منوعات

اجتماع موسع للمجتمع الدولي بسوق الناقة !


[JUSTIFY]بالتأكيد إن سألت ابنتك الصغيرة عزيزي القارئ وقلت لها هل تعرفين «انجيلينا ميركل» فستجيبك نعم إنها تشاهدها كل يوم، حتى إنه ليذهلك انها تعدد لك عدد فساتينها وطريقة تسريح شعرها وقد لا تخفي عنك إعجاباً بقوة شخصية هذه العجوز «الحديدية» المستشارة الألمانية !!

أما إن سألتها عن آخر عهدها بمشاهدة عمها أو خالها أوخالتها فلانة.. فإن نسبة مشاهدتها ومعرفتها بأحوال مركل هي الأكثر!!
وأنت نفسك عزيزي القارئ وأنا وأبناؤنا وأهلنا وربما يكون الأغلبية في مجتمعات العالم الثالث أو من يسمون بدول العالم الثالث أو فلنتواضع بالاسم الذي يناسبنا «الدول الفقيرة».. جميعاً الأكثر ارتباطاً و«اعتباطاً» و«عباطة» بما يسمى: «المجتمع الدولي»!!

فعبر هذه الشاشات صغيرة أو كبيرة.. محلية أو دولية يزورك يومياً.. بل وربما أثناء ساعات الليل والنهار وحتى من داخل الغرفة الخاصة: أوباما وبوتن وانجيلينا وديڤيد كاميرون والوزير جون كيري.. بل وترى كيري كثيراً ما يتأبط سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا والأول هو وزير خارجية الولايات المتحدة طبعاً الأمريكية.. وفي بعض الحالات تجد «ينجعص» في و سطهم «الأخضر الإبراهيمي» المبعوث الأممي أو تجد على الدوام أن «سيرجي» الروسي يتأبط وزير خارجية النظام السوري «المعلم» ثم تبقى مشاكل وبلاوي ومآسي الدول العربية والإسلامية هي دائماً على طاولة الاجتماعات والمؤتمرات وقاعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية وحقوق الإنسان.. بينما الجماعة الكبار الذين يتصفون أكثر من سواهم بمسمى المجتمع الدولي يقررون ويحكمون في شأن الآخرين.

صحيح أن المجتمع الدولي الذي نتشرف أو قد لا نتشرف بمشاهدتهم ليزيد شرفنا أو يزيد قرفنا إلى بعضهم ومعرفة ما يلبسون ويأكلون ويزمعون فعله في مجال السياسة أمثال ناس كيري وفرانسوا هولاند الفرنسي وكاميرون البريطاني وبان كي مون الأمين العام للأمم الما متحدة، هذا إذا اضفت اليهم انجيلينا ميركل وغيرها.. وهنالك أيضاً من يتداخلون معهم من العرب والمسلمين أمثال السيسي المصري والمالكي العراقي وحسن روحاني الإيراني وووو أسماء حفظها حتى الصغار منا من البنات والأولاد والخالات والحبوبات. والمجتمع الدولي متسع أيضاً في مجال الرياضة، فهنالك من يجلسون معنا على العنقريب والبرش والبساط الأحمدي بعد أن نتناول بمزاااج صحن البوش أو عصيدة حاااارة بالتقلية أو ملاح الروب أو سخينة بالدكوة والشطة الكلما تضوقا تأخذ منها نطة. من هؤلاء الضيوف المحبوبين لدى شبابنا لاعبو الكرة الدوليون «المشوطنين» اللعابين فمن من شبابنا لا يعشق «ميسي» أو يموت في تمريرات وقذائف «واين روني» ويعجب ببراعة «كاكا».. وبالتأكيد فإنك إن لم تجد في السودان كل المشجعين «برشلونيين» فذلك لا بد النصف الآخر من الشباب «مدريديين» أو من يشذون فهم مانشستريين وو إلخ.

