الطاهر ساتي

ليس كل ما يلمع محجوباً ..«2»


[ALIGN=JUSTIFY]** ونواصل مع الأخ الاستاذ عثمان ميرغني ، تشريحا وتوضيحا لقصيدته العصماء .. حيث كتب في الفريق محجوب حسن سعد ما لم يكتبه قيس في ليلاه ، وذلك بمظان أن الفريق محجوب خرج من سوح العمل العام بابتسامة كامل الضمير أو كما قال .. بالتأكيد لعثمان حق مدح الجانب الذي ترآى له مضيئاً ، ولي وللآخرين حق نقد الجانب المظلم – والظالم – في رجل كان يشغل موقعاً عاماً وهاماً ..وبعده للرأي العام حق الحكم ..وعليه نحلل زهد الفريق محجوب وضميره الحر ، أو هكذا وصفه عثمان ..!!
** حسناً يا أبو عفان .. اقرأ هذه الوثيقة ثم أعتذر للرأي العام أو أشرح لهم المعنى الجديد للزهد والضمير الحر .. اليك احدى الوثائق .. اكرر بانها احداها فقط لاغير ..فاقرأ..« السيد مدير الادارة العامة .. السلام عليكم ورحمة الله .. وجه السيد المدير العام بالأتي .. توزيع الكتب حسب الخطة الموضحة بالخطاب .. تحصيل قيمة الكتب وارسالها في الاول من فبراير 2007 م، للأهمية يرجى سرعة الاجراء .. » .. تابع تفاصيل وثيقة الكتب ..!!
** تلك ثلاثة كتب كتبها وطبعها الفريق محجوب – صاحب الابتسامة الكامل الضمير – بمطبعة الشرطة ثم فرض أمر شرائها على شرطة البلد في ارجاء البلد ، بحيث تدفع الرئاسة 65% من قيمة الكتب ، وتدفع الوحدة 25 % ، ويخصم من راتب الشرطي 10% .. بالتعليمات ياعثمان.. طباعة وتوزيعاً لكل ولايات السودان ، وكذلك بالتعليمات بيعاً لكل شرطة السودان .. مبلغ وقدره أكثر من اثنين مليار ونصف جنيه بالتعليمات نزعها الفريق محجوب من خزينة الشرطة ورجل الشرطة.. اتصل به يا عثمان وأساله عن مشروعية هذا المبلغ ..؟..وهل دفع قيمة الطباعة بالكامل ، أم ان قيمة ترحيلها الى كل أركان السودان كانت بالمجان على حساب الشعب السوداني وشرطته ..؟.. أساله ، ثم عد الي الرأي العام معتذرا أو شارحا المعنى الجديد للزهد والابتسامة الكامل الضمير ..!!
** وزميل مجتهد وحصيف في شركة ألوان ، اسمه عامر باشاب ، اشتم قبل عام رائحة محسوبية هناك ، ثم رآها وتذوقها ، وكان ذلك حين جاء الفريق الزاهد بنصف ذوى القربى والمريدين فى وظائف هى في الأصل ملك لكل أهل السودان ،تتنافس فيها الكفاءة ثم المؤهل فقط لاغير ، كتب الزميل عن تلك المحاباة تلميحاً – لا تصريحاً – باحدى اصدارات الشركة ، فغضب الفريق الزاهد لنفسه ولذوى القربى ثم – كالعادة – انتقم لهم زاجاً به في احدى حراساته أسبوعا وآخر بتهمة أسماها – كالعادة- بلاعلاقة لها بالنشر .. وهكذا كان يشين سمعة كل زميل ينتقد نهجه ، وما عامر الا نموذج ، وأنت – يا عثمان – تعرف نماذج آخرى استخدم فيها الفريق محجوب « الاستغلال السيئ للسلطة » …..!!
