سياسية

الوسيط الأفريقي يطلب من جنوب السودان مساعدة الخرطوم في إنهاء ديونها


[JUSTIFY]كشفت دولة جنوب السودان عن تسلمها مقترحا من رئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي يطلب فيه من جوبا المساعدة في التغلب على ديون الخرطوم الضخمة، ووضع المقترح أمام رئيس الدولة سلفا كير ميارديت – الذي استقلت بلاده عن السودان قبل عامين – للبحث والدراسة.

وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين، بحسب صحيفة «سودان تربيون» الإنجليزية، إن مبيكي سلمه مقترحا يطلب فيه مساعدة جنوب السودان في حل مشكلة الديون الضخمة التي تواجه السودان. وأضاف أن المقترح أمام سلفا كير منذ الثاني عشر من سبتمبر (أيلول) لدراسته واتخاذ القرار بشأنه، مشددا على أن لجنة تخفيف أعباء الديون هي جزء من اتفاق التعاون بين البلدين.

وقال بنجامين إن اللجنة تحتاج إلى ضغوط لإلغاء الديون عن السودان، مشيرا إلى أنه عقد اجتماعا مع السفير السوداني في جوبا مطرف صديق حول هذه القضية، لكنه لم يوضح ما إذا كانت بلاده قد وافقت على مساعدة السودان في حملته الداعية لتخفيف عبء ديونه.

وجدد بنجامين التزام بلاده الكامل بتنفيذ اتفاق التعاون المشترك مع السودان، واصفا قصف القوات السودانية بلدة «جاو» في ولاية الوحدة الغنية بالنفط أخيرا بأنه «من مفسدي السلام». وأضاف: «كان ذلك تطورا مؤسفا، وقمنا بإدانته كحكومة. لكنه لن يؤثر على علاقات البلدين وسنستمر في الحوار لتعزيز ودعم السلام وحل أي خلافات». وتابع أن كير «زار الخرطوم أخيرا استجابة لدعوة قدمها له نظيره عمر البشير، وكانت الزيارة ناجحة، وأكد الرئيسان التزامهما بحل كافة القضايا العالقة».

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مبيكي قدم مقترحا الأسبوع الماضي إلى كير يطلب فيه منه المساعدة ودعم المجهود الدبلوماسي لإلغاء ديون السودان البالغة 45.6 مليار دولار، مشيرة إلى أن كير رفض مقترحات أخرى من مبيكي تتعلق بالقضايا الخلافية العالقة بين البلدين. وقالت المصادر إن من ضمن القضايا التي طرحت الحل النهائي حول النزاع في أبيي وإجراء الاستفتاء فيها الشهر المقبل، لكن المصادر رفضت الإفصاح عن تفاصيل ذلك.

وقالت المصادر بشأن موضوع الديون إنه كان هناك اتفاق بين السودان والمجتمع الدولي ينص على أنه في حال إجراء الاستفتاء وانفصال جنوب السودان، فإن الدول الدائنة يمكن أن تقوم بإعفاء الخرطوم من تلك الديون. وأضافت: «لكن يبدو أن المجتمع الدولي ربط (تلك الخطوة) بإنهاء السودان لحروبه في النيل الأزرق ودارفور وجبال النوبة»، مشيرة لفشل الاجتماعات التي عقدت بين الحكومة السودانية والدول الدائنة لأكثر من مرة.

إلى ذلك، أصدر سلفا كير قرارا أول من أمس بتعيين تيلار رينق دينق مستشارا له للشؤون القانونية، وعاد تيلار مرة أخرى إلى دائرة الضوء بعد أن استبعده البرلمان الشهر الماضي من تعيينه وزيرا للعدل. وعلل النواب قرارهم بأن تيلار لا يملك شهادات أكاديمية لازمة لشغل المنصب، ولكن تعيينه في منصب المستشار حق مكفول للرئيس وحده ولا يتدخل فيه البرلمان؛ رغم أنه سيثير جدلا.

واعتبرت مصادر في الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان، طلبت عدم تعريفها، أن قرار كير الجديد «غير منطقي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن تيلار تحكمه علاقات وثيقة مع رئيس البلاد، لكن ذلك لا يعني أن يقوم كير بتعيينه مجددا في منصب المستشار.

وأضافت أن تلك الخطوة تفقد رئيس البلاد مصداقيته، وتظهر عدم تقديره لقرار البرلمان.

الشرق الاوسط
مصطفى سري[/JUSTIFY]