نادية عثمان مختار

تفرُّغ الوالي لإستفزاز المعارضة !!


تفرُّغ الوالي لإستفزاز المعارضة !!
هاتفتني صديقة متابعة لزاويتي هذه عبر صحيفة ( الأخبار ) الغراء وبدت سعيدة وهي تقول : (شايفاك بقيتي متخصصة في الوالي ، أي أحسن عليك الله لأنو بقى مستفز وينبذ في المعارضة ويحقر بيها ليل ونهار زي الدكتور داك ) !!
مع العلم أن صديقتي هذه (إتحادية) و( ختمية) على السكين ولكنها من الرافضين لمشاركة الحزب الإتحادي الديمقراطي في الحكومة ومن المعارضات اللاتي يأملن في صحوة الشارع وإنتفاضتها في وجه الحكومة كحال معظم الدول من حولنا !!
صديقتي ( المتفائلة) قرأت مثلما قرأت التصريحات التي نقلتها الصحف على لسان والي ولاية الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر وهجومه الكاسح على المعارضة أثناء حوار له مع قادة العمل الصحفي تم تنظيمه بالمركز السوداني للخدمات الصحفية أول أمس !
الزميلة ( هبة عبد العظيم) من صحيفة ( السوداني ) الغراء نقلت بعضاً من حديث الوالي بالتركيز على ماقاله في شأن المعارضين وقسمه المغلظ الذي أقسمه مؤكداً (بأنه سيتقدم باستقالته من منصبه كوالٍ للخرطوم ودفعها لحزبه وتمسكه بعدم الاستمرار حال تمكن المعارضة من إخراج تظاهرة جماهيرية قوامها نصف الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لاختياره والياً للخرطوم ) !!
مع العلم أن عدد الناخبين الذين صوتوا له بلغ عددهم بحسب الخبر ( مليون ومائتي) ناخباً !!
وواصل الوالي في تحديه للمعارضة قائلاً : (إن المعارضة إذا تمكنت من إخراج ما يصل إلى 650 ألف مواطن في تظاهرات ضد النظام فإن الحكومة نفسها ستسلم السلطة في اللحظة) !!
أي والله هذا ما جاءت به الصحيفة على لسان السيد الوالي الذي أقسم على ذلك مغلظاً !!
وبل أنه أسرف في حسن ظنه في كبرياء الحكومة وقال إنها ( لن تقبل على نفسها أن تعلم أن هناك 650 ألف مواطن غير راضين عنها ) !!
ولا أدري على وجه الدقة شكل ولون الرضاء الذي يقصده الوالي ( فالرضاء خشم بيوت) و(فقه الصمت) الشعبي عند الحكومة يعني الرضاء بالمقسوم !!
هل يقصد الوالي أن الشعب جميعه راض عن الحكومة للدرجة التي يتحدى بها المعارضين بأن يخرجوا بهذا الكم القليل ( 650) ألفا من جموع المواطنين السودانيين البالغ عددهم حوالي الأربعين مليون نسمة ويزيد ( قبل الانفصال) ؟!
حقيقةً .. لا أدري ما هو السر وراء استفزاز (الحكوميين) الدائم للمعارضين وكأني بالرجل في الحكومة يخرج لسانه لأخيه المعارض ليغيظه على ضعفه وقلة حيلته في ظل انعدام الفرصة لمجرد التعبير عن أي سخط تجاه الحكومة من عامة الشعب جراء ما يعانوه من ضائقة معيشية، ناهيك عن خروج المعارضين بأجنداتهم السياسية !!
هب أن الحكومة ترى في المعارضة ضعفاً وهواناً من وجهة نظرها، فما هو الداعي لاستفزازها بهذا الشكل البغيض في كل صباح ومساء ، في استعراض واضح لقوة (العضلات الحكومية) التي لا ينكر أحداً أنها قوية بما تملكه من إمكانيات ونفوذ ولكنها بالتأكيد ليست أقوى من الله سبحانه وتعالى فهو القوي فوق كل قوي !!
واستميح القارئ عذراً لاختصار ما قاله الوالي وصولاً لهذه العبارة (إن ثورات الربيع العربي أطاحت بحكام لم يتمكنوا من فهم أن بقاء الأنظمة مرتبط بإسعاد الجمهور ) !!
وأترك التعليق له ، فمثل هذه النرجسية والغرور، أو ربما ( الغفلة) لا أجد لها تعليقاً سوى رفع الحاجب دهشةً والصمت الرهيب !!
و
إذا دعتك قدرتك إلى ( قهر) الناس فتذكر قدرة الله عليك !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. الاخت المحررة الاستاذة نادية عثمان مختار
    فى مثل سودانى بيقول (( البحر المافيهو تمساح يقدل فيهو الورل)) ونحن تمساحنا مشلول من زمان ومغلوب على امره من طغمة الانقاذ هذا النبت الشيطانى السرطانى الذى ما فتئ ينهش فى جسد المواطن السودانى البسيط هولاء النفر قد جاؤا بسياسة تمكنا منذ البدء ولقد تمكنوا والله من عنق الشارع السودانى بسياسة الحصار الاقتصادى والتجويع (( جوع كلبك يتبعك))

  2. أنت يا نادية معارضة بتبالغي ولا شنو؟؟؟؟إذا كان ناس المعارضة في كل يوم يعلنوا على الصحف المحلية والخارجية وفي كل وسائل الأعلام بأنهم يعملون على أسقاط الحكومة بشتى الوسائل أليس هذا أستفزاز للحكومة؟؟؟؟وكمان تجي انتي تقولي الوالي بستفز المعارضة.. خليكي من الوالي المعارضة ذاته خجلانه من نفسهاأما عن الربيع العربي أنتي والمعارضة عيشوا على قدوم الربيع العربي الذي سيطول كما قال الريس وعلي الطلاق الحكومة دي ما تسقط إلا من داخلها لأن المعارضة شاخت وفقدت قواعدها والبوصلة وما تبقى منها دقستها الحركة الشعبية وفازت به