منوعات

بيان حول فرية الزواج من السوريات – فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.
فمن الكذب المبين الذي راج على كثيرين في الآونة الأخيرة، ما نشره بعض الأفاكين من أن هناك بعضاً من الأخوات السوريات قد أوين إلى المسجد الذي يؤم المصلين فيه كاتب هذه السطور، وأنه يقوم بعقد نكاحهن على من يرغب في ذلك من أهل هذه البلاد بشروط معينة زعموا!! وقد نشر بعضهم ذلك على شبكة المعلومات وحدد رقماً بعينه فزعم أنهن مائة وستون فتاة، وزعم آخر أنهن ثلاثون فتاة وهكذا حال أهل الإفك {إنكم لفي قول مختلف . قتل الخراصون}.
وقد ظننت بادي الرأي أن هذه الفرية قد اخترعها بعض الكذابين عفواً أو مزحاً؛ إلا أنه بدا لي أن هذا العمل المضلَّل إنما هو منظم قد تفرغ له بعض أهل السوء يجمعونه ويفرقونه، ويغذونه وينمونه، وقد أرادوا بذلك أمرين كلاهما منكر وزور، الأول الفتُّ في عضد إخواننا المجاهدين في الشام حين يُنشر هذا الكلام الساقط عن أخواتهم وبناتهم اللائي أخرجن من ديارهن فراراً من الطاغوت النصيري البعثي الغشوم الظلوم الذي لا يرجو لله وقارا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والثاني تشويه سمعة الدعاة إلى الله تعالى بنسبة هذا الهراء إليهم؛ خاصة وأنه قد تكرر ذلك في بلاد أخرى حين نسبوا إلى بعض فضلاء الدعاة فتوى مفتراة بأنه يجيز ما سموه زورا – جهاد المناكحة!! {قاتلهم الله أنى يؤفكون}
وإني في هذا المقام أذكر هؤلاء المفترين بجملة أمور:
أولها: أن المؤمن يطبع على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب، وقد قال سبحانه {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} وبقوله صلى الله عليه وسلم “وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً} ولا أشك في أن ناشر هذا الكلام على شبكة المعلومات يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان حال بعض المعذبين في قبورهم “هذا الرجل يخرج من بيته يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق” ألا لعنة الله على الكاذبين.
ثانيها: أن في هذا الكلام إيذاء لإخواننا أهل الشام، حين يستبيح بعض الناس أن يروج عن نسائهم مثل هذا الزور والكذب المبين، وقد قال سبحانه {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا}
ثالثها: أننا نرجو وندعو الله تعالى أن يأتي اليوم الذي يعود فيه حرائر الشام إلى دورهن وبلادهن آمنات مطمئنات وادعات، بعد أن يقمع الله الظالم ويأخذه أخذ عزيز مقتدر هو وأعوانه وشيعته ومن ناصروه من أهل الريبة والنفاق والشقاق {ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا}
رابعاً: أن الواجب على كل مسلم أن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكرهه لنفسه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ} فيا من تروج هذه الشائعة ويا من تتسلى بذكرها سل نفسك: هل ترضى أن يقال مثل هذا الكلام الساقط عن بنات أهلك وعشيرتك؟ أم ترضى أن يقال عن أخواتك وبناتك؟ كن صادقاً مع نفسك وما لا ترضاه لها لا ترضه للناس.
خامساً: كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع، وبئس مطية القوم زعموا، وما ينبغي للعاقل الذي يرجو النجاة عند ربه أن يذيع خبراً أو ينشر أمراً إلا بعد أن يعلم مصدره ومورده، وقد أدب الله ناساً فقال لهم {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} والله الموفق والمستعان.
وصلى الله وسلم وبارك على خير الأنام، وعلى آله وصحبه أولي النهى والأحلام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخرطوم في السادس والعشرين من رجب 1434
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم


تعليق واحد

  1. اختلف معاك اخى عبدالحى جزاك الله خير حين تسمى الارهابيين والضلالين بالمجاهدين الذى خربو ديارهم بايديهم قاتلهم الله انا يؤفكون اللهم انصر بشار نصر عزيز مقتدر وسيعلم اللذين ظلمو اى منقلب ينقلبون والله من وراء القصد

  2. حتى لو صح هذا الكلام أنا كسودانى وراجل ود رجال مستحيل أتزوج بالطريقة دى لأنو دا بيكون إستغلال دنيئ لظروف قاهرة يمر بها اخوانا واخواتنا الشوام وفعلاً مافى راجل برضى الكلام دا يتعمل فى أخواتو إلا يكون زول باطل ساى .. وأى واحد بيعمل كدا سواء هنا أو فى أى بلد آخر يبقى مافى فرق بينو وبين الذئاب والضباع .. والحمد لله شيخ عبدالحى وضح اللبس فى هذا الخبر .. ونسأل الله ان يلطف بأهلنا فى الشام والذين نحبهم كثيراً ونسأله أن ينصرهم على الأسد وجيشه.

  3. سلام عليكم
    كل صدوق وشريف لا بد أن تصيبه بعض من السهام المسمومة وفي الحديث: (يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ)… وما أفكهم هذا إلا ردا عليهم وفضحا لهم…

  4. والله يا اخي عبدالحي يوسف احرجنا وبصراحة طلعت من النص اخي العزيز
    اولا سوريا مافيها جهاد ولا يحزنون والذين يقاتلون في سوريا بكل جرؤة اقل لك انهم ليس مجاهدين بل ضلاليين قرر بهم وبامثالك ايها الشيخ
    ارجو منك ان تعتذر لانك تحدثت باسم السودانييين.

    اين انت من الذي يحصل في السودان ؟؟؟؟

    فراراً من الطاغوت النصيري البعثي الغشوم الظلوم الذي لا يرجو لله وقارا،

  5. علماء اّخر الزمان نسأل الله السلامة , تارة يحرمون الخروج على الحاكم ولو كان ظالما ,,, وتارة يصفون الخارج عليه بالمجاهد,,,وهناك نسمع شيخ منهم يدعو لنصرة السنة واّخر يعين على قتل المسلم ,,,ولا نسمع منهم قولا أو فعلا عمليا لنصرة المسجد الأقصى ..غدا لا تنفعكم السعودية ولا ايران ….