رأي ومقالات

امرأة تجزع لموت ابنها ثم تتوب الى ربها


يحكي المؤلف محمد عبد الظاهر خليفة في كتابة الحياة البرزخية من الموت الى البعث قصه حيث يقول كانت في بلدتي ( الشيخ عيسى ) منذ خمسين سنة امرأة تسمى فاطمة بنت رشوان ليس لها في دنياها إلا ابن وحيد يدعى محمدا وكان يقرأ معى في كتاب القرية هو قرة عينها وثمرة فؤادها وفلذة كبدها وأملها المرجى .
لكن الموت اختطفه من بين احضانها بعد ما استوفى اجله وانقضى عمره وهو في اوائل العقد الثاني من حياته فصارت تلك الام تصرخ بأعلى صوتها باكية جزعة تندب وتنوح وتلطم خديها وتشق ثيابها وتدعو بدعوى الجاهلية وأخذت تسب خالقها بأقذع الشتائم وترمي السماء بالحجارة اعتقادا منها انها بعملها هذا تأخذ بثأرها من ربها وخالقها والمنعم عليها والذي له ما اخذ وله ما أعطى .. وكل شيء عنده بقدر .. ولكنها تابت بعد ذلك الى ربها توبة نصوحا وأنابت الى مولاها حسن الانابة وعرفته حق المعرفة فصلت وصامت وقنتت وخشعت وصدقت في قولها وأخلصت لله في عملها وصارت تغسل الموتى من المسلمات بدون اجر ابتغاء وجه الله وطلبا لرضاه وثوابه وتحسينا لعلاقتها بربها .
فشاهدت بعيني راسي وجهها مشرقا وضاء بعد توبتها والرجوع الى منشئها عليه علامة التوبة الصادقة وسمة الصلاح والتقوى وعاشت على ذلك بضع سنين حتى وافاها الاجل المحتوم وفاضت روحها الى ربا فتحدث الناس عنها حديثا طيبا واثنوا عليها ثناء جميلا وترحموا عليها ودعوا لها بالخير
طيب الله ثراها ورحمها رحمه واسعة واسكنها فسيح جناته ودار رضوانه .
سؤال : هل مازلت ترفض فكرة الموت بحجه انك صغير ؟ اعلم ان الحياة والموت بيد الله وان الاخذ والمعطي هو الله .
اللهم احسن خاتمتنا ورمضان كريم .

إعداد : بلسم فريد أبو الفتوح
من كتاب الحياة البرزخية من الموت إلى البعث.
(للمؤلف محمد عبد الظاهر خليفة )