رأي ومقالات

الهندي عزالدين : الحكومة (معمول ليها عمل)!!


[JUSTIFY]{ علاقات السودان (الخارجية) غير متطورة، وغير مثمرة قمحاً، وسلاحاً، ودولاراً، واتفاقيات دفاع مشترك وتحالفات إستراتيجيات، كتحالف “سوريا” مع “روسيا”، و”الصين” أو “إسرائيل” مع “أمريكا”، والسبب في رأيي ليس كما يظن الزميل “عثمان ميرغني” بأن سوء (سياسة الداخل) ينعكس سلباً على (الخارج)، فقد ضرب المهندس”عثمان” في زاويته أمس مثلاً بعلاقة دول الخليج، وعلى رأسها “السعودية”، بالسودان، وبالرئيس المصري المعزول بانقلاب عسكري “محمد مرسي”، وكيف أن المملكة وعدت بخمسة مليارات دولار دعماً للحكومة (الانقلابية) في “مصر”، رغم أن “مرسي” زار السعودية في أول رحلة خارجية له. وذهب الزميل “عثمان” إلى أن دول الخليج لا تستبطن ارتياحاً تجاه حكومة السودان وإن بادلتها وداً (ظاهرياً).
{ قد يكون ذلك صحيحاً.. ولكن السبب مختلف تماماً، فالسعودية والإمارات والكويت وبقية دول الخليج، تتحرك في سياساتها الخارجية (الثابتة) ضد محورين، الأول: مواجهة ومحاربة التمدد (الشيعي) في المنطقتين العربية والأفريقية، دون هوادة. المحور الثاني محاولة (تحجيم) انطلاقة حركات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها جماعة (الإخوان المسلمين).

{ (الخليجيون) يؤمنون بأن (الإخوان)، سواء أكانوا في “مصر” أو “السودان” أو “تونس” أو “الأردن” أو “اليمن”، أو غيرها من البلدان، يخططون – بنفس طويل – لإحداث تغييرات جذرية في أنظمة الحكم بدول الخليج العربي، ولهذا تمت محاكمة عاجلة لما يسمى بخلية (الإخوان) في الامارات مؤخراً.
{ (الخليجيون) – الحكام – يكرهون (الشيعة) ولا يطمئنون لـ (الإخوان)!! والسبب أنّ كلا التيارين يمثل خطراً داهماً على استقرار دولهم ورفاهية شعوبهم الموالية، بحب وولاء، لأنظمة الحكم (الملكية) و(الأميرية) و(المشيخية).
{ إذن فإن عدم الاطمئنان الكامل من هذه الدول تجاه نظام الحكم في السودان، ينطلق بالأساس من هذه (النظرية)، ولا علاقة له مطلقاً بأي سياسات داخلية.
{ علاقة السودان بجمهورية (الشيعة) في “إيران” تندرج تحت المحور الأول الآنف ذكره، وقد كان الرئيس المصري “مرسي” أذكى من (جماعتنا) في “الخرطوم” عندما حاول إرسال عدة رسائل ساخنة ضد “إيران”، خلال كلمته في مؤتمر دول التعاون الإسلامي الذي انعقد في “طهران” العام الماضي، وقبل ذلك باختيار “السعودية” كأول محطة خارجية بعد توليه الرئاسة، إلا أن خلفيته (الإخوانية) وولائه المطلق لـ (المرشد العام) للجماعة، يجعل ثقة السعوديين فيه منقوصة ومهتزة، وإن قدّروا تودده وحرصه على إبداء حسن النية.

{ السعودية لا مصلحة لها في دعم متمردي (قطاع الشمال) في جبال النوبة، ولا حركات (دارفور)، وبالتأكيد لا ناقة لها ولا جمل في تحالف (الشعبي) والشيوعيين والبعثيين والناصريين.. فهؤلاء (بديل) أسوأ بالنسبة لها وللخليج من النظام الحاكم الآن في السودان.
{ كل مشكلة (الخليج) مع حكومة السودان محصورة في الموقف من (إيران) والموقف (الرمادي) من سوريا، فأين تقع السياسة (الداخلية) من هذا الموقع؟!
{ سياستنا (الخارجية) هي الأكثر اختلالاً، ليس بسبب وزارة الخارجية أو وزيرها الأستاذ “علي كرتي”، لا.. بل بسبب انقسام الموقف (الداخلي) تجاه (الخارج)، فمجموعة داخل النظام تفضل التعاون مع (إيران)، ومجموعات أخرى ترى أن المصير المشترك والتحالف الإستراتيجي الأسمى ينبغي أن يكون مع (الخليج)، وقس على ذلك مواقفنا تجاه (روسيا) و(أمريكا).

