منوعات

دموع المبدعين.. البكاء أمام (العدسات)..وخلفها


[JUSTIFY]تعتبر الدموع بمثابة (إستفتاء) حقيقي لحجم ما يكتنزه الإنسان من مشاعر يتلمس عبرها موقع قلبه وتفاعله غير المصنوع مع الأحداث التي تجري حوله..وهي كذلك تمثل حالة وجدانية شديدة الخصوصية لكثير من الناس…والدموع التي تراق من أعين المبدعين تصبح دموعاً من نوع آخر، إذ أنها (تسكب) على الملأ من الناس…رغم أن البعض يقدح في حقيقة تلك الدموع..ويتهمون بعض من يزرفونها بالخداع والتسويف خاصة إذا كانت أمام الكاميرات…وفلاشات المصورين.
خلال الفترة السابقة فقدت الساحة الفنية عدداً كبيراً من المبدعين أصحاب الجماهيرية الكبيرة…رحيل هؤلاء المبدعين أسقط لدى عدد كبير من الناس عباءة (الجمود) التي كانوا يلتحفون بها…وهزم فيهم التجلد والتصبر ولم يجدوا بداً سوى أن يزرفوها بغزارة أبكت معهم الكثيرين.
محمد الأمين ينافس عركي بكاءً
ربما يكون الفنان الإنسان أبوعركي البخيت أكثر المبدعين زرفاً للدموع خلف الكاميرات ومن وراء عدساتها، ولكن (عدسات) أصدقائه ومحبيه دائماً ما توثق لها…بكى عركي بشدة يوم رحيل صديقه “زيدان إبراهيم” ويبكي بحرقة واضحة عندما يتذكر صديقه الفنان الراحل “خليل اسماعيل” الذي يعتبره أكثر المطربين (رقة) و(إنسانية)..كما أنه لا يبخل بدمعه المتتالي عند زياراته لأصدقائه الفنانين الذين تكون الحياة قد جارت عليهم…لا ينافس عركي في كثرة البكاء سوى الفنان محمد الأمين الذي لا يترك سانحة إنسانية أو وطنية أو حتى فنية دون أن تتبلل عيناه بالدمع الهتون…محمد الأمين بكى في أول حفل له بعد انفصال جنوب السودان وتكوين دولته المستقلة…هو إنسان (دموعو قريبة) بكى في إحدى حفلاته الراتبة بنادي الضباط ثلاث مرات أثناء أدائه أغنية (بتتعلم من الأيام)…بكى بحرقة أبكت معه أكثر من نصف الجمهور…ودائماً ما يبكي عند وداعه جمهوره في حفلاته العامة عندما يكون متأهباً للسفر لمواصلة رحلته العلاجية في عاصمة الضباب (لندن).
دموع ترباس وفرفور
الفنان “كمال ترباس” رغم لسانه الذي لا يرحم في نقده العنيف لزملائه الفنانين أو عندما يسلطه (لاذعا) تجاه إحدى القضايا الفنية، يعرفه المقربون له أنه فنان (الفي قلبو على طرف لسانو)، ويعرف عنه تسامحه وقلبه الكبير و(حنيته المفرطة) التي تتمظهر دموعاً لاتفتر في كثير من الأوقات، ولعل أكثر ما يعجل بدموع “ترباس” أثناء أدائه أغنية (أمي الله يسلمك). وسبق أن بكى عندما كان يرددها في حفل عيد الأم بقاعة الصداقة قبل نحو عامين وفي إحدى حلقات (أغاني وأغاني) قبل ثلاث سنوات.
أما “جمال فرفور” فقد فقد خلال الفترة السابقة عدداً غير قليل من أصدقائه الفنانين (أبناء دفعته) وفى مقدمتهم “محمود عبد العزيز” الذي يرتبط معه بصلة قرابة، و”نادر خضر” الذي كان من أقرب الناس له، ولهذا فإن “فرفور” كان يتنقل من حزن مفرط إلى آخر لا يقل عنه حتى خلنا أن مخزون دموعه قد نفد.
دموع على الهواء
لعل أكثر (الدموع) التي أثير حولها الجدل كانت ما ذرفها مطربو برنامج (أغاني وأغاني) لهذا الموسم في الحلقة التي خصصت للحديث عن الراحل “محمود عبد العزيز”، وطال النقد مطربي البرنامج واتهموا بالتزييف في (البكاء) على الراحل، ربما ان انتقاد تلك (الدموع) جاء كـ(صحبة راكب) في سياق نقدهم لأدائهم أغنيات (الحوت)، رغم أنه لا يمكن لأي شخص أن يحكم على ما يشعر به إنسان آخر…وأظن أن الحزن هو الحالة الإنسانية الوحيدة التي لا يزايد عليها الناس.
بكى “حميد” على “مصطفى” فبكى عليه الناس
الشاعر الراحل “محمد الحسن سالم حميد” بكى بحرقة بائنة أثناء استضافة المذيعة نسرين النمر له قبل رحيله بشهور قليلة…بكاء “حميد” كان سببه أغنية بثتها قناة النيل الأزرق لصديق دربه الراحل “مصطفى سيد أحمد” وهو يؤدي أغنية (يانورا آه)…وقتها بكى “حميد” وتتالت حبيبات الدمع منه بشدة، وبعد شهور قليلة رحل “حميد” ذاته في حادث سير أليم أثناء قدومه للخرطوم وبكاه الشعب السوداني (كأنو بعد الرسول مافارقنا زول غيرو).

صحيفة المجهر السياسي

[/JUSTIFY]

تعليق واحد