رأي ومقالات

ابيي : هل جاء أهل الطرطور ؟!


[JUSTIFY]تحتل منطقة أبيي الجزء الشمالي الجنوبي من ولاية جنوب كردفان بعد أن أعيد التقسيم الإداري لولاية غرب كردفان وتم دمج محافظة أبيي ،كيلك ،الدبب ،السلام، لقاوة في ولاية جنوب كردفان.

تتبع المنطقة جيولوجياً للسلسلة المعروفة جغرافياً بأم روابة ذات الأهمية المتمثلة في توفير المياه الجوفية إضافة للجريان السطحي الموسمي متمثلاً في الرقبة الزرقاء وأم بيور وبحر العرب الذي يمثل أطولها وأكثرها جرياناً مما يجعله مصدراً رئيسياً للمياه السطحية التي تعول الإنسان والحيوان في المنطقة خلال فصل الجفاف.

ازدادت أهمية المنطقة بوجود حقول البرتوكول مما أدي الي التنافس الأمريكي علي المنطقة والمنظمات الكنسية الغربية التي تسعي لتصعيد الصراع بين المسيرية والدينكا علي أساس عرقي بغض النظر عن ما هو المالك الحقيقي للمنطقة.

إذ يعتبر البترول احد أهم أسس الصراع الحديث بين حكومة السودان وحكومة الجنوب من جهة ومصدر آخر للتنافس الدولي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تري أيلولة السبق في اكتشاف البترول في السودان حينما بدأت شركة شيفرون الأمريكية التنقيب عن اكتشاف النفط في هذه المنطقة في منتصف السبعينات من القرن الماضي.

وأقول الصراع الحديث لأنه لم يكن في الماضي يتجرا احد من النخب الجنوبيين في صراعهم الطويل مع الشمال ان ينطق أو يتفوه باسم أبيي علي أنها تخصهم أو تتبع لهم لأنها حقيقة تتبع لولاية جنوب كردفان وهي ولاية شمالية ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالجنوب لان اسم كردفان كافي في نسبة المنطقة ونفي صفة أي ادعاء أو حق للجنوب فيها وطيلة المدة السابقة قبل عرض القس دانفورث لبروتوكول أبيي في محادثات في نيفاشا بعد بحث بند تقسيم الثروة كانت أبيي غائبة عن مخيلة الجنوب.

ولكن فشل الأنظمة والنخب السودانية في المفاوضات وقصر نظرها هو الذي خلق الأزمة والمفروض ان لا يبحثوا إطلاقاً موضوع ابيي مهما كانت المغريات لأنها تخض الجنوب ولا تخص الصراع ولا المفاوضات ولا تقسيم الثروة، فلماذا أقحمت الدولة نفسها في صراع لأناقة لنا فيه ولا بعير دينكا نقوك نزحوا من أرضهم في الجنوب بعد حرب المورلي الي دار المسيرية كان المفروض بعد استضافتهم المسيرية ان تقول لهم بعد ان وضعت الحرب أوزارها ، ورونا عرض أكتافكم فالضيافة انتهت فعودوا الي دياركم ولكن الكرم الحاتمي ومارثهم العديمة الجدوي هي أغرت السفهاء في بلادهم وأوردتهم المهالك فأصبح اللاجئين يتعالون علي أهل البلد ويريدون ان يطردهم من أرضهم ليضموها الي الجنوب؟!

ونتيجة لغباء الاثنين المسيرية والحكومة أصبحت حكومة الجنوب هي التي تحدد من يحق له التصويت في الاستفتاء؟! وهاهو سلفا يرسل رئيس اللجنة الإشرافية علي منطقة أبيي من جانب دولة الجنوب ادوارد لينو لإجراء الاستفتاء في أكتوبر القادم وقال ان الاستفتاء محسوم في أبيي وان قبيلة المسيرية ليسوا مواطنين في منطقة أبيي فهم رعاة فقط ليس إلا يمرون للمرعي في المنطقة بشكل موسمي؟!

