رأي ومقالات

من سيخطف السفير البريطاني ؟!!


[JUSTIFY]ورد في صحيفة «المشهد الآن» الصادرة أمس السبت بالعدد «352» خبر عن السفارة البريطانية.. يقول إن السفارة البريطانية حذرت رعاياها من احتمال تعرضهم بصفة خاصة ــ أي الأنجليز ــ والغربيون عموماً لعمليات اختطاف في الخرطوم …. والقسم القنصلي بوزارة الخارجية البريطانية أمس الأول حذَّر في بيان صادر له الرعايا البريطانيين من السفر براً من السودان إلى تشاد أو جنوب السودان أو اريتريا أو إثيوبيا… ثم إن بيان الخارجية البريطانية قدم النصح للرعايا البريطانيين بأخذ الحيطة والحذر خلال تحركاتهم ليلاً خاصة في الخرطوم لأن الإرهابيين يخططون لاختطاف غربيين في السودان… «انتهى الخبر».

ولا بد أولاً أن نذكر السيد السفير البريطاني ومعه بالطبع رئيسه «السفير الأمريكي» لأن أمريكا هي رئيسة بريطانيا والآمرة والناهية في سياستها الخارجية، وبريطانيا في اعتقادنا المتواضع ما هي إلا تابع ومقطورة تجرها الآلة الأمريكية.. نذكر سعادة السفير بأن المدينة الوحيدة التي يستطيع أن يتجول فيها سيادته بدون خوف هي الخرطوم… والمدينة الوحيدة التي يستطيع أن «يبرطع» ويجري ويمارس الرياضة على ضفاف أنهارها هي الخرطوم…. ولعل السيد السفير البريطاني يستطيع أن يسأل رئيسه وكفيله المستر استافورد عن عدد الساعات التي يقضيها جارياً في ممارسة الرياضة في بواكير الصباح أو مساء مع أو بعد غروب الشمس… وستكون إجابة «رئيسه» استافورد أنه تعود أن يمارس الرياضة صباحاً ومساء طيلة وجوده في البلاد وتمارسها معه مجموعة كبيرة من منسوبي الجاليات الأوروبية ودبلوماسييها… ولم يحدث أن «طعنتهم الشوكة».. وسيقول له استافورد إنه قد زار بيوت الكثير من السودانيين من دبلوماسيين ورجال أعمال وشخصيات اجتماعية «وحتى أولاد بلد ساكت».. وأكل معهم طعامهم الشعبي ولم يتم احتجازه في أية دار ولم يخطفه أحد حتى وهو يخرج برجليه من بيوتهم في الثانية بعد منتصف الليل… ولم يصبه أى «إسهال» أو «وجع بطن» بسبب التسمم.. وسيقول له «عمُّه» إستافورد الأمريكي إنه قد زار معظم شيوخ الطرق الصوفية وأضرحتها .. و «ضبحوا له» .. وحلفوا عليه بالطلاق أن «يكرِّم» يعني يأكل المرارة.. وإنه في مرات كان يحاولها ويتذوق اللحم «النِّيْ» ويشرب «الآبري» في رمضان و«الشربوت» بتاع العيد الكبير وهو شيء أقرب إلى «نبيذ التمر».. ولم يصب بالحرقان على الرغم من أنه تذوق الشطة القبانيت بزيت السمسم والدكوة والليمون. ولم تصبه الحساسية الجلدية وهو يلبس الملافح الخضراء أو الجلاليب المرقوعة ويدرع السبحة حول رقبته.

والسفارة الأمريكية وكل سفارات الدنيا بالخرطوم تعلم تمام العلم أن أكثر عواصم بلاد الله أمناً هي الخرطوم.. لأن تعاملها بالذات مع الأجانب والدبلوماسيين بصفة خاصة يحفه الكثير من الاحترام والود والرعاية والكرم والاهتمام.. ولعلهم قد جربوا و«رأينا معهم» كيف أن العواصم الإفريقية القريبة منا لا يستطيعون فيها أن يخرجوا من غرف فنادقها أكثر من خمسة أمتار خارج باب الفندق الرئيس .. وأنهم لا يستطيعون التجول في أي شارع من شوارع كمبالا أو نيروبي أو لاغوس بعد السادسة مساءً.. وربما أنهم يدركون تماماً عاقبة التجول أو حتى المرور على الشارع الرئيس من المطار برفقة التاكسي…