** أما الزهد يا أبوعفان – كما تعلم – هو أن تأتيك الدنيا بكل ثرواتها فتهرب منها بطريق الايثار ، ثم تأتيك مناصبها فتتواضع بها وتسخرها لخدمة الناس في الحياة ، وكذلك الضمير الحر هو ذاك الذي لايستغل السلطة لمنفعة خاصة ولا يسخر شرطة البلد لتصفية الأجندة الشخصية .. ولمعرفة العلاقة بين ضمير محجوب الحر وتصفية الاجندة الشخصية اتصل باساتذتي سيد أحمد خليفة وعادل الباز وآخرين حين حولهم – بالتعليمات – من قادة للرأي العام الي « كناسين » في احدى حراساته ، وذلك أيضا لينتصر لهوى نفسه لا للشرطة أو الوطن .. في تاريخ الشرطة العريق – ياعثمان – لم تجتمع الصحف الوطنية يوماً لمقاطعة أخبار شرطة البلد الا في عهد الفريق محجوب ..الصحف والشرطة كانت – ولاتزال وستظل – في خندق واحد ، شركاء يتقاسمون حق الدفاع عن الوطنية وقيمها ، ويهاجمون سوياً كل من يعتدى على تلك وتلك ، هكذا العلاقة بين الصحفى والشرطي ، ولكن محجوب كاد أن يمزق تلك العلاقة بتحويل الصحفيين الى مشتبهين ومتهمين و«كناسين » ، وكل ذلك لينتصر لنفسه الأمارة بسوء الانتقام .. العياذ بالله ..!!
** ونحدثك عن بيت الشرطة الذي زهد فيه الفريق محجوب ، رافضاً الاقامة فيه ، وتحويله لذاك البيت الي دار للضيوف ، أو كماترآى لك .. حسناً ، كنت مثلك أرى الأمر كذلك ، ولكن حدقت في بيت الشرطة الذي زهد فيه سيادته فوجدته مجاوراً – حيطة بالحيطة – لبيت الفريق الزاهد ، ولكن في الجدار الفاصل بين البيتين باب واسع – يدخل جمل – وعليه نظرياً لم يسكن الفريق الزاهد في بيت الشرطة ولكن واقعاً كان يستغل البيتين وليس البيت الواحد كما فعل ويفعل كل الذين يمرون على ادارة الشرطة .. ألم اقل لك بالأمس بأن «المظاهر خداعة» ..؟.. وللمزيد من التأكد اذهب الى هناك محدقاً ، ثم عد معتذراً للرأي العام أو شارحاً المعنى الجديد للزهد والابتسامة الكامل الضمير ..!!
** فالزاهد يا أبو عفان هو المواطن السوداني الأغبش الذي لم يمتلك قصراً فخيماً ذا طوابق في البقعة المجاورة للنيل .. ولا بيتاً فسيحاً وسيماً في الحلة الجديدة .. ولا مزرعة ذات نوق ودواجن في الكافوري العريق .. وكذلك الزاهد في بلدي – ياعثمان – هو من لم يؤسس لابنه الذي لم يبلغ العقد الثالث عمراً أعظم شركة ليموزين .. أي مواطن سوداني أغبش بهذه المواصفات هو الزاهد صاحب الابتسامة الكامل الضمير الذي بضميره المبتسم يسأل ذاته « من أين لك هذا ..؟» .. ولا ينتظر سؤال منكر ونكير فى القبر ، وحساب رب العالمين مابعد القبر .. وهناك حين يسأل المرء يصمت تماماً ، فتجيب عنه الأطراف وما يرصده رقيب عتيد .. وهناك لايضيع الحق ، عاماً كان أو خاصاً .. ولاشئ يخفف على المرء وطأة الظلم – يا أستاذ عثمان – غير تذكره هول ذاك اليوم الخالد الذي تتقزم فيه «سطوة الظالم ».. وسبحان العادل الذي لايُظلم عنده أحد …!!
إليكم – الصحافة – الاحد 01 /5/ 2008م،العدد 5370
tahersati@hotmail.com[/ALIGN]