منوعات

برغم عمليات الرش.. الحشرات تغزو الخرطوم


[JUSTIFY] خلفت الأمطار الغزيرة التى شهدتها الولاية خلال الأسبوعين الماضيين الكثير من المياه الراكدة وسط الأحياء والأسواق خاصة فى الميادين والساحات التى تتوسط البيوت، وهذا الوضع أوجد بيئة مناسبة لتوالد أنواع عديدة من الحشرات التى ينقل بعضها أمراضا فتاكة مثل التيفويد والملاريا وبعض الأمراض الجلدية والإسهالات وغيرها من الأمراض، حيث تردت البيئة بصورة غير مسبوقة. وقد سبب ذلك إزعاجا كبيرا للمواطنين الذين اشتكوا من غزو الذباب والبعوض حيث تكاثرا بصورة غير مألوفة، فأصبحوا يعانون نهارا من تراكم الذباب فى كل مكان من المنزل، وفى الليل يحرمون من النوم بسبب لسعات البعوض.

انتقد معظم المواطنين الجهات الصحية فى نوعية المبيدات التى تستخدم فى مكافحة الذباب والبعوض، حيث ذكروا أنها ذات مفعول ضعيف وانها فى بعض الأحيان بدلا من أن تقتل الحشرات تؤدى إلى تهييجها وتصبح أكثر ضراوة.
بعض المواطنين حملوا المحليات وزر معاناتهم مع البعوض والذباب، حيث تعالت شكاوى المواطنين من انتشار الذباب والبعوض من بينهم امنة السيد التى اشارت اثناء حديثها للصحافة بأن سوء تصريف مياه الأمطار بمنطقة دار السلام بشرق النيل أدى لتراكمها فى الميادين وشوارع الأحياء، وأن ذلك وفر بيئة خصبة للذباب والباعوض، ماضية الى ان المياه المحيطة بمنازلهم تكاثر فيها البعوض بصورة مروعة وتسبب في اصابة الكثير منهم بالملاريا علاوة على انبعاث الروائح النتنة منها جراء عدم رشها وردمها حتى الآن وأضافت أنهم يتوقعون المزيد من الاصابات بالملاريا اذا لم يتدارك الموقف على عجل وطالبت امنة الجهات المسؤولة بتلافي الموقف قبل فوات الاوان بتوزيع الناموسيات ورش المياه الراكدة، مشيرة الى ان البعوض يهاجمهم بعد صلاة المغرب وحتى الصباح. من جانبه يقول أحمد حامد محمد ان هنالك كميات من الذباب الذي بات من ملامح المدينة وقد اسهم غياب اعمال الرش الدوري في انتشار الذباب والبعوض بالمدينة منتقدا اداء المحلية التي وصفها بانها تحتاج لاعادة التنظيم حتى تتمكن من القيام بتقديم الخدمات التي ينشدها المواطن في مجال صحة البيئة.

والصورة في منطقة الكلاكلة والحاج يوسف ترسمها الحاجة روضة عوض قائلة: إن النفايات باتت تشكل مشكلة حقيقية للمواطنين بسبب عدم التزام عمال النظافة بالمواظبة على حملها من شوارع الاحياء، ما ادى الى تكدسها وانبعاث الروائح الكريهة التى تطارد الناس حتى في منازلهم وانتشار الذباب بصورة مخيفة ومضت روضة الى ان هذه الايام تنشط الطائرات في الرش منذ الصباح الباكر مسببة الازعاج دون أي جدوى من ذلك الرش فالذباب كما هو. اجتاح الذباب موقف كركر بصورة كبيرة انزعج منها الركاب حيث كانت الرائحة الكريهة الصادرة عن المياه الراكدة وجيوش الذباب تغطى الفواكه والخضروات المفروشة على الارض وتزعج المارة بكثرة تحريك ايديهم لابعادها، وكانت الحاجه آمنة التى تجلس عند مدخل الموقف مجسدة معاناتها وتضع ثوبها على انفها من بيئة السوق لتبدأ حديثها بالقول كيف لا ينتشر الذباب والنفايات مكدسة بكل مكان وبقايا الفواكه المخلوطة التى يرميها اصحاب الكفتريات وسط الموقف، والامر الذى زاد الوضع سوءا تراكم مياه الأمطار لان السوق يفتقر لمصارف المياه ما يجعلها تتجمع حتى تتعفن ولولا ظروفها الصعبة لما تحملت هذه البيئة الطاردة، مؤكدة ان الولاية تفتقر الى النظافة اليومية.
الكثير من المراقبين حذروا السلطات الصحية بالمحليات من الكوارث البيئية التى يمكن أن تحدث فى الفترة المقبلة خاصة وكما ذكروا أن الخريف مازال فى بداياته وأن شهر سبتمبر يعتبر قمة الخريف ويتوقع أن تشهد الولاية أمطارا أكثر من التى هطلت حتى الآن، وطالبوا بالتحرك السريع وبالصورة المناسبة، وإلا فإن الولاية مواجهة بكارثة بيئية حقيقية وأمراض فتاكة ووبائيات قد تصبح خارج السيطرة. [/JUSTIFY]

ولاء جعفر
صحيفة الصحافة