فالمجتمع الدولي عندنا هو كورة وسياسة وفن ومصارعة.. ربما هذا الانشغال قد أنسانا على الأقل غلاء الأسعار!!
فتعجب للأخبار التي تتناقلها الصحف والفضائيات ومواقع التواصل عن الاهتمام الخاص بتوقيع النجم الويلزي جاريث بيل «أيقونة توتنهام» اتفاقاً شخصياً مع ريال مدريد الإسباني.

بينما يكاد الاهتمام يكون معدوماً بأخبار الزراعة في النيل الأبيض بعد الكوارث التي حاقت بها وما هي آخر أخبار زراعة الأرز فيه التي أوفدت الحكومة قديماً وحديثاً المبعوثين لليابان لتوطين زراعة الأرز التي أثبتت جدواها.. لا بل ماذا فعلت الدولة في البدء في الاستفادة من نجاح الخريف المفاجئ هذا العام والذي استحال لكارثة وأصبح نقمة بدلاً من أن يكون نعمة وما الاستعداد لخريف 2014 ؟!

قديماً وليس في القدم البعيد كان المجتمع الدولي في سوداننا التليد حاضراً، فشعبنا المثقف كان عبر المذياع يتابع أخبار زعماء الدول الكبرى فقط مع تعداد زمانهم مثل خروتشوب ونكسون ونهرو ولكن كانوا أكثر تعاطفاً وحماساً لمانديلا ولوممبا وتفاعلوا عربياً وإسلامياً مع الزعماء العرب كالملك فيصل الذي أجرى محمد أحمد محجوب بعد النكسة مصالحة له مع عبدالناصر وكان هنالك بن بيلا وجومو كينياتا.. ولكن كان حماس المهتمين مرتبطًا أكثر بجذور الداخل مع الأزهري والمحجوب وصادق عبد الله عبد الماجد ومبارك زروق وكل رموز أطياف اللون السياسي مع مختلف مشاربهم بل إنهم هم الذين صنعوا عصر الكرة الذهبي المتمثل في عمالقة الهلال والمريخ صديق منزول وبرعي ومن الموردة عمر التوم وود الزبير وحتى الفرق الأخرى أمثال حسبو ويوسف مرحوم.

أما في مجال الغناء والطرب فلم يبق الكاشف ووردي وبقية الكوكبة مجالاً لولوج كل وجداننا لوافد غريب كما تحتل اليوم مساحات بعض القلوب الشبابية نانسي عجرم وغيرها!!

يبقى أخيراً أننا نوجه الدعوة للسادة زعماء المجتمع الدولي كاميرون وفرانسوا وبوتن وأوباما وإنجيلينا وبان كي مون وحتى ناس سيرجي وكيري وكلهم كلهم مدعوون لوجبة إفطار سودانية 100% في سوق الناقة شريطة أن يشاركونا الاستمتاع بمتعة الشطة الخضراء والقبانيت بالدكوة وإبداعات ملاح الكول وقوة وسلاسة انزلاق الويكاب فهو ملاح دبلوماسي.

ذلك أننا نزمع بشكل جدي أن نثبت لهم أننا صامدون في و جه تيارات وضربات الأسعار وعدم اكتراث حكوماتنا بما يسمى حالياً «بالشعب السوداني الفضل» ولتكتب صحافتنا بعد ذلك أن ميركل القوية قاومت وتحدَّت الشطة السودانية وبوتن بدبلوماسيته وجد ضالته في الويكاب أما اوباما فقد أفردت الواشنطن بوست في صدر صفحاتها أن أوباما حمل معه بالطائرة وجبة سودانية مدهشة تدعى «AlKwall» ـ الكول، عرف أنه يفتح الشهية عساها تخرجه من مأزق الكونقرس الأمريكية وربما تصدر بعد ذلك قرارات دولية هامة من الشعب الفضل بعد الزيادات .. إلا أننا نرفض رفضاً باتاً التفتيش الدولي عن وجود أي مبادرات حكومية أو أممية تنقذ الشعب الفضل من غلاء الأسعار.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]