تحقيقات وتقارير

“جوبا “.. الشائعات تسيطر و(مشاجرة) تجعل الآلاف يفرون خوفاً من الحرب!!


[JUSTIFY]بوادر العراك والإنقسام لم تتوقف عند قيادات دولة الجنوب وإنما تعدتهم إلى عامة الناس..
أمس الأول.. وأثناء جلوس مجموعة كبيرة من مواطني دولة جنوب السودان في العاصمة جوبا أسفل شجرة ظليلة على ضفاف نهر النيل، بدأت نقاشات في عمق الأحداث السياسية المتحركة هناك بين مجموعات مختلفة في تكوينتها الإثنية، حيث عبر أحد الدينكا عن سعادته لإقالة رياك مشار، فسأله أحد النوير عن سبب فرحه، فقال له الدينكاوي: ما الذي ستفعلونه الآن أنتم النوير؟ لقد أقلنا “رياك مشاركم”!! مما أشعل العراك بضربة من “النويراوي” على وجه “الدينكاوي”، فيما استمر انتشار القوات العسكرية بصورة متزايدة في مدينة جوبا وطرقاتها، واستمرت الإذاعة الرسمية في ترديد الدعوات إلى الهدوء. فيما أصدر عمدة مدينة جوبا “محمد باب الله” بياناً أذيع في تلفزيون جنوب السودان، حث فيه الناس بأن لا يذعروا، وقال إن القتال الذي حدث هي حادثة معزولة تمت بين شخصين.

{ حديث الشاهد وقال شهود عيان لـ (سودان تربيون) إن القتال بدأ تحت شجرة على ضفاف النيل كان يتناقش الناس فيها ويتناولون الشاي.. إذ تطور النقاش بين شابين إلى مشاجرة حادة وقاد إلى نشوب عراك بينهما، مما أدى إلى تدخل الشرطة. وعندما رأى الناس رجال الشرطة مسرعين نحو المتعاركين بدأ الناس المجاورون لمكان العراك في الفرار، وحينها انتشرت الشائعات بصورة كبيرة على طول المدينة وعرضها بأن هناك قتالاً قبلياً قد انفجر، وبدأ الناس من مختلف القطاعات في الركض من الشوارع والأسواق واتجهوا إلى منازلهم. وأدى ذلك إلى وقوع حوادث سيارات عديدة، حيث كان السائقون في حالة ذعر، الشيء الذي جعل الناس يسيرون لمسافات طويلة على الأقدام.

{ ردة فعل ردود الأفعال بدت متباينة بين مواطني دولة جنوب السودان ، في مواجهة الخطوات الأخيرة التي قام بها الرئيس “سلفاكير” ما بين مؤيد لها أو معارض. فقد أكد نائب رئيس برلمان الجنوب “دانيال أويل” في تصريحات خاصة لـ (سودان تربيون)، أكد تأييد برلمان جنوب السودان لما قام به “سلفاكير”، وقال: إن البرلمان بلا شك سيقف مع قرار الرئيس لأنه استجاب للنداء الشعبي بتقليص حجم الحكومة الحالية من أجل التعامل مع الوضع الاقتصادي الحالي. وقال النائب البرلماني “بيتر قباندي”، الممثل عن مقاطعة الماريدي بولاية غرب الاستوائية: إن إقالة وتعيين وزراء مجلس الوزراء هو شيء يدخل في اختصاص الرئيس. وأضاف أنه لا يعتقد أنه ستكون هناك مشكلة.
إلا أن أحد مواطني ولاية الوحدة ويدعى “كاتكوث لول كاتكوث” قال إن قرار الرئيس بإقالة “مشار” هو قرار غير مبرر لأنه مخالف للدستور الذي يتطلب موافقة ثلثي أعضاء برلمان جنوب السودان. وأضاف: أعتقد أن الرئيس مخطئ، وأن هناك قلقاً من الطريقة التي تدار بها البلاد، لأن “مشار” تم انتخابه، والخطوة التي قام بها “سلفاكير” تظهره ديكتاتورياً.
فيما أيد المتمردون الذين حصلوا على عفو من الرئيس “سلفاكير” هذه الخطوة، وقال المتحدث باسم ثوار جنوب السودان “قوردن مالك”: إن الخطوة جيدة لأنها ستسمح للرئيس بتشكيل حكومة تكنوقراط وتبدي كذلك جدية الرئيس في مكافحة الفساد، لأن أغلب الـ(75) مسؤولاً الذين يواجهون تهم فساد كانوا في مجلس الوزراء الذي تم حله. وأضاف: لقد حان الوقت الآن لأن يسمي “سلفاكير” شباباً في الحكومة الجديدة لديهم سجل نظيف.

{ حديث المصادر وبحسب الغارديان البريطانية، فإن مصادر بجوبا أشارت إلى أنه سيكون هناك صراع طويل بين “سلفاكير” ومناوئيه، الشيء الذي يمكن أن يشطر الحركة الشعبية إلى شطرين أو أكثر، ويزيد التوتر بين الدينكا والنوير، مما سينعكس سلباً على الإنتخابات المقرر عقدها في العام 2015 أو أنه سيلغيها. وأضافت المصادر أن الأزمة التي لاحت على الأفق منذ أشهر، إذا لم تكن منذ سنوات لم يهتم بها داعمو الجنوب مثل الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة منذ البداية وتجاهلوا أعراضها الأولية من الفساد والحكم الرديء والقمع السياسي الذي استمر بلا رادع لفترة طويلة.

وأوضحت المصادر أن الأزمة لا تهدد فقط الجنوب وأهله فقط وإنما تهدد العلاقة الواهية بين السودان وجنوب السودان. وكشفت المصادر عن أن هناك بعض الوزراء المقالين سيتم إعادة تعيينهم في مناصبهم، مستبعدة تحسن العلاقة بين “سلفاكير ومشار”. وأضافت أن هناك مخاطر من عدم عقد انتخابات، وأن “سلفاكير” يبدو أنه يطهر حزبه من العناصر المعارضة له والتي تهدد سيطرته على مقاليد السلطة.

صحيفة المجهر السياسي
مختار محمد علي[/JUSTIFY]