ولماذا نذهب بالسفير البريطاني والسفير الأمريكي بعيداً فكم من دبلوماسي تم اختطافه في مدينة نيويورك وواشنطون؟ وكم من رجل أعمال تم اختطافه وحتى قتله في «لاس فيقاس» وفي مدينة «لوس انجلوس»؟.. وحتى أمس القريب أوقف الأمريكان رئيس دولة على طائرته الخاصة وهم يبحثون عن جاسوس أمريكي مختبئ في مطار روسي. على أننا طبعا لا نستبعد أن البيان الصادر عن الخارجية البريطانية او من السفير الانجليزي بالخرطوم ما هو إلا «تناغم» و«اتفاق» وعمل «مشترك» كان قد تم إعداده سابقاً مع الجبهة الثورية المتمردة ومع الأحزاب «الما وطنية» الموقعة على ميثاق كمبالا.. وربما تقوم السفارة ووزارتها الآن بتنفيذ دورها على الرغم من أن برنامج «تسخين الخرطوم» خلال مائة يوم قد تم إجهاضه بنسبة 90% وبقيت فقط العشرة في المائة التي تقوم بها السفارات الداعمة للتخريب في السودان وفي بلاد الإسلام والعروبة.

فيا سيدي سفير بريطانيا.. ليس هناك من سيخطف البريطانيين في الخرطوم، ولكن هناك مؤامرة تشارك فيها بعض الدوائر الغربية وبلادكم واحدة منها، وستجد أن عملاءها في د اخل البلاد عموماً وفي الخرطوم بالذات قد تم إخماد نيرانهم التي ظل يوقدها السفيران الأمريكي والبريطاني بزياراتهما المتكررة للطوائف والشخصيات المؤثرة في الشهور الماضية.. ولهذا ننصح السفير البريطاني بأن يتحاوم «زي ما عايز» وأن يزور أصدقاءه في «نمرة إتنين» وقاردن سيتي وجنوب الخرطوم وحتى «ستات الشاي» اللائي تعود أن يجلس معهن، والشاطئ الشرقي الذي تعود أن ينطلق فيه «بالملابس الداخلية» والمطاعم التي يتناول فيها وجبات السمك المفضلة لديه.

أما السفر إلى تشاد وإريتريا والجنوب فنحن «أهل البلد» لا نسافر برَّاً إلى تشاد نظراً للأسباب الأمنية المعروفة التي لا تحتاج إلى «درس عصر»، وأما السفر إلى الجنوب فهو شيء لا نقوم به أصلاً حتى لو «بالطيارة»، حيث لا يوجد ما نفعله في دولة فاشلة اقتصادياً وغير مستقرة أمنياً وغير جاذبة سياحياً، ولا نعرف كيف نتحدث بلغة أهلها المكونة من مائة وعشرين لغة…. وعليه يتضح أن بيان السفير والسفارة البريطانية ما هو إلا تهويل وتهويش وأداء لدور مرسوم يتزامن مع برنامج مساعدة ناس الجبهة الثورية والأحزاب الما وطنية لتسخين الخرطوم في برنامج المائة يوم الذي انقضت منه حتى الآن سبعة وثلاثين يوماً .. وعلماً بأن رمضان «بعد بكرة».. وقد لا يعرف السفير أن رمضان شهر عبادة وتقل فيه الأنشطة، وهذا ما نسي أن يقوله للأحزاب الما وطنية عندما وضع لهم مشروع تسخين الخرطوم في مائة يوم.. ولأن ناس الأحزاب الما وطنية «غبيانين» وناس الجبهة الثورية لا يصومون.. والسفير البريطاني لا يصوم، فقد نسى أن ينقل البرنامج خارج فترة رمضان، واهتم فقط بفترة الخريف التي تبدأ في 15/6 وتنتهى في 15/9.. يعني الجماعة كانوا يبرمجون بالتاريخ الميلادي بينما نسوا أن يبرمجوا بالتاريخ الهجري وفيه شهر اسمه رمضان.. وفي رمضان سيكون ناس الدفاع الشعبي صاحين «الليل كله» ابتداءً من ليلة أمس، حيث تم الجمع الكامل لبرنامج تأمين الخرطوم.. أها حتعملوا شنو تاني يا ناس الجبهة الثورية في موضوع تسخين الخرطوم ؟!

صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر
[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. هذا التحذير له علاقة وطيدة جدا بمحاولة اغتيال علي كوشيب . يعني الامر بعلمهم وتحسبا لردة الفعل حذر رعاياهم …. ويجب فورا طرد هذا السفيه السفير ويجب استدعائه من قبل الخارجية ويمسحو بيه الارض ومحل رهيفة تنقد