رأي ومقالات

تحليل يكتبه يوسف أيوب: مصر والسودان وإشكالية التعامل بعد 30 يونيو


يموج السودان فى الوقت الراهن بتفاعلات سياسية يراها البعض امتدادا لما شهدته مصر بعد الثلاثين من يونيو الماضى والإطاحة بنظام الإخوان المسلمين، خاصة أن كثيرين يربطون بين نظام الإخوان ونظام الإنقاذ الحاكم فى السودان برئاسة عمر حسن البشير، لكن فى المقابل فإن مراقبين يرون اختلافا شديدا بين النظامين، حتى إن بدا الموقف السودانى من ثورة 30 يونيو متأرجحا، وهو ما كان سببا لإطلاق شائعات حول رسائل متبادلة بين البشير والرئيس المعزول محمد مرسى بشأن دعم الشرعية، وأيضا ما ذكر بوجود عناصر سودانية ضمن اعتصام رابعة العدوية قبل فضه من جانب قوات الأمن. تأرجح الموقف السوادنى أو قل ضبابيته تجاه الثورة المصرية كان باديا للجميع، وهى بالمناسبة عادة سودانية، فهم لا يرغبون فى الإعلان المبكر عن مواقفهم وينتظرون إلى حين تتضح الأمور وتظهر جلية، وظهر ذلك بعد ثورة 25 يناير، لكن المؤكد وفقا لما سمعته من مسؤول سودانى أنهم يهتمون بالعلاقات مع القاهرة، وأن الخرطوم ليس لديها أية حساسية فى التعامل مع الملف المصرى بذهاب نظام أو وجود آخر، لان بلاده كما قال «تتعامل مع الشعب المصرى من خلال أى نظام يختاره المصريون بأنفسهم، ونسعى إلى كل ما يقوى هذه العلاقة». المسؤول السودانى الذى طلب عدم الإشارة لاسمه أو منصبه قال لى: «من الطبيعى أن يكون هناك توافق بين نظامين إسلاميين فى القاهرة والخرطوم، لكن هذا لا يعنى أن نظام الإنقاذ إخوانى، فهناك فارق بين أن يكون نظاما إسلاميا وأن يكون إخوانيا. ما علمته أيضاً أنه كانت هناك ترتيبات لزيارات يقوم بها مسؤولون سودانيون لمصر، لكن جرى تأجيلها لأسباب مرتبطة بالوضع الحالى سواء فى السودان أو مصر، ولابد من الإشارة هنا إلى مجموعة من المواقف المهمة التى تؤكد رغبة كلا البلدين فى السير على طريق واحد حتى وإن اختلفت الأنظمة، فوفقا لتأكيدات سودانية فإن وزير الدفاع السودانى عبدالرحيم محمد حسين‎، شارك فى الاحتفالات التى أقامتها القوات المسلحة بمرور 40 عاما على انتصارات 6 أكتوبر، وأجرى لقاء مهما مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى. كما أنه فى 19 أغسطس الماضى اختار وزير الخارجية نبيل فهمى، الخرطوم، أول محطة خارجية بعد توليه حقيبة الوزارة بعد الثورة، حاملا معه ملفات عديدة تخص العلاقات المصرية السودانية، ويمكن اعتبار هذه الزيارة مؤشرا على قياس رغبة الخرطوم فى التعامل مع مصر بعد عزل نظام الإخوان، فالزيارة لاقت رفضا من جانب عدد من قيادات الحزب الحاكم هناك، بل وشخصيات نافذة، لكن فى النهاية جرت الزيارة وكان لها نتائج إيجابية وفقا لما صرح به فهمى، وجاءت الإشارة القوية من الخرطوم بقرار إنهاء خدمة «حاج ماجد سوار»، سفير السودان بليبيا، وإعادته للعمل بمجلس الوزراء، لأنه اعترض بشدة على استقبال فهمى فى الخرطوم، فكان جزاؤه الطرد من العمل الدبلوماسى، وهو ما يؤكد رغبة الخرطوم فى العمل مع القاهرة تحت أى ظرف.

المحصلة النهائية لكل ما يحدث حاليا أن مصر والسودان بحاجة إلى بعضهما البعض، وأنه يجب تحصين العلاقات بينهما من أى توجه سياسى معين.
اليوم السابع


تعليق واحد

  1. لانريد علاقة مع خوارج لقطاءغيرشرعيين مجرمين قتلة. ولا استبعد ان يقف الكيزان مع المجرم السيسى فالطيور على اشكالها تقع, والكيزان يحبون مخالفة ارادة شعبهم, كواحدة من اساليب الانتقام من رعيتهم التى لاتحبهم. اللهم ي يا آخذ الجبارين عليك بالمجرمين قتلة الابرياء فى مصر والسودان