طه كجوك

فُول الحاجّات ومُثلث برمودا


فُول الحاجّات ومُثلث برمودا
ما إن ذُكرت الغرائِب والألغاز حتى ذُكر(مثلث برمودا) الذي ابتلع بداخِله كَماً هائلاً من الغواصات والسُفن في ظُروف غامِضة، وقد عجزت النساء أن يَلدن من يفُك طلاسِمه ليبقى المُثلث يرضخ تحت الغُموض حتى الآن.. هذا مُثلث برمودا! ولكِن ما هو سرّ إختفاء فُول الحاجَّات!! وجدت أحد أصدقائي يعِيش صورة ضبابِيّه وقد وضع مُجمل أصابِعه على خدّيه إمارةٌ للدهشة، سألته عن أمره فقال لي: تسللت ذاكِرتي دُون استئذان وغاصت في لُجج الماضِي وليالي الشمال فانحنى صدري حياءً لتِلك الأيام، حيث تذكرت أيام الدراسة والبوش (الفته) وفول الحاجات، وأضاف إن فول الحاجات هو الوكِيل الحصري للنُعاس لتكُون الحصة الثالثة والرابعة نوم العوافي. واصل قائلا: تاقت نفسي إلى فُول الحاجات، فتدرجت إلى البقاله واقتنيت عُبوة (فول سوداني) فوجدته صريعاً داخل المُغلفات الحديثة وقد كُتب على ظاهِرها بلد المنشأ وتاريخ الصلاحية والسُعرات الحراريّة.. الخ. فانتابني شيء من اليأس عندما قارنت العبوة الحديثة بالتي كانت على طبق الزّعف لدَي بائعات التسالي. جلستُ أتناوله حبه حبه، وذاكرة الأيام تتملك خاطري وتتجول عبر الخيال بين الأطلال. تركت ما تبقى من العبوة بالموقع على أمل المواصلة في الصباح الباكر. عدت في اليوم الثاني وتلفتُ يُمنة ويُسرى فلم أجد باقِي العُبوة، لم أهتم بما حدث فذهبتُ واشتريت عُبوة أخرى ولكنى ذُهلت عندما تكرر نفس المشهد في اليوم التالي! سكت صاحبنا قليلاً وهو يضع سبابته في فمه والندى يعتلِى جبينه ثم واصل قائلاً: تعمدت في اليوم الثالث أن أترك ما تبقى من العُبوة ولكِن هذِه المرة تركتُ مفتاح الباب بحوزتِي فتكرر نفس المشهد بإختفاء باقي العبوة التي بها فول الحاجات، رفع رأسه موجهاً سُؤاله إليّ (هل يا تُرى أن يكُون الجِن له يد في ذلك؟ وإذا كان لا طيب فول الحاجّات ده قَطَس وّينْ؟) حاولت أن أتدارك الموقف رغم اندهاشي أنا الآخر واخترعت له بأن نأتي بعبوة فول الحاجات الموقرة ونربِطُها بخيط متيّن وننظر في اليوم التالي علّنا نحدُ من سُيول الافتراضات، وفعلاً تم تنفيذ الخُطة بإحكام، وعند منتصف الليل أخذني شيء من (الشمار الحميد) وتسللنا بكل سريه وفتحنا باب الموقع فإذا جمع غفير من الفئران منزُوعة الحياء تنهالُ على عُبوة (فول الحاجات) فقد كانت في الأول تأخذ العبوة برمتها إلى أوكارها لتستكين في تناولها كما كان يستكين صاحبنا أما هذه المرة فقد عجِزت عن حملها لأن العُبوة مربُوطة.. أخي الكريم أسعِد نفسك ولا ترتكِز إلى شماعة الجن والافتراضات الغير منطقية إذا كنت تشتكى من ظاهرة إختفاء الأشياء فربما كان الأمر يحتاج إلى تركيز وتقصِّى فمن المُحتمل أن تجد الحل بين يديك.

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. [SIZE=5][FONT=Comic Sans MS]ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ابدااااااااااااع وسرد جميل ياريت لو كانت بالتفصيل اكثر لتكون في حلقتين اقله[/FONT][/SIZE]