حوارات ولقاءات

رئيس المجلس الثوري الانتقالى لحركة التحرير : مازلنا حركة مسلحة ولم نتحول إلى حزب سياسى


[JUSTIFY]تفاءل الناس كثيراً في السودان وفي ولايات دارفور عقب انتهاء مؤتمر المانحين، والذي عقد بالدوحة، وكانت نتائجه ومخرجاته مبشّرةً بالكثير من تدفق الأموال لتنمية دارفور وإعادة الاستقرار والتنمية، غير أن تصاعد الصراعات القبلية بدارفور، وعودة الحركات غير الموقعة لشن هجمات هنا وهناك، ورشح معلومات عن تعليق السلطة الانتقالية لمشاركتها في الحكومة لعدة أسباب، جعلنا نحمل أوراقنا ونجلس مع رئيس المجلس الثوري الانتقالي لحركة التحرير والعدالة، الموقّعة على اتفاقية الدوحة ليضع لنا النقاط فوق الحروف، موضحاً لبعض الأحداث بدارفور.. فإلى مضابط الحوار :

حدثنا عن ما جرى أخيراً عن تعليق أعمال مشاركتكم في السلطة الانتقالية وتداعيات هذا الاجراء ؟
فيما يلي موضوع التعليق والمشاركة لحركة التحرير والعدالة في السلطة في المستويات المختلفة أقول إن هنالك شخصاً مخوّلاً بالرد على هذا السؤال في السلطة، ولا نريد أن نتحدث عنه لأننا ندرك أن الاعلام له قيمته، وأحيانا يكون سلبياً عندما لا يأخذ من مصدر موثوق، ولهذا نقول إن هناك قضية جديرة بالنقاش، وحتى لا يكون هنالك لبس أو تضارب في الأقوال نحن حددنا، كما قلت، أن يتحدث في هذه القضية أخونا الناطق الرسمي للحركة ، الوزير بمجلس الوزارء احمد فضل عبدالله، وهو المسؤول، والأفضل أن تتصلوا به ليفيدكم عن مسألة التعليق لمشاركة السلطة، وربما يكون هذا الأمر قد تجاوزه الزمن، ومع ذلك سوف يكون كل شيء واضحاًً عبرالناطق الرسمي

إذا تحولنا إلى نقطة أخرى عن الأوضاع الآن على الأرض في دارفور بعد مؤتمر المانحين، وحالة التفاؤل التي سادت رغم تصاعد الصراعات القبلية ماهو تقييمكم لأدائكم ؟
نحن في حركة التحرير والعدالة من المرحلة الأولى نعمل باستراتيجية واضحة تجاه قضايا دارفور ..ونحن نعتقد اعتقاداً جازماً أن الحل لا يكمن في اقتسام السلطة أو المشاركة أو الثروة، بقدر ما نؤمن بتوفير الأمن والسلام والتنمية للناس على مستوياتهم المختلفة، ومخاطبتهم وهم الشق المهم في عودتهم لديارهم وقراهم ومزارعهم بعد انتفاء الأسباب التي أجبرتهم ليكونوا فى أوضاعهم الحالية، ولذلك نحن في مرحلة التفاوض تّم إشراك أهل المصلحة والمجتمع المدني في العلملية التفاوضية، واستمعنا لآرائهم، ولذلك فوراً تحولنا للداخل.. أقمنا مؤتمر نيالا المشهود، ومؤتمر أبشى للاجئيين، ومؤتمر لأهل دارفور، ومؤتمر لقيادات المجتمع المدني، وغطينا كافة القطاعات، من إدارت أهلية ومثقفين وطلاب وشباب ومرأة،

وأولينا التمنية اهتماماً خاصاً في إطار مؤتمر المانحين، فقصدنا ولايات دارفور الخمس لمناقشة أولوياتهم، وهم اختاروها ورتبوها ..
مقاطعاً ..صحيح إنّ هذا كلّه على مستوى الإجراءات، والناس في درافور ينتظرون تنفيذ هذه الإجراءات حتى تتحول حياتهم إلى استقرار وتنمية وسلام ..

صحيح هذا هو ما نعمل عليه نحن، وهو تنفيذ الاجراءات على أرض الواقع، والإجراء الأول كما قلت إننا نمهد لذلك بالترتيب المنظم حتى لا يكون عملاً عشوائيًا سريعاً ينهار أو ينتهي، وهذا الجهد متقن وهناك آليات له ورقابة من شركاء التنمية، حتى تأتي المخرجات الأخيرة بالتنمية المستدامة والسلام الدائم . دارفور تعرضت لضغط كبير من 2003 حتى الآن، والبنية التحتية انتهت ونحن نعمل لإعادة هذه البنية، ولكن بتخطيط يحتاج إلى صبر الناس، ولاننسى زيارات دكتور التجاني رئيس السلطة التي قام بها إلى الصين وروسيا وعدّة دول في سبيل السعى للبناء والتعمير والتنمية لدارفور، من شركاء التنمية والمانحين ..ونقول لأهلنا أيضا إن التنمية صحيح تأخرت لكننا نستبشر بمستقبل أكثر جودةً واتقاناً وفائدةً لهم ..

