فدوى موسى

السودان البيت الكبير


[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]السودان البيت الكبير[/ALIGN] التداخل مع وبين دول الجوار في قارتنا بات أمراً لا مفر منه بحكم ما يمور داخل أراضيها السمراء من عدم الإستقرار وكثرة النزاعات في ظل غياب الضمانات التي تكفل الكثير من عوامل الإستمرارية والبقاء في بعض الأوطان.. وهكذا يجد الكثير من سكان هذه القارة أنفسهم أمام واقع حياتي جديد من نزوح ولجوء نحو دول الجوار.. وبالنسبة للكثيرين فإن نوعاً من الأمن والإستقرار يوفره لهم هذا اللجوء للبدء في شكل حياة مختلفة ومغايرة لما ألفوه من قبل.. ومرارة كلمة «اللجوء» تكمن فيما تحمله داخلها من إحتمالية التوأؤم أو عدمه في المكان الجديد المقبل.. والرائع أن لهذا السودان قدرة عجيبة على توليف القادمين اليه من لاجئين ونازحين وغيرهم.. فالكرم الشائع بين السودانيين أقويائهم وضعفائهم يكون دائماً حافزهم لهذا التوجه.. فبقاء الكثيرين من الإخوة من دول الجوار وتمتعهم بكل ما يتمتع به المواطن السوداني المستقر الآمن هو ما يدعم هذا البقاء والإستقرار.. وهنا يتجدد سؤال مشروع «هل القادمون إضافة أم خصم على الأصلاء؟». ورغم عظم مثل هذه التجارب إلا أن مراكز البحث والتحليل «عندنا» لم تخرج يوماً بما يفيد عن نوعية المؤشرات لتأثير هؤلاء علينا كأفراد وجماعات، وآثارهم سلباً وإيجاباً.. رغم أن الكثيرين منهم يرون أنهم كانوا الأفضل عيشة في ديارهم.. والبعض يرى أن ظروف النزوح واللجوء قد خلقت منهم أشخاصاً آخرين.. وأنهم قد أضطروا تحت وطأة الظرف أن يتنازلوا عن بعض شمائلهم، ولكنهم في ذات الوقت يعترفون بطيبة أهل السودان.. ولكن السؤال الذي لم يستطع الكثيرون منهم إجابته.. هل كانوا مصدر تغيير في المجتمع السوداني «خيراً أو شراً».. وحتى لا نكون كالقساة الذين يستبعدون الإضطرار للعيش في نفس الظرف لو كان الأمر معاكساً.. فإننا نتمنى أن يخرج علينا المختصون بالدراسات والتحليلات التي تقيِّم هذه التجربة الإنسانية في حياة الشعب السوداني وحياة القادمين المستقرين، ولنعرف هل أثَّر هؤلاء في بنية مجتمعاتنا أم لا؟.. وهذا أمر مشروع، بل وواجب النفاذ ولا يقدح في حق أي منا أصلاء وقادمين مستقرين.. بصورة أكثر قرباً فإن مناطق بعينها تصلح لأن تكون نموذجاً للدراسة وعينة ملائمة في ظل عشوائية توزيع هؤلاء الجيران.. والجامع المشترك في هذه المناطق هو سهولة الإندماج في مجتمعاتها وسهولة توفير السكن ومواقع الإقامة.. والمعروف أن هؤلاء الإخوة يستأجرون البيوت بسعر مغرٍ ويخلونها متى ما طلب منهم ذلك، وهذا الذي يزيد تمسكهم بمناطق معينة في البلاد وتمسك تلك المناطق بهم. آخر الكلام: كرماء نحن.. وطيبون ولكن هل طيبتنا الآن ستتأثر وتزول تحت مثل هذا الغزو للمجتمع.. ورغم كل شيء يبقى هذا البيت مفتوحاً.
سياج – آخر لحظة -العدد 814[/ALIGN]