ونسي هذا الأفاك انه ليس من أهل أبيي وان دينكا نقوك جاءوا لمنطقة المسيرية فارين من موطنهم في الجنوب والمسيرية هي التي أعطتهم المواطنة والتعايش السلمي في ديارها لأنها لو كانت طردتهم كما طردهم الجنوبيون وشردهم بالحرب لكان لينو الآن لاجئاً في دول الجوار هائماً علي وجهه هو ورفاقه من أبناء أبيي.

صحيفة الوفاق
عوض محمد المهدي[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. تحتل منطقة ابيي الجزء الشمالي الجنوبي ودي اول مرة اسمع اتجاه اسمه الشمالي الجنوبي ونتوقع طبعا الشرقي الغربي انشاء الله تكون غلطة مطبعية.

  2. جزاك الله خير ياعوض المهدي ولكن أطمنك “ونوم قفا” بأن أهلنا المسيرية لن يفرطوا في أبيي مهما كان الثمن ولو على جثة آخر طفل وإمراة ، وادورد لينوا يعرف تمام المعرفة مدي قوة وشراسة المسيرية في الحرب وطيلة حرب الجنوب لم يتجرأ الجيش الشعبي بدخول المنطقة ولو شبر واحد. وبإذن الله الحكاية محسومة والنتيجة معروفة ” من كان له السبق في دحر وطرد الجيش الشعبي من هجليج ؟ إنهم أبناء ابيي المقاتلين الأشاوس من هم في الجيش ومن هم في الدفاع الشعبي وكانوا سندا وقوة للجيش السوداني ؟ أبيي سودانية شاء لينو ولوكا ودينف ألوا أم أبوا فإن أرادوا الإقامة فيهاأهلا بهم كسودانيين شماليين وإلا اعلي ماخيلهم يركبوه وهم يعرفون أبناء المسيرية تمام المعرفة ” فليأتوا وأهلاً بهم وساعتها للمسيرية حديث معهم.

  3. جزاك الله خير لقد عبّرتَ عن رأي الكثيرين في هذا الموضوع وخاصة في هذه السطور:(( ولكن فشل الأنظمة والنخب السودانية في المفاوضات وقصر نظرها هو الذي خلق الأزمة والمفروض ان لا يبحثوا إطلاقاً موضوع ابيي مهما كانت المغريات لأنها تخض الجنوب ولا تخص الصراع ولا المفاوضات ولا تقسيم الثروة، فلماذا أقحمت الدولة نفسها في صراع لأناقة لنا فيه ولا بعير دينكا نقوك نزحوا من أرضهم في الجنوب بعد حرب المورلي الي دار المسيرية كان المفروض بعد استضافتهم المسيرية ان تقول لهم بعد ان وضعت الحرب أوزارها ، ورونا عرض أكتافكم فالضيافة انتهت فعودوا الي دياركم ولكن الكرم الحاتمي ومارثهم العديمة الجدوي هي أغرت السفهاء في بلادهم وأوردتهم المهالك فأصبح اللاجئين يتعالون علي أهل البلد ويريدون ان يطردهم من أرضهم ليضموها الي الجنوب؟!
    ونتيجة لغباء الاثنين المسيرية والحكومة أصبحت حكومة الجنوب هي التي تحدد من يحق له التصويت في الاستفتاء؟!)) والمشكلة فعلاً في تهاون وتناسي مفاوضي حكومة السودان . وهنا نسأل سؤال، هل كان مفاوضونا لا يعلمون شمالية أبيي أم على قلوبٍ أقفالها؟ والآن كيف تتم معالجة هذه المسألة مع ملاحظة تصريح حكومة الجنوب بموعد الاستفتاء مسنودة برأي المبعوث الأمريكي ولجنة الوساطة ( المشّاطة) الإفريقية، وهل من محاسبة في هذا التفريض ) الذي يفقع المرارة!!