فدوى موسى

ما بعد هجليج


ما بعد هجليج
[JUSTIFY] الفرحة المستحقة التي دفعت الشعب السوداني للخروج للطرقات تعضيداً لقوات الشعب المسلحة والقوات النظامية بعد إعلان تحرير هجليج، هي فرحة وطنية جاءت نتيجة الإحساس الكبير بالضيم الذي سببه احتلال قوات الجنوب لهذه الأرض الشمالية ذات البعد الاستراتيجي، ببنيات النفط واسهامه في تحريك دولاب الحياة السودانية، خاصة بعد توقف تدفق بترول الجنوب عبر أنابيب الشمال، لذا جاءت الفرحة العفوية عارمة في كل الطرقات والشوارع، ولكن يبقى السؤال المر في حلوق كل هذا الشعب لماذا احتلت هجليج أصلاً؟ ولماذا استباحت هذه الأرض مدة العشرة أيام؟ ونحن كنا نسمع الأخبار بالحشود على الحدود؟ وهل هذا السيناريو قابل للتكرار في أي موقع آخر؟ نؤمن ونشد على قدرة القوات المسلحة على رد أي عدوان وأي كيد، ولكن هل تظل تنتظر العدوان والكيد لتقوم بالرد؟ فالتأمين لكل المواقع الاستراتيجية هو المفروض، والجواب حتى لا تكون مقدرات الشعب لعبة أو دمية في مارثون السياسة.. فهذه المنشآت النفطية لم يتم تأسيسها إلا من عرق ورهق هذا الشعب الصابر.. ورغم كل الفرح وكل الأحاسيس الطاغية، إلا أن قليلاً من التريث والتدبر في أمر ما يدور بين السودان وجنوب السودان لابد منه، حتى لا تضيع آمال الشعب في الاستقرار والتطور ومدنية الحياة، حيث لا يعقل أن تدق طبول الحروب مرة أخرى بعد هذا الاقتطاع الكبير من أرض السودان القديم، على محمل أن ذلك مهراً للسلام الذي صرنا الآن نبحث عنه بمجهر الكتروني دقيق البؤر.. واستمرار ذات النهج الاحترابي يوضح بجلاء أننا ما زلنا في مربعات أولى من عمر الانطلاق نحو موقعنا كدولة متقدمة ومدينة خالصة.. وإذا قال الساسة إن احتلال هجليج هو تخطيط لممارسة ضغوط التفاوض، فهو أبان بجلاء أيضاً أن هناك خللاً كبيراً في عقلية الحرص على مكتسبات هذا السودان.. وعلى ذهنيتي ذكر مواقع كثيرة بذات الفهم يمكن أن تكون هدفاً لسلاح التفاوض المعطوب بهذه الطريقة، ورغم كل شيء يبقى الإيمان بضرورة أن يكون كل الجهد مدفوعاً تجاه قومية القوات المسلحة السودانية، دون النظر للأجندات الأخرى، باعتبار أن الأمن القومي يحتاج لأفق أوسع وأكبر من حدود الظن في محدودية أن ما بين «الحدود هو المحدود».. فالأمر أكبر من «خلف الكي» بين السودان وجنوب السودان، بمرارة تاريخ لحرب أهلية وسياسات استعمارية ما قبل المناطق المقفولة ونشر ثقافة على أسس الدين والعرق واللون.

ü آخر الكلام:رغم كل ذلك ما زلنا نعول على أن البندقية والكلاش والدبابات بلا دبابين، والطائرات بلا طيارين لن تحل المشكل على أرض الواقع.. ولكنا بتنا لا نثق في آلية «فاوضني بلا زعل».. أها اقول ليكم قولة «جوه.. جوه» بس كيف نصبح الأقدر على هذه «الجوه»..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. جوبا وجوه جوه ياريت ولو؟ ولكنه صعب المنال لانه جاء بعد فوات الفوات وفي الزمن الضائع بعد ما الكورة دخلت في الشباك وصفر الحكم بنهايه المباره؟او حكمت المحكمه في قضيه قويه الادله وهل الاستناف ممكن يجيب نتيجه ويغير مجري القضيه؟ وهل ممكن نمسح اتفاقيه نيفاشا بي أستيكه ونزيلها من الوجود وهل ممكن نرجع بالزمن عدة سنين ونصلح الخطأ ونرجع تاني من جديد للوحده وجوبا جوه جوه جوه ياريت وياريت ولو بعد حين:) ومبروك عودة هجليج:)