منوعات

نضال حسن الحاج : للقصيدة عطر !!


[JUSTIFY]{ بي ياتو حق هسع تكفت شفع إحساسي الحزانى المنهكين؟!
ومن وين أدبر لك خلايا تعوض الفقد الكتل فيني اليقين؟!
هو دا كلو هين.. بس بطن إحساسي يوم تكبر ويشوفا الخوف أقبل أمشي وين؟!

{ كثير ما يدور محور أسئلة الناس لي في نطاق (شفع إحساسي) أو (شفع فريق الريد) أو (بنية إحساسي)، وكل هذه المفردات التي عدّها البعض بصمة تعني قصيدتي، حتى أنني اتهمت ذات حوار صحفي ما بأنه ربما يكون شيطان قصيدتي طفلاً، فأضحكني ما قيل كثيراً.
{ أما قصة هذه المفردات التي أقحمت نفسها في دم القصيدة عندي فليس ثمة ما أعلل به ظهورها، لأني ربما أكتب ما لا أخطط لكتابته، وأقول ما لم أتعمد قوله، وربما هذا سر الكتابة عندي وعند معظم الشعراء.

{ ورغم أن لكل شاعر بصمته التي تخلده في عالم النسيان، إلا أن اللغة تظل ثمانية وعشرين حرفاً، يصيبنا العجز أحياناً عن اختراق حاجزها، أو ربما نتمرد على هذه الأحرف ونتلاعب بها مثلما تتلاعب ربات المنازل بالمصروف على قلته أو كثرته!
{ ومثلما أن للعطر ذاكرة تفتضح الأماكن وتمزق النسيان، كذلك للقصيدة عطر يتجاوز الدواخل ويستقر في دواخل أخرى لا يعلمها الكاتب نفسه.

{ في زيارة سريعة للسفير السعودي “فيصل بن حامد بن معلا” رعاه الله، شدني الحوار الذي أجراه معي وهو يتحدث بطلاقة عن ثقافتنا السودانية التي أعشقها، ويطوّف بي تارة في رحاب الأغنية السودانية وسلمها، وتارة أخرى عن الكاتبات العربيات اللائي رسمن طريقاً للمجد يصعب الإتيان بمثله في زمن السرعة هذا.

{ اتفقت معه على كثير من الآراء التي أدهشتني، واستوقفتني عبارة قالها، وهي أنه من المتابعين لمسيرتي الشعرية ولكنه أقرب إلى هذه النافذة التي أطل عبرها للقراء، ثم استطرد قائلاً: (للدارجة حدود لا تتجاوز البلد، ولكن للفصيح سحر الانتشار المطلق). هنا أخبرته عن مدى حبي لهذه اللغة التي أتحدثها، وأحطته علماً بمشاركتي بالعاصمة اللبنانية بيروت، وهي معقل الأدب، ولم تكن مشاركتي في منصّات – حفظت أشعار “إيليا أبو ماضي” واتسعت لآخرين – إلا باللغة الدارجة السودانية التي وجدت تفاعلاً من الإخوة اللبنانيين، أدهشني قبل أن يدهش بقية البعثة الثقافية، وكان ذلك بحضور السفير السوداني بلبنان حينها “إدريس سليمان يوسف” وصديقتي الحبيبة الدكتوره “عفاف أحمد الحسن طه”، ولفيف من الوزراء بتشريف السيدة الأولى بلبنان.
{ حينها فقط أدركت أن اللغة لا تحد من مقدرة النص على الانطلاق، وأن الأرواح تتسامى عن الحدود والجنسيات حينما يكون الرابط هو الأدب أو الموسيقى.
{ تحياتي للسفير السعودي.. واحترامي لكل من أطل اسمه عبر نافذتي.
{ وتظل القصيدة هي القصيدة بأطفالها وعطرها وانفعالاتها معبراً للحواس.

صحيفة المجهر السياسي[/JUSTIFY]


تعليق واحد