلباً رقيقاً وعقلاً مُنيراً يُضئ كُل مساحات السودان ما بين حلفا ونُملى حتى بعد الأنشطار، لا يبخلُ بالنصيحة ولا يألو جُهداً فى سبيل …تشجيع المواهب الشابة سواءً فى مجال الكلمة أو الصوت أو اللحن، هو مدرسةً قائمة بذاتها تُعلِّمُ قبلَ الفنَ أخلاقاً وتواضعاً.
ليت جيلُ اليومَ يتعلمُ مِنه تلك الخِصال ويكفون عن التمخطرِ بحِفنةٍ من أعمالِ لا تكادُ تجِدُ لها سطراً واحداً في مُجلد تاريخ الفن السوداني، فها هو ذا سجلَ عشرات الصفحات فى تاريخ الأُغنية السودانية لحناً وآداءً ورغم ذلك لم يمشي مُتوكئاً على مجده و لا مُعتمداً على إنجازاته، شخصيةُ تستبطنُ الدفءِ وتستظهرُ من الإبداعِ الكثير بل ويحملُ جيلُ الشبابِ على جناحِ الرأفةِ والرحمة فلا يُقدمُ لهم النقد إلا نُصحاً رقيقاً ولا يستنكرُ عليهم أداء أُغنيات الكِبار ولا يتهمهم بالتقليد، وهذا ما يحدثُ حين يلتقي الجمعان من الإبداع والتواضع.
هو من اكثرُ الشخصيات التى أثارت دهشتى، نبعاً نابضاً بالعطاء يملأنا دهشةً ويحملنا بين طيات الفن الأصيل إلي عوالم الجمال الساحر نعبرُ معه إلي تلك الزوايا الخفيه وما تنوء به من دفق المشاعر الإنسانية وكأننا في رحلة إلي الدواخل لا يستطيع توفيرها من هم أقلّ حِساً و أقلّ تملُكاً لناصية الإبداع من أمثاله.
أدامهُ الله سقفاً عالياً ومَلكاً يهبط في إسرائه المعهود يدنو ليسكب الضوء على كل مساحات الفن، ومتعهُ بالصحة والعافية ومدّ له من سُبل العطاء الذى لا ينفذ.

همسة (محجوب سراج):

أمنتك عواطفي وخُنت الأمانة
حطّمت فى دقيقة أحلامنا ومُنانا
يا ناسي المحنة وياناكر هوانا
رجِع لى أمانتي وشوف لو تاني تلقى
عواطف أو محنة زى عطفي وحناني

همسات – عبير زين


تعليق واحد

  1. يا عبير زين كترة الطله بتمسخ خلق الله بطلى عواره وما تبقى لايوقه تنطى لينا فى اليوم ميه مره خلاص قالوا ليك حلوه صدقتي؟ ولا حلوه ولا شى عاديه جدا