{ أمريكا – نفسها – مشكلتها معنا ليست (الجنوب) ولا (دارفور) ولا حقوق الإنسان، بل رفض حكومتنا إقامة علاقات مع “إسرائيل”.
{ انظروا إلى الداخل الإريتري.. راجعوا تقارير المنظمات الغربية (المحايدة) تجاه أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان في إريتريا..!! هل هناك (حريات) في إريتريا، هل هناك (أحزاب)، وصحف، وفضائيات ومنظمات مجتمع مدني حرة؟! بالتأكيد: (لا)!!
{ لماذا لم يصدر مجلس الأمن قرارات ضد إريتريا ولو بنسبة (عشرة بالمئة) فقط من التي أصدرها ضد السودان؟! مع أن أوضاع الحريات في “أسمرا” أسوأ منها في “الخرطوم”، رغم أنني معجب جداً بشخصية “أفورقي” القابضة والجماهيرية في ذات الوقت، فهو ما زال بين شعبه المكافح فقيراً وغير فاسد.
{ إريتريا علاقاتها مع إسرائيل (سمنة على عسل) وبالتالي مع (لوبيات) صناعة القرار في أمريكا وأوربا!! وبناء على هذا فليذهب الداخل في (ستين داهية).. ولتبق العلاقات الخارجية هي الحارس للداخل!!
{ قد تصدق هذه (النظرية) في بلدان، وقد تكذب في أخرى. ولكن الثابت عندي أن (رمادية) و(ضبابية) وضعف علاقاتنا (الإستراتيجية) مع الخارج، هي واحدة من أهم أزماتنا.
{ كل هذا لا ينفي وجود أزمة (داخلية) كبيرة، وأزمات (الداخل) – غالباً – تقود إلى (ثورات) و(انتفاضات)، بعيداً عن قوة أو ضعف السياسة الخارجية، وأكبر مثال ما حدث في “تونس” و”مصر”.
{ علاقاتنا الخارجية تشبه طبيعة (الشخصية السودانية).. علاقات للمجاملات.. والمطايبات.. والزيارات.. والشكوى الدائمة من مؤامرات القريب والبعيد، ولو كان مقبولاً ومعقولاً لاشتكت حكومتنا من أن أمريكا ودولة الجنوب وحركات التمرد، عاملين ليها (عمل) مدفون في (المقابر)!! مقابر (أحمد شرفي) جوار مرقد الرئيس “جعفر نميري”!![/JUSTIFY]

الهندي عزالدين
صحيفة المجهر السياسي


تعليق واحد

  1. يا الهندي ما بعيد ، وأزيدك بيت كمان ، العمل بيكون من اليهود لأنهم أصحاب سحر …كفاية العمل العملوه للحبيب المصطفى ” صلى الله عليه وسلم “

