فدوى موسى

أخونك


أخونك
وقفت عند إجابة الفنان الراحل (زيدان إبراهيم) عندما سألة (داؤود مصطفى) عن الخيانة في أغانيه.. اعترف بأنه تعرض لخيانة عاطفية أثرت في شخصيته مما حدا به للغناء «أخونك.. ولا يا خائن» لإبراهيم عوض.. وحقيقة أثرى الفنان زيدان وجداننا بالنغمة التي تستثير الحزن المطبوع فينا ولا أظن أن اختياره للكلمات التي كان يتغنى بها عشوائياً بل، إن ذلك كان يتم بعد أن يفلتر الكلمات من بين الزخم الإبداعي.. فلك الرحمة والغفران عندليبنا الأسمر.. «وفي بعدك يا غالي أضناني الألم»

حتى لا تخوننا:

حتى لا تخوننا وعود المسؤولين بتوفير السلع الأساسية فإننا نأمل في الخبر الذي ملأ الدنيا بأن أسواقاً مركزية ستفتح في اتجاهات العاصمة من المنتج للمستهلك مباشرة، رغم إيماننا أن المباشرة هذه توفر الكثير من التكاليف، لكن يبقى التحدي أن هل هذه الأسواق ستكون كافية لكل عموم مواطني الولاية.. رغم أن هناك توجها لتوفير السلع بمواقع العمل في المؤسسات والشركات، ولكن هل سيكون ذلك كافياً وجامحاً.. للانفراط الذي تمارسه السلع الضرورية في خروجها عن طوق الإمكان.. وهل تذكر حكومتنا الموقرة أن هناك من يتقاضى الثلاثمائة وخمسين جنيهاً فيها كل (عبر) الدنيا.. «أها هل ستخوننا نظرة المسؤولين».

خيانة سياسة:

والخيانة تتبوأ مكانها في دنيا السياسة وتعلي من كونها ركن أصيل في دنياها اليوم، فلا يعقل أن يستقيم أمر السياسة العصرية إلا إذا ما زجتها خيوط الوهن الخائنة أو الألفاظ المخادعة ولا يمكن أن يكون السياسي إلا مراوغاً.. فالسياسية اليوم لا تحتمل المثالية فإرضاء كل الأطراف مطلب الساسة ولو من باب أن يأمنوا شرورهم.. لذا باب التصريح والقول والحديث والخيانة الخطابية مدخل يولج بها إلى عمق السياسة

خيانة الديمقراطية!

من قال إن هناك مبدأ مطلق؟؟ ديمقراطية مطلقة؟؟ حرية؟؟ فهل مبدأ عدم الإطلاق هو خيانة لمبدأ المعنى؟؟ لا اعتقد ذلك فالأصل أن لا شئ مطلق إلا الخالق.. وأنه ضرباً من العشم أن تتصور أن الحياة يمكن أن تكون مثالية كاملة الإطلاق.. ولكن السعي الإنساني جلة يهدف للمقاربة إلى أقصى حدود ممكنة.. وعندما نحاول أن نعمل جاهدين على إحقاق حقوقنا عند الآخرين يتوجب أن نراعي حقوقهم عندنا ونعمل على تحريك مبدأ الديمقراطية المعقولة.. فخيانتها تكمن في بحثنا عنها بكسل واستسلام ويأس.. لابد أن نطرق عليها بجد وبلا خيانة

خيانة عمل:الموظفون يمارسون خيانتهم لبعضهم البعض فكل واحد منهم يقتات من جهد أخيه.. ما عليك إلا أن تخون زميلك أدبياً.. دعه يخطط ويكتب.. اسرق أنت الأفكار والخطط والبرامج ومن ثم انسبها إلى نفسك بكل حقارة.. وفي مواقع أخرى قم بسرقة جهود ذهن الآخر وارميها في البحر لكي ترضى خبثك وعجزك ودناءة نفسك وتشبع مواطن الحيوان فيك.. ولكن قبل كل ذلك انتبه أن هناك عين ترصد وتمهل ولا تهمل.. وأنك بلا شك في لحظة ما تقع في قصاصها العادلة ولا تمنح نفسك حق أنك الأفضل.. فالآخرون هم من يُقيِّمون.

آخرالكلام: لا تجعل دمك مسكوناً بالخبث والحقد على الآخر.. ولا تقترب من موقع جريمتك كثيراً فالكل يعرف أن الحرامي وحده الذي يلف حول الموقع يا خائن..

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]