رأي ومقالات

عمر الشريف : ثورة ثورة حتى النصر


دعت المعارضة السياسية والعسكرية منذ بداية ثورة الانقاذ لإسقاطها كما فعلت مع الحكومة مايو سابقا وإتخذت كل الطرق سوى سلمية وديمقراطية او عسكرية وحاولت تجميع المواطنين للتظاهر والعصيان المدنى وإحتلال المدن واخيرا حددت فترة مائة يوم للاسقاط النظام ولكنها لم تنجح كل محاولاتها السابقة وذلك للاختلاف المعارضة فيما بينها وفقدانها ثقة الشعب وعدم وضوح برنامجها السياسى . الحكومة الحالية قدمت للشعب والمعارضة الفرصة ببرنامجها الاصلاحى وتحرير الدعم عن السلع الأساسية التى تؤثر على كل السلع والخدمات الاخرى وقبلها بفساد بعض منسوبيها الظاهر للعيان من اختلاس وبنيان لكى تستغل تلك الاحزاب الفرصة لتغيير النظام الحاكم بطرق ديمقراطية واخلاق سودانية وذلك بالعصيان المدنى والتظاهر السلمى والاحتجاج العلنى أمام مقرها الرئيسى ومجلسها الوطنى وقيادتها العسكرية.
للأسف الشديد الذين خرجوا خلال اليومين الماضيين هم فئة الطلاب والطالبات وهم جيل الغد الذى ينتظرهم هذا الوطن لبناءه وتعميره وتطويره لكن هذا الجيل اصبح فاقد للوطنية والاخلاق الاسلامية والسودانية حيث ان التربية والتظاهر والإعتراض وتعبير والتغيير عنده هو تخريب الممتلكات العامة والخاصه وإذاء العامة وتعطيل مصالح الشعب ، ولا نلوم هذا الجيل لان وزارة التربية والتعليم اليوم اصبحت هى وزارة المناهج والدروس الخصوصية والتعليم الخاص وأن مسئولية الأسرة اصبحت لتوفير قوتها والتزامات اطفالها على حساب التربية وأن مسئولية المجتمع اصبحت عدم التدخل فى شئون الغير والاحتفاظ بالنصح وعدم الاعتراض او التوجيه . هذا الجيل الذى يدفع بنفسه لتلك التظاهرات لا يعلم بأن تكلفة تلك التظاهرات تخصم من حساب أولياء امورهم وإن ما يتم تخريبة يعاد تعميره على حسابهم فى المستقبل وأن تعطيل الانتاج يدمر الاقتصاد ويزيد من فوائد ديون البلاد المتراكمة بمرور الوقت والاهم هو ضياع فترة دراسته وتحصيلة العلمى حيث تغلق المدارس والجامعات ايام وشهور على حساب هذا الطالب.
إين هم المعارضة ؟؟؟ ولماذا لم يتقدموا هم الصفوف ؟؟؟ لماذا يتحدثون من خلف الكميرات ويكتبون على الكيبورتات ويظهرون فى حالة نجاح الأضرابات ليتسابقوا على القصر الجمهورى ويحجزوا كراسيهم ومن ثم لا ينظرون فى تطوير التعليم وتربية هؤلاء النشئة التى اوصلتهم لتلك المكانه .
الوطنية معدومة فى الشعب السودانى رغم طيبته وكرمة واخلاق شعبه إلا من رحم ربى ، لكنه لايعرف معنى الوطنية وحب الوطن بالمعنى الحقيقى وخاصه الجيل الحالى لان الوطنية هى حب الوطن ومواطنه وأرضه والمحافظة عليه وعلى شعبه وبنيته وممتلكاته وليس بترويعهم وتشريدهم وحرق وتعطيل مصالحة شعبه وتدمير بنيته . لو سألت هؤلاء الطلاب لماذا يحرقون عربة شرطة او مقر حكومى او متاجر المواطنين او قطع الطريق على المواطنين وتعطيل مصالحهم وربما يكون فيهم مريض يحتاج لعلاج طارىء ولا يستطيع الخروج للعلاج وفيهم المسافر الذى يتعطل سفره بتلك المظاهرات الغير حضارية ولا وطنية يقول لك السبب الحكومة ، نعم السبب الحكومة ولكن الحكومة هى الشعب لان لولاء الشعب لما كانت هناك حكومة . فهل تحرك قادة المعارضة والمنتمين لها وجلس هؤلاء الطلاب والطالبات على مقاعد دراستهم واهتموا بتحصيلهم العلمى وتركوا حرية التعبير والتغيير للشعب بمعارضيه ومؤيديه . وقالوا ثورة سلمية مدنية حتى النصر.
عمر الشريف