  2. تحميل سياسات الداخل المسؤليه الكامله لسؤ علاقات الخارج اتهام باطل يقول به الغرب ليبرر به نهجه العدائي لحكومه (الانقاذ) الاسلاميه (فالداخل يشعله الخارج) والاتهام يردده اليسار والديمقراطيون المعارضون كالبغبغاوات التي لاتفهم ماتنطق به!! ويعكس سطحيه تفكير مدعيه وكذبهم ونفاقهم السياسي وحقدهم الدفين لنهج (الاسلام السياسي)!! فالعداء الخارجي لايمكن منعه ولكن يمكن التصدي له وتحييده وافشاله اذا ما عرفنا دوافعه الحقيقيه واسبابه الموضوعيه وشخصنا بدقه عوامل قوته ومكامن ضعفه!!
    ونبدأ من تفكيرنا التقلدي(الخرب) لفهم الدين الصحيح عقيده وتطبيقا!!وتجديد معني التوحيد كاملا في نفوسنا(الالوهيه والربوبيه).فلايمكن لشخص مسلم يفهم صحيح الدين ان يتكلم عن (عمل) مدفون في مقابر احمد شرفي (لحكومه) ناهيك عن شخص يؤمن بفعاليه كلام الله التي هي خزائنه كما قال رسولنا المصطفي تبيانا لقوله تعالي(انما كان امرنا لشئ اذا اردناه ان تقول لله كن فيكون) فالسحر والعمل تبطله يقينا المعوذتين والفاتحه وبعض الايات والدعاء .
    فتوحيد الألوهية هو إفراد الله تعالى بالعبادة، كالصلاة والزكاة والدعاء والنذر والطاعة باخلاص النية واتباع السنه!!وتوحيد الربوبية الايمان بأنه لا خالق ولا رازق إلا الله ولاينفع ولايضر إلا الله!!.وليس بالوقوف والتمسح بسياج القبور وسؤال الموتي والخوف من السحر (والعمل) فتصحيح العقيده هو العمل الاول والاهم في حياتنا!!.
    وسبب العداء الخارجي هو الطمع في مااعطانا الله من موارد لم نحسن إستغلالها فالسهول الطينيه المنبسطه الخصبه (ملاين الافدنه) والمياه العذبه في الانهار والامطار والمياه الجوفيه!! وتنوع المناخ (مهمله) لان الوزير المؤل عنها(سمسار)!!والثروه الحيوانيه!! والبتروليه!!والمعدنبه!! لاتزال بكرا تحت الارض لاننا لم نتنبهه لسلاح(الحوافز+الامتيازات+الارباح العاليه+فن التسويق الذي يبطل المقاطعه) هي السبب الرئيسي لاستهدافنا ويسيل لها لعاب الصهاينه لان موارد العالم من حولنا تتناقص وعندنا مهمله الي اجل غير مسمي!!ومساعده حماس سبب ثان!! ونهجنا الاسلامي سببا ثالثا!! واستقلال قرارنا سبب رابعا!! وعدم وجود مظله دوليه وتحالف عقدي مع قوه كبري خامسا!! تنوع السودان الاثني القبلي الديني والتهميش وعدم التنميه المتوازنه سادسا!!وحروب الجنوب سابعا!!الخوف من موقعنا الجغرافي وقربنا من الاسواق في حاله الانتعاش الاقتصادي.
    ونفس هذه العوامل يمكن ان تكون سبب من اسباب اقامه دوله عظمي في السودان !! فالتنوع مع صحيح الاسلام يخلق قوه اجتماعيه متماسكه!! والاداره الحديثه مع الموارد الهائله يمكن ان نحل بها ازمه الغذاء والطاقه العالميتين!! وانتهاج الشوري والديمقراطيه وقانون السوق الحر وفقه المعاملات الماليه الاسلاميه(حوافز+هامش ربح عالي+ضمان راسمال+ثبات واستقرار سياسات داخليه) يمكن ان نخلق به اقتصاد اقوي في المنطقه تتتافس للدخول فيه الاموال الخليجيه والتكنولوجيا الغربيه والشرقيه!! شوري وتبادل سلمي للسلطه والشعب السوداني معلم الشعوب العربيه الثورات والوعي السياسي نخلق به واحه سياسيه مستقره.والله من وراء القصد…. ورمضان كريم.ودنبق.

  3. سلام عليكم
    كلامك جميل … ولكن لو في عمل بيكون مقسوم نصين …نص مدفون مع الأزهري ونص مدفون مع عبود…

  4. وعلي قولك دا الحكومة
    اكيييييد عاملة للشعب
    عمل سكتم بكمم
    ههههههههههه

  5. مبروك عليك يالهندي بالوظائف العليا التي ستترى عليك بعد كتابتك لهذا المقال وطلبك من السودان بأن يعمل علاقات مع اليهود والنصارى (إسرائيل)
    عندما كنت تنافق بعض المسئولين للوصول إلى أعلى المراتب قلنا ربما هذا تنافس دنيوي وحب الشهوات في الدنيا وفوتناها لك ، أما أن تطلب منا الرضوخ للعدو الإستراتيجي (اسرائيل)) وتضرب لنا مثلا بالذين كفروا بأرتيريا فقد إرتكبت خطأ كبيراً .
    السعودية رغم صداقتها مع أمريكا خسرت المليارات في حرب الخليج لصالح أمريكا التي لم تقدر لها ذلك فيما بعد (ما لم يخسره السودان في حربه على التمرد طوال السنين) ، تركيا بعد أن صادقت إسرائيل وفتحت لها السفارة أصيبت بالفقر والفلس لدرجة التسول والإقتتال لدرجة الحرب الأهلية وكلها بتأجيج من إسرائيل ، إلى أن عاد إليها الحكم الإسلامي (أردوغان وغل) وتم تحجيم العلاقة مع إسرائيل ومعاداتها إنتعشت تركيا مرة أخرى وصارت قوية . مصر بعد تطبيع العلاقات مع إسرائيل دمرت الأراضي الزراعية كلها مع يوسف والي وزير الزراعة آنذاك وعليك أن تبحث لتعلم الحقائق ويبدو لي أنك تكتب ولا تقرأ.
    إسرائيل بلاء وإبتلاء ومن الخير معاداتها لأن الشر كل الشر في مصادقتها
    (قال تشرشل البريطاني : اللهم أحمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم)ولا تنسى أن أسياس أفورقي مسيحي فهو قريب منهم أما أنت ونحن فلن ترض عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) أما حسني مبارك فقد باع نفسه للشيطان وما له في الآخرة من خلاق . ومبروك عليك الوظيفةالكبيرة وربما تكون نائب رئيس تماماً مثل البرادعي !!

