تحقيقات وتقارير

عودة الاهتمام بدارفور


[JUSTIFY]بعد أعوام من الغموض، وغياب التغطية الصحفية الموثوق بها عن تطورات الأحوال في دارفور، عادت كارثة هذا الإقليم للظهور مجددا في وسائل الإعلام الدولية. وعلى الرغم من أن أخبار دارفور كانت تحتل صدارة صفحات الصحف العالمية على نحو منتظم خلال عام 2008 عندما تسببت الإبادة الجماعية التي كانت جارية على قدم وساق منذ خمس سنوات في مصرع مئات الآلاف من البشر، فإن الافتقار إلى تواصل الاهتمام من قبل وسائل إعلام التيار الرئيسي، أدى إلى اختفاء العنف المتفاقم في هذا الإقليم عن شاشات الرادار العالمية وهذا ما قد ينذر بخطر استفحال الأزمة دون متابعة دولية أو أصداء إعلامية ترصد الواقع على الأرض .

كان هناك عدد محدود من الأميركيين ممن يعتقدون أن هذا الإقليم النائي والمجهول في غرب السودان سيستقطب اهتمام المجتمع المدني الأميركي، وهو ما يدعوني بالتالي للتساؤل عن السبب الذي جعل فقدان الاهتمام بذلك الإقليم، يتم على هذا النحو السريع؟

تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن 300 ألف من أبناء دارفور قد نزحوا عن ديارهم منذ خريف 2008. كما جاء في تقرير لمنظمة حقوقية أن الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية تؤكد ما يقال عن الدمار الكلي لقرى في وسط إقليم دارفور، بسبب هجوم تم شنه في إبريل الماضي تم تدبيره من قبل علي كوشيب الذي أدين عام 2007 من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ومن يتابع الوضع في دارفور يتوقف أحياناً عند التغطية الأعلامية المتعلقة بما يجري من أحداث في الإفليم وضمن هذا الإطار تقدم إذاعة دابانجا، وهي شبكة أخبار غير عادية يديرها بعض أهالي دارفور سواء ممن نزحوا عن ديارهم أو ممن ما زالوا مقيمين فيها، تبث بشكل يومي روايات مفصلة للغاية عن الأحداث التي تقع في الإقليم. وعلى الرغم من أنه نادرا ما يتم الاستشهاد بما تذيعه تلك الإذاعة من قبل المنظمات التي لا توجد لها وسيلة للوصول لدارفور، فإن إذاعة دابانجا كثيرا ما قدمت تقارير عن الهجمات التي تقع على المعسكرات التي يقيم فيها النازحون، وعن الانهيار المزمن في الجهد الإنساني الواسع النطاق في دارفور، وعن ظاهرة الاغتصاب المنتشرة على نطاق واسع، وعن مصادرة أراضي الأفارقة بواسطة الميليشيات العربية، وهو ما يؤدي في مجمله لاستمرار حالة عدم الاستقرار، بالتالي لمزيد من نزوح السكان، مشكلات جمة ومعاناة تتطلب الكثير من الإهتمام.

المحصلة النهائية لذلك أن سكان دارفور قد تركوا من دون حماية، وهو ما يرجع للقصور غير المبرر والذي لا يمكن التسامح بشأنه، في الاهتمام والقيادة من جانب الولايات المتحدة. وفي الحقيقة أن سياسات أوباما الفعلية على الأرض نادرا ما تماشت مع خطابه. ففي تغير غريب في السياسة، وهو ما كان أوباما يلوم إدارة بوش عليه أعلن بعض من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية في نوفمبر 2010 وبصراحة تامة أن الولايات المتحدة قد فصلت موضوع دارفور عن الموضوعات الثنائية التي يتم التباحث بشأنها بين واشنطن والخرطوم. وهو ما مثل تمهيدا من جانب الولايات المتحدة لتحويل الاهتمام إلى جنوب السودان، وتنفيذ اتفاقية السلام الشاملة الموقعة بين البلدين عام 2005.

ولكن الإشارة التي فهمها نظام الخرطوم جراء ذلك أنه بمقدوره استئناف حرب الإبادة التي يشنها في دارفور تحت مسمى مقاومة التمرد.

لقد حان الوقت لإعادة الربط بين موضوع دارفور، وباقي الموضوعات الثنائية ذات الاهتمام بين واشنطن والخرطوم.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس

الاتحاد
إيريك ريفيز

* أستاذ بكلية سميث ماساشوسيتس
وخبير في شؤون السودان[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. تبا لك
    ماخد كم من اليهود يا خنزير ؟

    مشكله دارفور دي انتهت ف الواقع و حتي ف الخيال فتشو ع كيكه تاني غيرها