فدوى موسى

بلورة متجولة


[JUSTIFY]
بلورة متجولة

بلورة الفضائيات تجلب الكثير من الإحساس بالخوف في تطوافها بين العالم.. عندما تحط بالعراق تحمل هموم هذا البلد الذي ودع مرافئ الحضارة ليتلمّس البداية بعد أزمته واحتلاله، ومطالبات الاستقرار وعدم الإنفراد بالحكم، ثم المطالبة بالحوار ما بين العراقية والأكراد.. وبلورة أخرى تحط في مصر مع حراك التيار الإسلامي الذي اكتسح المرحلة الثالثة.. وصعود الحرية والعدالة تبرز تخوفات صوفية مصر الذين يتوجسون من ذلك الصعود، «الخوفة» من الاخوان والسلفيين من التدخل في مسار تأثير الصوفية على المجتمع المصري.. وبلورة أخرى تحط على اليمين فتعكس جرأة هذا«العبد الله صالح» وتدخلاته في أمر اليمن بعد أن وجب عليه مغادرة المسرح اليمني السياسي.. وبلورة أخرى تنزل على سوريا التي تكاد دماء الضحايا أن تغرق البلورة فيها تبللاً لتعكس العجز العربي عن تقديم الصد وقطع الطريق على هذا العنف البغيض.. وعندما تمتص البلورة الضوء وتدخل علينا في أفريقيا تحمل صوراً حزينة للاحتراب القبلي بدولة جنوب السودان.. وبلورة توغل شمالاً إلى بلادنا الغالية لتعكس ملامح أهل المناصير وهم في انتظار حسم قضيتهم العادلة.. وهكذا البلورة تحملنا على صور كلها إحباط وتأزيم حتى كدنا أن ندمن ذلك التجول الحزين الدامي المتأزم.

تفاعل ديكوري:

ولنا بعض من الزوايا التي ننظر بها للشاشات.. ينعكس ذلك في تصاميم الديكور الذي تعكسه بلوراتنا السودانية، فكثيراً ما نزحم الشاشة بعدد من الأجسام والخلفيات التي قد يغيب عنا رمزيتها.. وهنا يحضرني ذلك الموقف الطريف لمقدم ذلك البرنامج المسائي عندما دعا الفنان المستضاف لتقديم أغنية، وعند بداية العزف انهارت كل الأجسام الديكورية المتراكبة فوق بعضها البعض فما كان من المذيع إلا أن يعلق «أطربنا الفنان فأبى الاستديو إلا أن يشاركنا هذا الطرب».. ورغم ذلك نرى تحسناً كبيراً في الشكل للشاشات السودانية هذه الأيام.. ويبدو أن موجة من الاهتمام بالديكور بدأت تأخذ موقعها.. عليه نحن موعودون ببلورات سودانية أنيقة.

على خلفية التقرير:

والخلفية البلورية الأكثر تفاعلاً نلحظها عندما تحمل تقريراً عن موضوع استضافة الضيوف الذين يرفدون الرامج بالحديث المستفيض فيكون التقرير المقدم من خلفية اليكترونية مساراً يوجه تتابع الحديث.. فقد أدمنت شاشاتنا السودانية الحكي عن تاريخ المستضاف «درس وين ودفعتو منو. و..» حتى صارت تلك الأسئلة ديباجة واجبة.. ولعل خلفية التقرير تكسر تلك الطريقة التجريدية وتعطينا طرائق أكثر جاذبية لتحصيل «خلاصة الحكي» وتزيد من إبداعات تقديم التقارير المصورة على وجه بلوراتنا السودانية المتزايدة .

الكلام:

وتبقى لكل منا بلورة خاصة يرى فيها خارطة برامجه فيعرف كيف يقدم بها نفسه لنفسه وللآخرين، فيجئ التجاوب حسب «الابروتش» الذي ظهر به إما تجريديا خاليا من اللمسات أو مترعاً بالحس والفن… دمتم مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]