سياسية

الخرطوم: صالة أفراح تهدد مركز تطوير الطائرة


قد يبدو العنوان عجيباً، ولكن لو عشنا الواقع سنعرف العجب العجاب ، فالسودان مهدد بفقد المركز الوحيد في أفريقيا لتطوير الكرة الطائرة ، وعلى كل قارئ أن يضع مليار خط تحت جملة (المركز الوحيد لتطوير الكرة الطائرة في أفريقيا)، وللعلم فقط فإنّ هذا المركز ضمن مراكز عديدة يدعمها بشكل مباشر الاتحاد الدولي للكرة الطائرة والذي كان حاضراً عندما وضع رئيس الجمهورية حجر أساسه في العام 1990 ، وهذا يعني بمفهوم رياضي أن الحكومة تهتم بهذا المركز وتدعم وجوده على أعلى مستوياتها . وللعلم أيضاً فقد بذلت مجهودات رياضية جبارة حتى يفوز السودان بهذا الإمتياز الكبير ، والذي أصبح قبلة للدارسين من كل أنحاء العالم ، ونجح في انتزاعه من دول أخرى اجتهدت بقوة للفوز به .

هذا المجهود الجبار، السودان مهدد بفقده في أية لحظة والسبب (صالة أفراح) ، لا تستغربوا؟ فالقصة أغرب من الخيال ، ولن يصدق أحدٌ أننا وصلنا إلى هذا الحد من حالة اللا مبالاة ، بالدرجة التى أصبحت معها الرياضة صفراً كبيراً على الشمال وممن؟ لن تصدقوا ، من وزارة الشباب والرياضة الاتحادية ، يعني نحن من الولائية (بدوي الوزير) للإتحادية ، فقد أبرمت الوزارة عقد إيجار لصالة أفراح مدته ثمانية أعوام ، كنا سنقبل هذا الامر في الوضع الطبيعي ، بمعنى أن الوزارة تسعى للاستفادة من ملكيتها للأرض باستثمارات تدر عليها دخلاً مالياً، ولكن عندما تأتي هذه الصالة على حساب نشاط مركز الخرطوم الدولي لتطوير الكرة الطائرة ، وتشكل خطرا حقيقيا على وجوده في السودان ، علينا في هذه الحالة أن نتوقف كثيراً، ونفتح الباب واسعاً للأسئلة ، وعلى رأس هذه الأسئلة ، هل يعي الوزير الإتحادي معنى فقد السودان لهذا المركز؟ وإن كان يعي فهل يضحي به من أجل إيجار صالة أفراح؟ هذا السؤال تحديدا يحتاج إلى إجابة .

هذه القضية الخطيرة لم تتوقف عند الأسئلة المفتوحة التي قد تجد من يجيب عليها وقد لا تجد ، ولكنها تطورت ووصلت مراحل متأخرة بعد أن يئس المسؤولون بمركز الخرطوم الدولي لتطوير الكرة الطائرة في الوصول إلى حلول مع الوزارة الاتحادية ، خاصةً بعد أن فوجئوا في آخر جمعة في رمضان بمسح لملعب الشاطئية بآليات من مؤجر الصالة وأطاح بالكشافات وهي (مرمية) حالياً على الأرض ، هذا غير التغول الذي على المساحة المخصصة لمركز تطوير الطائرة من الناحية الشمالية بستة أمتار ، ومن الناحية الجنوبية بعشرة أمتار وتسبب هذا التغول في اغلاق مدخل المركز الجنوبي ليحل مكانه حائط من (البلوك الأسمنتي) يتبع للصالة .

هذه التطورات الخطيرة قادت المسؤولين بالمركز لفتح بلاغ رقم/ 2390 بقسم الدرجة الأولى تحت المادة 182 من القانون الجنائي (تلف جنائي) بواسطة المحامي وليد الطيب ضد مؤجر الصالة .

السؤال أين الوزير الإتحادي ؟ وما هو موقفه والسودان مهدد بفقد مركز الخرطوم الدولي للكرة الطائرة وهو محاصر بهذه الصالة التي تتغول على مساحته من الاتجاهات ؟ هل يعلم ؟ إن كان يعلم أن مؤجر الصالة تخطى حتى المساحة المسموح بها في العقد ولم يهتم فهذه مصيبة؟ وإن كان لا يعلم فالمصيبة أكبر ، قد يكسب الوزير إيجار الصالة أو قد يكسبه صندوق دعم الأنشطة الشبابية والرياضية (الموقع على العقد) وهذه قصة أخرى تحتاج إلى فهامة لنفهم ، ولكن سيخسر السودان في المقابل مركز الخرطوم الدولي لتطوير الكرة الطائرة في حال علم الاتحاد الدولي للكرة الطائرة بحجم المضايقات التي يتعرض لها المركز. فهل سيتحمل هذه المسؤولية ؟

الغريب أن إتحاد الكرة الطائرة السوداني لا حس ولا خبر ، فوجئت بصراحة عندما علمت أن الحاج عطا المنان (المرشح لرئاسة لجنة التسيير بنادي الهلال)هو نفسه الحاج عطا المنان رئيس إتحاد الكرة الطائرة ، شفتو القصة كيف؟ من بدوي الوزير للوزير الإتحادي. بالمناسبة للحكاية بقية.. سؤال أخير أين أنت يا كمال خير الله ؟ لنا عودة.
حسن فاروق:الراي العام


تعليق واحد

  1. ان شاء الله مصبتنا تكون فى كورة الطاير الطائره لكن الامر اصعب من ذالك والصحافه اصبحت كراجل المراه الخايف من زوجته لا يتحدث فى الزواج المثنى والثلاث