  6. ياالهندي فوتنا لك كتير من تحليلاتك التي تطبل للنظام ، اما هذه المرة فدعوتك لانشاء علاقة مع اسرائيل فهذا ما يرفضه غالبية كبيرة من الشعب ، هل ظلم اسرائيل للمسلمين والسودان خافي على اي شخص في العالم؟ معزرة يا الهندي فرغبتك التقرب من النظام جعلك ترى الباطل حق والحق باطل . ذلك لم ينادي به النظام نفسه ، فما بالك تدعو له؟! الله يهديك يا هندي!!!!!!!

  7. فشل المتأسلمون (جميعاً) :: المهدي والميرغني والترابي والبشير … في حكم السودان لفترة تجاوزت نصف القرن من الزمان .حكماً راشداً وعادلاً مدنياً يترفق بمواطنيه وينصفهم في الحقوق والواجبات ..ويحميمهم ولا يكون (ذئباً) يأكل لحمهم ولا (أسداً) عليهم و (نعامة) أمام غيرهم ولا يجعلهم درجة أولى وثانية وثالثة ليذرع بينهم (الفتنة) التي انقلبت الآن عليهم .. ثم ماذا بعد هذا الحصاد المر .. وحصاد العاصفة وجني الشوكثم ماذا بعد؟؟!
    يا شماليي السودان في اللحظة التي تظنون فيها أنكم ربما تخلصتم من تبعة الأفريقانية بعد انفصال جنوب السودان، وأنكم على أعتاب دولة عروبية نقية سوف تأتي الأحداث لتثبت لكم أنكم لا تزالون تخضعون للمعايير الأفريقية للتغيير وليس المعايير العروبية. فالتغيير حتمي وقادم تلوح نذره في الأفق القريب وهو اقتلاع النظام الحاكم واقتلاع مؤسسة الدولة معاً.. بأيدي الحركات المسلحة في السودان ..وليس بأيدي الأحزاب الهالكة اللاهثة وراء السلطة والجاه في السودان للحصول عليهما بأقصر الطرق وأرخص التكاليف. وهو ما لن يفلحوا فيه مرة أخرى وللأبد.
    قد هذا حدث في تشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندي وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والصومال، وسيحدث في السودان! نتاج ما زرعتم ..فمن يزرع الشوك لا يجني العنب ..ومن يزرع الريح يحصد العاصفة.؟؟؟؟ حكم (ابليس) ولا حكم (إدريس)!!

  8. الأخ الهندي عز الدين أخي أقول أكتب عن السودان كما تشاء منتقداً أو مؤيداً ولكن لا أدري ما سبب اقحام ارتريا في مقالتك السودانية الصرفة؟ أم هو مرض حشو الكلمات التي لا تراعي شعور أبناء الشعب الارتري الذين يعانون الأمرين نظام جائر شمولي متسلط أحادي الفكر يحكم بالحديد والنار حتى أن المرء ليحسد المعارضة السودانية التي تنعم بهامش الحرية وقد اقتبست هذه الجزئية من مقالك أو قل هذه الحشوة التي استفزتني: (مع أن أوضاع الحريات في “أسمرا” أسوأ منها في “الخرطوم”، رغم أنني معجب جداً بشخصية “أفورقي” القابضة والجماهيرية في ذات الوقت، فهو ما زال بين شعبه المكافح فقيراً وغير فاسد)
    أولاً لا توجد حريات في اسمرا حتى تقارن بينها وبين الهامش الموجود في الخرطوم.
    ثانياً: أما إعجابك بشخصية أفورقي فمكفول لك ولكن ليتك فرقت بين هذا الاعجاب وبين ما ربطته به بقولك ” القابضة، والجماهيرية في ذات الوقت! وهنا يزداد عجبي فلو كان صاحبك افورقي ذو شخصية جماهيرية فهل ما تراه من تواجد لاجئين إرتريين هاربين من جحيم أفورقي يدل على جماهيرية الرجل أم أنك تحكم مزاجك وترمي الكلام على عواهنه حتى لو كان ذلك يؤذي الآخرين.
    ثالثاً: قلت وهو مازال بين شعبه فقيراً وغير فاسد: أما هذه فهي (غلوطية) بحاجة إلى من يحلها لأن الرجل اليوم هو الأكثر ثراءً ولكن لأنه لا يؤمن بالآية الكريمة (وأما بنعمة ربك فحدث) فلا يظهر ثراءه الفاحش في العلن.
    أما شعبه المكافح فيعيش الأمرين بين مطرقة أفورقي وسندان الفقر.
    فهل وضحت الصورة