عبد اللطيف البوني

وينفرد بك الإمام (1)


وينفرد بك الإمام (1)
[JUSTIFY] صلاة الجمعة شعيرة إسلامية توجد لها نظائر في الأديان الأخرى ولكنها تتفرد بخصائص تجعلها متفردة عن تلك الأديان وعن الصلوات الأخرى الراتبة في الدين الإسلامي نفسه, بالضرورة أن تعالج خطبة الجمعة شؤون المسلم الدينية والدنيوية فحتى ولو اكتفت بالوعظ والإرشاد والتحذير من الحرام والترغيب في الحلال فهذا شأن دنيوي مرتبط بتقوى المسلم لأنها ترسم له الطريق من خلال الدين, التماس بين خطبة الجمعة والسياسة كبير جداً فالنظم الاتوقراطية تضع لخطبة الجمعة خطاً أحمراً يمنعها من تجاوز العبادات إلى المعاملات وإن سمحت لها بالدخول في المعاملات يجب أن لا يتجاوز ذلك البيوع والعطف على المساكين والذي منه, حركات الإسلام السياسي هي أدخلت السياسة السافرة في خطبة الجمعة بحجة أن الإسلام دين شامل وبالتالي يجب أن تكون خطبة الجمعة شاملة دون أي خط أحمر وقد ظهر هذا في ثورات الربيع العربي حيث كان للمساجد القدح المعلى فيها.
في السودان حركة الإسلام السياسي اقتحمت المساجد و(من بدري) وبعد أن وصلت تلك الحركة السلطة أصبحت المساجد بصفة عامة و خطبة الجمعة بصفة خاصة صدى لما في الأجهزة الإعلامية الرسمية من إذاعة وتليفزيون اللهم إلا بعض المساجد المتفلتة وهذه قليلة مقارنة بالمساجد التابعة للوزارة الحكومية. دعم المساجد للنظام القائم تجلى في التعبئة الحربية وفي المفاصلة بين الإسلاميين فقد دفع الترابي ثمن تهميشه لرجال الدين وهذه قصة أخرى كما أن الآخرين أقصد الحاكمين الآن قد بدأوا يتأهبون لدفع ثمن قريب من الذي دفعه الترابي إذ بدأت طبقة رجال الدين تفرز رؤاها السياسية عن الحاكم أو على الأقل عن قسم من أقسام الطبقة الحاكمة فالتشدد السياسي بدأ يتقارب مع التشدد الديني (مافي داعي لكلمة تطرف) فالدولة تحتاج للمرونة لا بل للمرواغة أحياناً وهذا ما يرفضه أصحاب التشدد الذين بدأوا يلجأون للمتشددين من الخطباء لدعمهم (لنترك لغة المصالح لمناسبة أخرى).
فالخلاف الأخير داخل الكابينة الحاكمة حول اتفاقية الحريات الأربع التي وقعها وفد الحكومة المفوض والمفاوض باسم الحكومة في أديس أبابا مع حكومة الجنوب (مارس 2012) هرع الرافضون لها لمنابر المساجد فجلدوا الاتفاقية والمفاوضين إلى أن بكوا(عديييل كدا) لكن ربك ستر إذ دخل سلفاكير هجليج وكفى الفريقين القتال, وحدثت التهدئة الآن ولكن الأيام حبلى بالمفاجآت لأن الضغوط الدولية وأحوال البلاد التي يدركها الحاكم جيداً قد تفرض عليه جولة أخرى من المرونة فساعتها ليستعد لحرب المنابر.
أو, كي. فالنسلم بأن المسجد ينبغي أن لايقف بعيداً عما يجري حوله ولكن يجب أن يتم ذلك بشروطه فالخلافات السياسية ينبغي أن يكون فيها الرأى والرأى الآخر فهذا يعني يجب أن لاينفرد الإمام بالأمر بمعنى يكرس خطبته لمهاجمة إدريس عبد القادر أو الذي سيوقع على الاتفاق القادم ويدعم وجهة نظره بما شاء له من حجج ثم يختم (قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله) في حين أن البعض صدره يغلي برفض وجهة نظر الإمام فكيف يكون هذا مطمئناً في صلاته؟.
نواصل غداً إن شاء الله
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]