هنادي محمد عبد المجيد

السخاء والفضل‏


السخاء والفضل‏
قال الماوردي رحمه الله:”حد السخاء بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة ،وأن يوصل إلى مستحقه بقدر الطاقة ،” والمتصف بالسخاء محمود في الدنيا والآخرة، والسخاء نوعان : أشرفهما السخاء عما بيد الغير ، والثاني: السخاء ببذل مافي اليد ،وهو طريق من طرق النبيين وأسلافنا الصالحين ،ودليل الزهد في الدنيا وإيثار الآخرة ،قال الله تعالى:[ ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ] وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال:” سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ،ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال:{ياحكيم ،إن هذا المال خضرة حلوة ،فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ،ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ،كالذي يأكل ولا يشبع ،اليد العليا خير من اليد السفلى} ،قال حكيم: فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحد بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا” -أرزأ بمعنى اطلب أو أسأل-،،قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:” السخاء: ما كان منه ابتداءا ،فأما ماكان عن مسألة فحياء وتكرم” وقال:”إذا أقبلت عليك الدنيا فأنفق منها فإنها لا تفنى ،وإذا ادبرت عنك فأنفق منها فإنها لا تبقى” ،، وقال ابن عباس رضي الله عنهما:” سادات الناس في الدنيا الأسخياء ،وفي الآخرة الأتقياء” ،،وقال ابن القيم رحمه الله:” إذا كان السخاء محمودا فمن وقف على حده سمي كريما وكان للحمد مستوجبا ومن قصر عنه كان بخيلا وكان للذم مستوجبا” ،،كان هذا في وصف معنى السخاء ،،لنر ما الفضل الذي ذكرنا به الله في قوله تعالى:[ ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير] قال الراغب:الفضل :هو كل عطية لا تلزم من يعطي ،من هذا التعريف ندرك أن الفضل الأكبر هو لله عزوجل ،ومن تحلى بذلك فإنه يؤهل نفسه لقبول الفيض الإلاهي ،والمدد الرباني ،ومن حاز الفضل في الدنيا أعطاه الله من فضله في الدنيا والآخرة ،وهو مجال للتنافس الخير الذي لا إفراط فيه ولا تفريط فيه ،والفاضل يسلم من شين النقص ،ويستعد بمرتبة الكمال ،فيدفعه فضله إلى أن يكون من ذوي الهمم العالية ،وإلى الإيثار والكرم والزهد في المال ،وحسن التصرف فيه ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:{ لن يدخل أحدا عمله الجنة، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟قال: لا ولا أنا ،إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة ،فسددوا وقاربوا، ولا يتمنين أحدكم الموت، إما محسنا ،فلعله أن يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب} وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {يا ابن آدم ،إنك إن تبذل الفضل خير لك ،وإن تمسكه شر لك ،ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول ،واليد العليا خير من اليد السفلى } صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،اللهم اجعلنا من الأسخياء الأوفياء أصحاب الفضل ولا تجعلنا من أصحاب اليد السفلى ،اللهم آمين .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]