وجدي الكردي

حريقة في مدرسة (آي فون) و(آي لاين)!


حريقة في مدرسة (آي فون) و(آي لاين)!
أتذكرون الأعرابي الذي أوقد ناراً لمكافحة زمهرير الصحراء، ولمّا سَرَى في عروقه الدفء قال: اللهم لا تَحْرِمنيها في الدنيا ولا في الآخرة؟!
طيّب..
هل من مبرر (علمي) للحرائق التي تندلع بين يوم وآخر في مدارسنا؟!
تعالوا نشوف..
صراعٌ مُعلنٌ يدور بين آباء: (ويحب ناقتها بعيري)، وأبناء: (الآي فون) و(الآي لاين)، ولمن فاته الاستماع: الأولى تحيط بالآذان والثانية تخطط شوارع العيون العشوائية الملتوية.
نزعم أن المدرسين يحشون بطاقة ذاكرة تلاميذنا بمناهج حديثة تُراعي التغيير الثقافي تبعاً للتطور العلمي، وتأخذ في اعتبارها احتياجات مجتمع العصر الحديث، مدعومة بالبحوث والدراسات، فهل حقاً يحدث ذلك؟!
مناهجنا متكلّسة متحجرة، ومطلوبات أبنائنا مترهلة متمددة، وبين هذا وذلك، يحدث الانفجار الذي يحرق المدارس.
في ذمّتكم، مُش تبرير علمي؟!
حكاية طريفة رواها مدرس سوداني (متطوّر)، اسمه بشير. صادفته ورقة امتحان في مادة البلاغة لأحد التلاميذ، ترك ورقته فارغة كفؤاد (مرشح مصري) في الانتخابات الرئاسية!
كتب التلميذ لأستاذه بشير أبياتاً شعرية في ورقة الامتحان، بدلاً عن إجابات مادة البلاغة التي تركها (بيضاء من غير حبر)، قال:
(أبشيرُ قُلْ لي ما العمل واليأس قد غلب الأمل/ قِيل امتحان بلاغةٍ فحسبته حان الأجل/ وفزعتُ من صوتِ المراقب إن تنحنح أو سَعَلْ/ أبشير مهلاً يا أخي ما كُل مسألة تُحل/ فمن البلاغة نافعٌ ومن البلاغة ما قتلْ/ قد كنت أبلد طالبٍ وأنا وربّي لم أزَلْ/ فإذا أتتك إجابتي فيها السؤال بدون حلْ/ دعها وصَحّح غيرها والصِفر ضعْه على عجلْ)!
أكمل بشير أبيات تلميذه على مهل، ومنحه درجة النجاح في مادة البلاغة، فهل أخطأ الرجل؟!ليتنا نُسرع بوضع مناهج تلائم (دنيا) أبنائنا الجديدة قبل أن تحرقهم.

آخر الحكي
[email]wagddi@hotmail.com[/email]