إذا تحولنا إلى تأثير الحركات غير الموقعة والحوادث الأخيرة في أم روابة وأبو كرشولا ونقلها لأرض المعركة ..ماذا تقول في ذلك ؟
أي فعل سياسي او عسكري للحركات يكون مسلحاً يؤثر على المواطنين داخل الدولة سلباًً أو إيجابا، ونحن كان لدينا قناعة بأن الحوار هو الطريق لحل القضايا، وأن السلام هو الأنسب، ولهذا كنا ندعو كل حملة السلاح من الحركات المسلحة للجنوح إلى السلم والجلوس للحوار، وهذا لأننا نعرف مصلحة السلام، وأنا دائماً ما أكرر أن التفاوض لعام كامل أحسن من الحرب ليوم واحد …وأن الإشكال الذى حصل لمواطني أم روابة وأبو كرشولا وأيضا لمواطني لبدو ومهاجرية هو ضرر للمواطن أولا وترويع له وتشريد.. مهما يأت ذلك من نتائج على الأرض للحركات المسلحة، لكنهم يتسبّبون في ضرر المواطن ..ولهذا نحن اختلفنا مهعم في طريقة المعالجة، وجلسنا للتفاوض والحوار

مقاطعا… لكن تلك الحركات التي تشن الهجوم الآن هدفها إسقاط النظام لا الحوار ؟
صحيح أن حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور وحركة تحرير السودان مني أركو مناي، هم يتحدثون عن إسقاط النظام وشكلوا الجبهة الثورية مع قطاع الشمال في كاودا… بل أعلنوا أن إسقاط النظام لم يتبق له الكثير، ولكي أعطيك مؤشراً لما يقولون وماهو واقع الآن فهؤلاء جميعاً دعوا لاسقاط النظام منذ خمس سنوات وحتى الآن لم يحدث شىء، بل فى خلال الخمس سنوات تضرر المواطن كثيرًا وتشرد ونزح وقُتل.. إذًا المعادلة لإسقاط النظام لم تنجح ، بل زادت من معاناة مواطن دارفور ..ولهذا نحن نقول من حق أي شخص أن يطالب بإسقاط النظام أو تغييره ولكن بالوسائل السلمية والحوار وليس بالحرب، والتي لم تفد بل أضرت كثيراً بالمواطن ودارفور وعطلت التنمية .ودعوتنا نكررها من وقت لآخر، ولدينا لجنة اتصال بالحركات غير الموقعة وهي التي تكونت عقب مؤتمر المانحين والان هي تعمل في هذا الاتجاه …

حدثنا عن هذه اللجنة وأين وصلت الآن في حوارتها مع الحركات غير الموقعة ؟
هذه اللجنة تعمل منذ إنشائها واتصلت بكافة الحركات غيرالموقّعة وطرحت عليها الأفكار للحوار والنقاش للوصول إلى اتفاق يرضى الجميع ..ووصلت حتى الدول المحيطة بالسودان وأوربا وكل شركاء السلام، ومازالت تعمل في اعداد ذلك وتعمل أيضا لتوحيد منبر التفاوض، لأننا في قضية درافور واجهنا مشكلة تعدّد المنابر مما أسهم في تشتيت الجهد كثيراً وأضاع الوقت علينا منذ 2004م ابتداءً من القاهرة وطرابلس وانجمينا وأبوجا وانتهاءاً بالدوحة ..

مقاطعاً …ماذا عن مبادرة القائم بالأعمال الأميريكي ودعوته باستضافة الحركات المسلّحة غير الموقعة؟ ..هل تصب في مصلحة عمل هذه اللجنة .؟
هذا ما أتحدث عنه.. عن كثرة المنابر والمبادرات وتشتيت الأمور. مبادرة القائم بالأعمال الأميركية بالخرطوم عن استضافة الحركات المسلحة للدخول في التفاوض أعتقد أن هذا يتنافى مع الوثيقة التي وقعناها في الدوحة لأن الوثيقة التي وقعناها كانت في منبر الدوحة، ونحن تواثقنا عليه وبحضور المجتمع الدولي، والوثيقة أيضا كانت مفتوحةً لكلّ الناس ، ولهذا تحويل كل هذا إلى منبر آخر يعقد كلّ الامور من جديد ..

