طه كجوك

الفيس بوك والتيس المفقود


الفيس بوك والتيس المفقود
أصبح الفيس بوك حلقة تواصل اجتماعية ومنبر للنقاش وتبادل الأفكار وآلية للبحث عن نفوس تعاقبت على فراقها السنوات وتمددت المحيطات والصحاري وحالت دون مقابلتهم أو حتى معرفة أخبارهم. ومعاذ الله أن تتأخر مواكب أهل الريف من شرائح المزارعين وأبنائهم اللذين آثروا البقاء والحفاظ على موروثات آبائهم عن ركب التكنولوجيا بل أناخوا ركابها في بواديهم فسالت أوديةً بقدرها واخترقت بيوت الطين القديمة وعرائش القصب وبيوت الشعر وسخروا قواها في طيبات أحلت لهم من تبادل المعلومات والخبرات وتزينت بأحداثها أفواههم وحوّل دفة ليالي السمر من واقعهم المعاش وحياتهم اليومية إلى عالم التكنولوجيا وما يدور في رِحاها من أحداث، وطاب الحديث في حضرة الفيس بوك والكل يستقيم في جلسته ويعتدل ليسرد ما كان من أمره في رحاب الفيس، فيقول أحدهم تواصلت مباشرةً مع العالم الفلاني وتحصلت على فتوى شرعية في الأمر كذا .. وآخر ينبئهم عن الإعجاز العلمي في مراحل تكوين الجنين .. وآخر ينتظر دوره في عجالة ليبث لهم نبأ حصوله على بذور محسنة وتوصّله إلى حلاً جذريا للآفة الفُلانية.. ومن هذا نجدهم قد أدخلوها في أنشطتهم الزراعية وأنشأه بعض السواقي الزراعية (قروب) سمى بقروب ساقية فلان وهو متخصص في نشر أخبار الساقية وتنظيم مسار المياه بين المزارعين، وشبيه لهذا الغرض هو نفسه الذي ولد على وسادته الفيس بوك على يد مخترعه (مارك جوكربيرج) عندما فكر هو الآخر أن ينشئ موقع يجمع زملاءه في جامعة هارفارد الأمريكية ويمكنهم من التواصل ونشر أخبار الجامعة فيما بينهم. ومن لطائف استخدامات الفيس بوك اتخذه البعض آلية يتحسس فيها ضالته (التيس المفقود) وسرد في نشره أوصاف التيس المفقود بكل جدية وذكر أنه من جينات محسنة وتوسل بأن هذا التيس آخر ما تبقى له من موروثات أجداده…الخ. وقد وجد هو الآخر خيوط ربما تدله على مكان المفقود.. أما بنات حواء فقد صنع بهم ما صنع وفتح لهن جبهات أخرى! فتلك التي تشكو لصديقتها عن سبب تدهور العلاقة بينها وبين جارتها قائله (أرسلت ليها طلب إضافة كم مره على الفيس بوك عملت لي طناش!!

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]