عبد اللطيف البوني

الزيت.. بس خلاص


[JUSTIFY]
الزيت.. بس خلاص

*لا أظن أن مراسل قناة الجزيرة عادل فارس كان مخطئا عندما قال إن قرار إيقاف حكومة الجنوب لتدفق النفط عبر الأنبوب العابر للسودان وجد ترحيبا رسميا وشعبيا، فعادل أرسل تقريره وهو في بوابة برلمان الجنوب الذي كان يخاطبه سلفاكير قائلا إن الشمال أنشأ أنبوبا جانبيا يسرق في اليوم 150 برميل منذ ديسمبر الماضي لذلك أصدرت الحكومة قرارها بإيقاف الضخ ثم مطالبة السودان بمبلغ 815 دولار قيمة النفط المسروق. عند وصوله إلى قرار إيقاف الضخ نهض النواب من مقاعدهم وصفقوا له وفي الخارج أمام بوابة البرلمان كانت هناك مظاهرة شعبية تحمل لافتات مؤيدة للقرار.
*الواضح أن حكومة الجنوب نجحت في زحزحة القرار من خانة الاقتصاد ووضعه في خانة السياسة فقد اشتغلت على الناحية السياسية فصورت القرار بأنه امتداد للتحرر الوطني من المستعمر القديم واستكمالا للسيادة وأن الشعب الجنوبي قد حظي بحكومة قوية تعرف كيف تدافع عن حق شعبها. اعترف سلفا في خطابه أن هناك صعوبات اقتصادية سوف تنشأ من إيقاف عائد النفط وأن لديهم من التدابير ما يخفف ذلك ولكن من المؤكد أنه المح إلى أن غيرهم سيكون الضرر عليه أبلغ ثم أن النفط سيكون محفوظا في آباره على أبعد تقدير للأجيال القادمة فالإيقاف يدل على تضحية كبيرة من الحكومة والجيل الحاكم وبهذا قد وضع تحمل الصعوبات في بند التضحيات الوطنية التي تجعله مستساغا.
*بإيقاف الأنبوب تكون رصاصة الرحمة قد أطلقت على علاقات حسن الجوار بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان فقد كان يظن أن أبيي هي أهم المعضلات في القضايا العالقة بين البلدين وعلى العكس منها النفط هو عامل التهدئة لأنه الرابط الأساسي الذي لا غنى عنه بالنسبة للبلدين ولكن ها هو الرابط ينقطع فلم يعد هناك ما يخشى عليه فقد ركب الجميع أعلى خيولهم ولم تبق إلا المواجهة.
*إن إيقاف ضخ نفط الجنوب عبر الأنبوب الشمالي ليس نهاية مشكلة بل بداية مرحلة جديدة من المعركة بين البلدين، فلنرجع إلى بداية المقال هذا فأنبوب النفط السري على حسب الرئيس سلفا والذي عن طريقه تمت السرقة المزعومة ثم المطالبة بمبلغ محدد تحديدا دقيقا 815 مليون ألا يذكرنا هذا بخطاب صدام حسين قبل غزوه للكويت عندما اتهمها بسرقة نفط العراق من جزيرتي يوربا وبوبيان ولا ندري إن كان الرئيس سلفا اختتم خطابه بالقول (ضرب الأعناق ولا ضرب الأرزاق) كما فعل صدام.
*إذن يا جماعة الخير لا بد من توقع الأسوأ لأن كل الوقائع التي أمامنا تقول ذلك فطالما أن الحرب الاقتصادية التي كان النفط (جوكرها) أديرت باستراتيجية أيهما سوف يتضرر أكثر فإن الحرب (العدييييييييييل) سوف تحسب بنفس الطريقة، أي أن أولي الأمر في البلدين سوف يحسبونها بنفس طريقة صدام إذا ما قمنا بحرب خاطفة أيهما سوف يتضرر أكثر، كما أن سفيرة الولايات المتحدة غلاسبي حية وموجودة (وأنا ما بفسر وأنت ما تقصر) ، فال الله ولا فالنا . إذا حدث هذا لا سمح الله سيكون النفط قد استكمل الدائرة التي بدأها من يوم ظهوره في السودان (1) صعد الحرب (2 ) أتى بالسلام (3 ) فصل الجنوب (4 ) أعاد الحرب … وبس خلاص.[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. اذا الحرب ممكن ترجع الوحدة والثروة ليه لا ومفروض نمشي عليها عديل مادام في الحالتين نحن ضايعين؟ واحتمال شيخ (علي) ما غلط وحسب الامر بالحساب القديم وكان يتوقع بقاء قرنق واكيد هناك فرق كبير بين سياسه قرنق وسلفاكير ولكن ذهاب قرنق وحضور سلفاكير لخبط الامور بنظريه بلد مافيها تمساح يقدل الورل فيها ؟وباب البطلع من بيت امو(الغابه) حزين ما بعرف التفاهم وين يلقي الفرح اويقبل التفاهم؟ والماشاف البحر(البترول) اكيد هاتخلعه الترعه ويغير كلامو وافعالوا؟ وكانت الحكومه تحسب السلام ها يثمر تمر ولكنه اثمر هنظل وناس الجنوب ماعملوا بسياسه المابدورك يحمر ليك في الظلام بل اعطونا عيون حمراء في النور وتم ايقاف ضخ البترول ورفضوا دفع الديون المتراكمه وغيرها من المشاكل والناس في البلد كان معارضه او غيروا مفروض يتفقوا لان العدو واحد والايد الوحده مابتصفق والناس بالناس والكل برب العالمين.