لماذا هنالك نقاط خلاف بين الذين وقّعوا للسلام وبين الذين لم يوقّعوا في كل الحركات التي حملت السلاح بدارفور، رغم أنها ذات الأسباب التي دفعت الحركات لحمل السلاح ؟
الفكرة لتوقيع الاتفاقيات القرار بالدرجة الاولى يتم اتخاذه من القيادات السياسية وكذلك القيادات العسكرية الميدانية، وهم يتخذون قراراهم في الوقت المناسب وأنا أعتقد أن القرارات يجب أن تكون استراتيجية في قيمتها للوصول إلى حلول، وليس تكتيكية للوصول إلى اهداف، لأن الضحية في تأخيرالاتفاق هو المواطن الذي ينتظر الاستقرار ..لذلك عندما تكون هنالك مناورات ومبادرات ولجان اتصال للحوار أعتقد أن الأشخاص الموجودين على الأرض هم الذين يتفهمون الأوضاع ويتحدثون مع قياداتهم السياسية الموجودين في الدول المحيطة وأوروبا، وهنا يحصل الخلاف مابين القائد السياسي الموجود في الخارج ورؤيته، ومابين القائد العسكري الميداني الموجود في أرض الواقع ويعرف تفاصيل التفاصيل لمعاناة المواطنين وحجم الضغط السياسي والعسكري الذي يواجهونه، ولذلك هم يدعون القيادات السياسية أن تستجيب لهم وعندما ترفض القيادات السياسية يأخذون زاوية مختلفة ..

إذا رجعنا إلى تحالف الجبهة الثورية وقطاع الشمال ألا ترى أن هذا التحالف يضر بقضية دارفور في مسألة التصعيد للحرب؟
أنا أتفق معكم مائة في المائة خاصةً وأن الحركات الموجودة في دارفور بحسب المطالب الأساسية التي قامت من أجلها سواء كانت الحركة الأولى لحركة تحرير السودان أو حركةالعدل والمساواة أو الحركات التي انبثقت منها والتي كانت قضيتها إنسان دارفور وتهميش دارفور، ولكن ما حدث من تحالف مع كيانات مختلفة رغم أنهم كلهم سودانيون ولهم قضايا مطلبية لكن هذا في تقديرى أضرّ بدارفور لأنه وسّع القضية ومدّ في زمنها وجغرافيتها، وهنالك مضار ..

ولذلك أقول إن عملية الائتلاف التي حدثت بين الحركات المسلحة مثل العدل والمساواة وتحرير السودان هو إحياء لها، بعد أن ضاقت عليهم المنابر بعد التغييرات التي حدثت في ليبيا وتشاد، وحتى آخر المنابر في دولة جنوب السودان، وهذا المنبر يستفيد منه السياسيون، ولكن على مستوى المواطن فهو يتضرر أكثر

أنتم الآن حركة ولم تتحوّلوا إلى حزب بعد وتشاركون فى السلطة ..متى تستقيم الأمور؟ وهل أنتم مستعدون للإنتخابات القادمة؟ وماهي علاقتكم مع الاحزاب السودانية ؟
صحيح نحن وقعنا اتفاقية ومشاركون الآن في السلطة الانتقالية والحكومة، ومازلنا حركة مسلحة ولم نتحول إلى حزب سياسى لأن الترتيبات الأمنية لم تتم بعد بحسب الإتفاق، وهي القاصمة لنا حتى الآن، وهنا أقول لابد من الإسراع في مسألة الانتهاء من الترتيبات الأمنية بيننا والحكومة ..وأعتقد أن إنجازها يسهّل الكثير من الأمور خاصةً وأنها تسببب في ما مضى من خروج حركة مني أركوى مناوي بعد توقيع اتفاقه.. هذه واحدة الأمر الثاني هو أننا عندما أتينا كوفد للمقدمة بعد التوقيع التقينا بكل رؤساء الأحزاب السودانية، وكذلك الحركات الموقعة للسلام من الداخل، وكذلك البرلمانيين، ومنذ ذلك الوقت رسالتنا واحدة.. وكل هذه الفترة كانت رسالتنا أن لا مشكلة مع أي حزب سياسي بما فيهم المؤتمر الوطني ..أو الشيوعي أوحزب الأمة أو الاتحادي، مادام العمل للسودان وللمواطن ..

ونحن لدينا تنوع في حركتنا من كل ولايات دارفور، ولدينا قواعد في الخرطوم وولايات السودان أيضا، ولذلك تنظيمنا تنظيم قومي، وإذا تم تحويلنا إلى حزب أقول نحن مستعدون للانتخابات، وهذا الأمر يرجع إلى رئاسة الحركة وتقديراتها فى حينها ..!!

صحيفة آخر لحظة
عيسى جديد
[/JUSTIFY]